الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة مختصرة في واقع الأمة العربية

سجاد الوزان

2014 / 3 / 29
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لا اعلم لماذا عندما يشخص أحدٌ ما عيوب ومشاكل الأمة العربية، يلاقي تكفيراً وسباباً وشتيمةً بل وكرهاً من الآخرين .

يعامل البعض الأمة العربية وكأنها أمة نزلت من ملكوت السماء وعرج بها إلى الأرض، ألا يعلم الآخرون إن اغلب رسل السماء جاءت لهداية هذه الأمة وإرشادها وزجها في طريق حضارات الأمم .

وإنما وجود هادي ومهتدي يعني وجود أمر حقيقي وهو إن الأمة العربية ليست أمة بتلك النضوج لتتفرد بانتشال نفسها من واقعها، وهناك أمرٌ آخر وهو إن المهتدي إلى طريق الرسل ومع شديد قناعته برؤيتهم لتغيير الواقع، تراه هو أول المخالفين لتلك الرؤى وأول المحاربين لهذه الدعوة، فلماذا عندما نقول إن هذا هو التمرد وإن هذا هو العبث لا يقبل البعض (الآخر) .
يظهر إن المشكلة ليست في السماء ورسلها وإنما في الأمة ووعيها وقابليتها .
فقابلية الأمة لم تستطع تطبيق قوانين ورؤى جاهزة من قبل رسل السماء، فكيف لها أن تقدم نصوص وقوانين من وعيها وفكرها .
البشرية هي من فشلت في تقديم نفسها كنموذج صالح وفقاً لمسيرة الأنبياء ودعوتهم، وآهات الإنسانية هي نتاج انحراف السلوك الإنساني نفسه، لا الدعوة نفسها، بل وإن القانون البشري اليوم يعمل على تغليف الخالق بلغة المخلوق، وتأليه المخلوق لا الخالق .
والصورة الواضحة للعالم اليوم، هو إن سكان العالم اليوم أهدافهم محدودة، ونسبية، ومتعلقة بهذا العمر القصير فقط لا غير ولا تتعداه، وأكثر تجليات هذا الأمر نراها في البلدان النامية، ودول العالم الثالث .
نعم إنها مأساة البشرية التي صنعتها البشرية نفسها لنفسها .
ويظهر إنه لم يوجد مفكر عربي حر، كتب في العقل العربي، بلا قيود ولا تبعية ولا تعصب، فحتى اللاديني أو ناكر المقدس، عندما ينظر إلى رجل الدين ويقف أمامه تراه تأخذه الرهبة والرغبة والهدوء، وهنا يظهر أيضاً إنه لا حرية حقيقية قد ظهرت في المجتمع العربي، ولا فكر حر قد قاوم الصراعات الموجودة على أرض الواقع .

ما يقال ليس تحبيط وإحباط لهمة رجال الأمة الصالحين ونخبها الصادقة والمتألمة للواقع، وإنما قراءة الواقع بصورة صحيحة يفرض حلولاً صحيحة .
فذات يوم قال لي أحد أساتذتي، وهو أستاذ الفلسفة والمعارف الدينية عندما أفرطت له بوصف الواقع، حيث إنه كان مشغولاً بأمور أخرى خارج البلد فقال :
ولدي على مر حركة التاريخ، وفي جميع صراعاته وحتى اليوم، لم يظهر للبشرية ولا للمجتمعات الإنسانية، عظماء كثيرون ومثال أعلى يحتذ به دائماً في كل وقت، بل قد يظهر في كل جيل واحد أو اثنان من العظماء والرموز التي تقرأ وتفهم وتشعر بما يحدث، بل وتجد الحلول أيضاً .
وهذا العظيم لا يعرف مكانه بالضبط ومن أية أسرة يظهر، وأي أمٍ وأبٍ سينجبه، فقد يكون في أفقر البلدان وأكثرها جوعاً، وقد يكون في أكثرها ترفاً واستغناءً .
ورغم إن هذا الكلام نسبي، إلا أني اعتقد إن ظهور العظماء يكون مرتبط بظروف الواقع فقط ومتطلبات المرحلة وحاجاتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا