الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنس الفقي يدعو إلى إعلام الأعمال: بحبك يا ستاموني!

هويدا طه

2005 / 7 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


على مدى سنين العمر كنا نشاهد على قنوات التليفزيون المصري حفلات افتتاح واختتام مهرجانات كثيرة، ثقافية وإعلامية وفنية، حتى صارت ملامح هذه الاحتفالات- بنكهتها المصرية- جزءً من مكونات الذاكرة لمختلف الأجيال.. في مصر وفي البلدان العربية الأخرى.. قبل أن تنفجر احتفالات سيل القنوات الفضائية.. في أخريات القرن الماضي.. طارحة بديلا أخاذا بنكهة فضائية.. تختلف عن تلك النكهة القديمة لاحتفالات التليفزيون المصري، والتي ظلت تحمل كلها نفس الطابع منذ افتتاحه في ستينيات القرن العشرين، وحتى المهرجان الحادي عشر للإذاعة والتليفزيون الذي افتتح هذا الأسبوع.. رجال الدولة يتراصون في الصفوف الأولى.. ومسرح لا تختلف كثيرا طرق الإضاءة والديكور فيه من عام ٍ إلى آخر.. ومقدمون للحفل يربطون بين فقراته.. بلغة عرجاء وابتسامات مفتعلة واسعة.. وشوفينية تثير السخرية عندما يصفون ترحيب مصر بضيوفها.. وجيش من منسقي الحفل ومنظميه ولجان التحكيم.. يشكرون بعضهم البعض على هذا الإنجاز العظيم.. ورجال كثر وبعض نساء يتلون كلمات إنشائية متتالية.. وصور تذكارية تلتقط لنجوم الحفل وضيوفه مع وزير الإعلام أو الثقافة.. وكل ذلك في فوضى عارمة تعم الاحتفال.. حركة عشوائية بين الحاضرين.. وارتباك على المسرح بين من خبروا هذا النوع من الاحتفالات سابقا.. ومن يعيشون تجربته لأول مرة.. وتصفيق ضعيف ينطلق من زاوية ما في القاعة عندما يُذكر اسم ما.. ربما لا يأتي إلا من عائلته أو أصحابه أو ذويه.. وغير ذلك من ملامح النقل المباشر لحفل افتتاح.. يشبه ألف حفل شاهدناه من قبل.. على التليفزيون المصري قديما.. وعلى الفضائية المصرية حديثا...
لكن الظريف في حفل افتتاح المهرجان الحادي عشر للإذاعة والتليفزيون.. هو ذلك التعبد في محراب الحرية الإعلامية! الذي جاء قاسما مشتركا بين الكلمات التي تليت تباعا في الحفل.. كلهم يساندون حرية الإعلام ويحرصون عليها حتى الشهادة! كلهم يتحدثون بإسهاب عن حرية الإعلام في عالم السموات المفتوحة.. ليس باعتباره أملا.. وإنما باعتباره.. إنجازا أنجزوه! كلهم يفخرون بوصول إعلامنا إلى الأعالي بين الأمم.. في حريته وحياديته وموضوعيته! أحدهم قال في خطبته العصماء:" دافعتم عن القدس وأعليتم حقوق الإنسان واليوم جاء الدور لتقولوا كلمتكم.. لا للإرهاب"! انتهينا إذن من قضية القدس.. فحررناها بفضل كفاحهم الإعلامي، ونعمنا بحقوق الإنسان في أوطاننا.. بفضل تصديهم الإعلامي للقمع والديكتاتورية، والآن جاء دور الأحرار المنعمين بحقوقهم الإنسانية.. ليتصدوا للإرهاب اللعين! وهذا بالطبع سيكون على أيديهم.. رجالات الإعلام المصري الحر! الذين خاف على عروبة إعلامهم أمين العقباوي.. مسئول تسيير المهرجان، فقال في كلمته متحمسا واثقا:"سيظل هذا المهرجان عربيا"! باعتبار العالم طبعا يتزاحم ويتسابق.. وربما يتآمر.. ليسلب منهم مهرجان إعلامهم العربي الحر! كل هؤلاء الذين ألقوا الكلمات فخرا بحرية إعلامهم مسموعا ومرئيا ومقروءا.. وبتصديه للقمع والديكتاتورية والفساد.. كلهم.. يعملون في مؤسسات إعلامية مصرية أو مؤسسات تخدمها أو تتعلق بها.. كلهم يعرفون كيف نقل التليفزيون المصري أحداث يوم الاستفتاء على التعديل الدستوري.. وكلهم يعرفون خطط (التضليل) التي يتبعها الإعلام المصري الرسمي.. الذي تجاهل تماما هذه الحركات الفاعلة المتفجرة في مصر.. تمردا على فسادهم وفساد دولتهم.. ولولا تلك (السماوات المفتوحة) التي تحدثوا عنها في كلماتهم.. لما تناهى إلى سمع وبصر المصريين ما يحدث في شارعهم! بل وبعضهم ساهم وما يزال في التخطيط لإعلام التليفزيون المصري.. الذي لا يخدم إلا حرية مبارك وعائلته وباقي أفراد عصابته في قتل وسرقة المصريين وخداعهم.. كلهم يكذبون.. فإعلامنا كذاب.. منافق.. فاسد، إعلام مسخر بكامل أدواته لمبارك يقول من خلاله(شعبي وأنا حر فيه)! إعلام سيطر عليه صفوت الشريف سنوات طوال.. فحوله بجدارة إلى (دار التضليل المصرية)، وعندما تركه.. أورثه لقريبه.. أنس الفقي، الذي يذكرني- لا أعرف لماذا- بذلك الإعلان الدعائي الذي يقول فيه أحدهم (بيقوللي بحبك يا ستاموني)! ستاموني الفقي هذا.. قال في كلمته في المهرجان:" نريد إعلام شراكة بين الدولة والمجتمع، إعلام يفتح الأبواب لمجتمع الأعمال الوطني"! حسنا يا سيد ستاموني.. ما هو بالضبط (مجتمع الأعمال الوطني)؟! وأي أبواب تلك التي ما زالت مستغلقة عليكم وتريدون فتحها لمجتمع أعمالكم الوطني؟! ما أجملك وأنت تتحدث عن حرية الإعلام في دار التضليل المصرية... بحبك يا ستاموني!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟