الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-بَنْكُ يَرَان- عفا الله عما سلف يناديكم: الوصايا الخمس لتكون فأل نحس

الدير عبد الرزاق

2014 / 3 / 29
كتابات ساخرة


كان في مدينتنا الحديدية شيخا يدعى "التاريخ" يمشي على ثلاث، و يأكل ثلاث ، و يفكر في ثلاث، فقد عقله منذ عصور ثلاث، و أصبح يروم الحيطان الثلاث بحثا عن استراحة بأي ثمن لعل و عسى ينجو من ركلات المتمردين الثلاث، و قد أصبح وجهه فأل نحس على كل المدينة، و لم يجد له من مستقر سوى أزقة أعيتها النكبات يتسكع فوق الجراح البالية إلى أن جاء خريف عاصف و بدأت تتساقط أوراق تشرين الحزين واحدة تلو الأخرى، و المشكلة العظمى أن هذا الشيخ غير المرغوب به في المدينة الحديدية كان يشكل أملا لشيخ تصابى و كان يملك بنكا معاملته التجارية تعتمد على عملة الأوهام و يدعى " بَنْكُ يَرَان عفا الله عما سلف يناديكم " ، و كان هذا البنك مفلسا و كان يبحث عن أوهام جديدة قد تنقد بنكه من الإفلاس، فلم يجد خيرا من شيخنا الأبله يسأله عصا سحرية للخروج من أزمته و ظلمته إلى النور ـ شيخ تشبث بشيخ ـ ، فتوضأ و لبس جلبابا باليا و أطلق عنان لحيته البيضاء حتى اتسخت و خرج يضرب طول المدينة في عرضها بحثا عن الشيخ " التاريخ " يتبرك به و يعطيه حماره، فلما وجده فرح فرحا شديدا و ضحك ضحكة عميقة تجسد سنوات من الكبت النفسي في اعتناق الشفاه لسَلطة شهية بهية، تواضع في جلسته و انتظر حتى يخلو الشارع من المتمردين ليستأثر بشيخنا، و لما حانت الفرصة تحينها في طبق من ذهب، و ذهب عنده ملتويا سائلا متواضعا: يا شيخنا المبجل و أنت صاحب العقل و المستقبل، خبرني كيف أعتلي الهرم و لحيتي ابيضت من الألم، هل عندك أمل أن أعتلي كرسيا أعبث فيه قليلا و أمارس فيه سذاجتي و غبائي؟؟؟
فقال الشيخ "التاريخ": اقترب يا من أتقاسم معه كهولتي، فقد هرمت من أجل هذه اللحظة، و ليس معي سوى حمارا طيعا و سيفا بتارا ذو حدين إما أن ... أو أن....
فقاطعه المدير: لم أفهم سيدي المقصود و أنا قاصد بابك المنشود ... ادحي النقط و تكلم حروفا و سأذبح لك نعجة أو خروفا...
تبسم الشيخ و قال بلغة أكثر غموضا: سأعطيك وصايا خمس لتكون فأل نحس.....
تجهم وجه شيخ البنك الذي ارتبك و سأله سؤالا سذجا: أنا أتيت أبحث عن إكسير العرس و أنت تريد أن تجعلني فأل نحس؟؟
تبسم الشيخ و اعتلى الوقار محياه فتكلم بلغز محير: ليس هناك طريقا إلى مرادك سوى تطبيق الوصايا الخمس، إما أن تكون أو لا تكون....
فرد شيخ البنك بسذاجة : أريد أن أكون، هات الوصايا الخمس...
فقال الشيخ: ساعة دفني حانت و لا أملك خيارا سوى شخصكم المنحوس أعطيه هذه الوصايا قبل أن أموت فالموت يداهمني...
فقال شيخ البنك: أسرع.. هات الوصايا الخمس و مت...
فقال الشيخ: أخاف عليك ... و في جميع الأحوال هناك من سيستفيد من الوصايا الخمس و أنت سادسها...تفضل:
الوصية الأولى: أن تشتري ثورا يسحب الثورة من الجماهير..
الوصية الثانية: أن تكون ضبعا عندما ترى النمل...
الوصية الثالثة: أن لا تتحكم في لسانك و أفعالك و أنت تمثل أهل مدينتك...
الوصية الرابعة: ارفع الفساد شعارا و إن عجزت فكن المدار و طبق قاعدة بنكك" عفا الله عما سلف...".
الوصية الخامسة: كلما اشتدت الأزمة و ضعفت مدينتك سابق إلى " أخونة مدينتك" و ضرب خصومك بعملة بنكك حتى تُوَجِه الناس إلى مقصدك...
ثم مات الشيخ " التاريخ" ، و عاش شيخ البنك الذي مازال يقتات بنكه من الوصايا الخمس إلى أن يرن الجرس...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في


.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء




.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق