الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اميركا ماذا فعلتِ بنا !! ؟

سعدي عباس العبد

2014 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


اميركا ماذا فعلتِ بنا .. !! ؟
________________________

• في الايام الاوّلى من بدأ الغزو الرأسمالي ..كنت واقفا فوق سطح بيتنا . تحت سماء واطئة من الخراب .. ارنو ذاهلا لطائرة رشيقة .. طائرة بحجم الخوف . تحرث الريح وهي تتمايل وتتقلب ..وتقصف ..اظن كانت تقصف القصور الرآسّية او وزارة التخطيط او بيوتات السكان المحليين ..لم اعدّ قادرا على تبيان الامر عبر ذلك البعد الطويل .. بيد اني كنت اسمع الارتجاج الذي يخلّفه القصف . عنيفا صادما مدوّيا ..لحظتها ادركت على نحو ما . انّ العراق سيغدو محض خراب وذكرى ..وان سنوات القائد الضرورة او هكذا كان يسمى , .. تلك السنوات الحافلة بالخوف والقسوة ,..ستغدو مجرد ذكرى موجعة مطبوعة ابدا في جدار الذاكرة ..وستمسي في عداد الذكريات المؤلمة , العصية على النسيان والامحاء . وانّ عهدا جديدا غامضا سيحل .. عهد لم يزل في طور المخاض .. لم تتضح ملامحه المضمرة في تضاعيف الزمن ..غير اني لم اكن لأمر ما , متفائلا بتلك المرحلة التي ستأتي على اعقاب او انقاض سنوات الخوف ..ربما بفعل تجارب الامم والشعوب لاسيما شعوب اميركا اللاتينية . التي عانت عبر خوضها نزاعات منهكة مع القوى الراسمالية الاميركية ..وربما بسبب الحمولة الايدلوجية المضادة للطرف الغازي ..والتي لم تزل تعاليمها ووصاياها خضراء طرّية لم تجفّفها بعد رياح الوقائع ومستجدات التأريخ ..كنت غير متفائل بملامح التغيّير المزعوم الذي سيحدث في الهواء فحسب ..على النقيض من البعض الذي ذهب في تفاؤله او حلمه العقيم بعيدا ..حيث زيّنت له احلامه او مخيّلته المنهكة ورسمت له عالما من الجمال تسوده العدالة والمساواة .. عالم يرفل بالطمأنينة والسلام يخلو من القسوة والخوف ورعب الديكتاتور ..فجاءت الاحداث متلاحقة لتؤكد ما كنت اتوقع حدوثه ..فما انّ تلاشت غيوم القصف والوعود بغدٍ اجمل .. حتى بزغت شمس الحقيقة والخراب ساطعة تعرّي ما كانت تحجبه غيوم الوعود والآمال الواهية المزعومة .. ما انّ غاب قصف الطائرات حتى حل بدلا عنه قصف المفخّخات ..اعقبه او متزامنا معه قصف العمائم والكهنوت عبر تسويق واصدار وترويج وصايا وفتاوي تحض وتشجع وتحرض على إشاعة الذبح والخراب ..فغرقت البلاد في بحر مهول من الرعب والدم واليأس ..فدخلنا في مرحلة اشد فتكا وقسوة وخرابا من تلك التي كان يقودها الديكتاتور ..ولا زالت المرحلة تتمدد تحت حرارة مواقد الخراب . وكأننا لم نزل في طور النمو ..او كأن المرحلة الدامي في اوّلى خطواتها .. رغم مرور عقد من الموت والحطام .. عقد فاضت فيه الارواح والدموع ..تتدفقت عبره مواكب تترى من التوابيت ..في رحلتها السرمدية صوب العزلة والظلام ..حيث القبور تنتظر .. ولم تزل تنتظر .. تنتظرنا نحن المغلفين في علب صدئة من اللاجدوى..في حين مئات , بل الوف من الحيتان والخراتيت والديناصورات ممن يتربعون على عروش المال والارواح والسلطة والجاه . ماثلين هناك عند ابراجهم المحصّنة المسيّجة بارهاط من القتلة المدجّجين بالرياء والتزلف والنميمة والسلاح .. من هناك , من ذلك البعد الرمادي . وعبر مسافة من التشفي والعهر والسمسرة .. يتفرجون على مواكبنا المدماة وهي تتساقط موكب يعقب موكب , في مسيرة مهوّلة من الاختفاء والغياب ..اما نحن الاضاحي او مايسمى سخرية ونفاقا بالاغلبية الصامتة ..او بمعنى اكثر اقترابا من الصفة والواقع الاغليبة النائمة او المخدّرة بافيون فتاوي الكهنة . الاغلبية التي هي اقرب ما تكون إلى قطيع خراف خامل يساق الى المسالخ ..اجل بتنا قطيعا صامتا تقودنا فتاوى الكهنة البرابرة إلى حيث حتفنا عبر نزاعات مذهبية وعرقية اشاعها الحيتان المتنفذين المؤتمرين بوصايا العقول التي تدير دفة الماكنة او المثرمة الرأسمالية .. المؤتمرين بوصايا دول الاقليم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة