الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة سيد المقاومة ... و يبقى الذهب ذهبا

حاتم الشلغمي

2014 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تحدّث سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله في القسم السياسي لكلمته بمناسبة افتتاح منتدى الثقافة و الأدب بجبل عامل عن تأصل المقاومة و تاريخيتها. ففكرة المقاومة اللبنانية قد تخمّرت منذ قيام دولة الاحتلال الغاصب في 1948 و تجسّد فعل المقاومة بحسب الامكانات المتاحة سواءً بالعمل العسكري المباشر أو الصمود و البقاء و الصبر و بذل التضحيات.
ان المقاومة ثقافة, و ثقافة المقاومة هي درع و سيف و ايمان. فهي ثقافة حق ضد سلطان جائر. فالمشروع الصهيوني يمثّل تهديدا قائما و تحدّيا متواصلا و وجب مقاومته ثقافيا سياسيا علميا و عسكريا. خصوصا و أن هنالك من يتجاهل خطورة هذا المشروع و هذا الكيان ليصل البعض للبوح بـ"أن لا مشكل" للبنان مع هذا الكيان المحتلّ بل يصل البعض الى النقاش الى حدّ السجال في موضوع المقاومة منذ قيام الكيان الغاصب و ليس من الآن فحسب. فالمقاومة لم يكن عليها اجماع وطني أبدا, فحتى في قلب المعارك و في الحروب نجد من يبرّر التدخّل الاسرائيلي و حروبه و يصفها كـ"ردّة فعل" للعمل المقاوم" (؟؟), فعمق مشكلة هؤلاء ليست مع حزب أو حركة أو تنظيم بل في مفهوم المقاومة, فكرها و عقلها. لذلك دائما ما يعمل هؤلاء على تغييب مفهوم المقاومة من المعادلة الثلاثية اللبنانية. فالمعادلة الثلاثية المتمثّلة في الشعب و الجيش و المقاومة, نجحت في تحرير الأرض و رفع الراية عاليا بينما فشل العالم كلّه. فسطّرت هذه المعادلة واقعا آخر للبنان و أصبح الجميع يحسب لها ألف حساب, لأن في لبنان "ذهب" عنوانه مقاومة.

في مواجهة العدو الصهيوني و مشاريعه ذكّر السيد نصر الله بأن المقاومة صلبة و قويّة, بل هي الآن أقوى و أصلب مقارنة بعام 2006 فهي الأن أقوى و أجدر على كلّ الصعاب و أقدر على صنع الانتصار و أن العدوّ الصهيوني أعرف من اللبنانيين و العرب بقوة المقاومة و بمدى جهوزيتها و أن كلّ حساباته و تقديراته في المغامرة مع لبنان من خلال حرب ستكون خاسرة و خاطئة, ففي لبنان فذهب المقاومة رهان و ميزان.

أما بخصوص سوريا, عرّج سماحة السيد على أن خيار حزب الله السياسي كان و لا يزال الى جانب الدولة السورية و خياراتها الاستراتيجية و مع الاصلاح الذي نادىت به الدولة السورية منذ بدأ الأزومة, و لكن تجاوزت هذه الأزمة سقفها الى أن أصبحت مشروعا يريد تدمير سوريا و تخريب دولتها و نسف خياراتها المقاومة. و كان مطلوبا منّا (كدول مقاومة) أن نركع و أن ننحني للعاصفة التي هبّت على المنطقة بدعوى الربيع العربي, هذه العاصفة التي تمثّل تهديدا خطيرا على سوريا و لبنان و فلسطين, و لكننا لم ننحن و لن ننحني و ستبقى المقاومة.

لقد هبّ العالم صياحا و ضوضاء حول تدخل حزب الله في سوريا (هذا التدخّل المتأخّر) على خلفية نيّة التكفيريّين تدمير قبر السيدة زينب, الأمر الذي كان سيهدّد أمن المنطقة كلها من خلال اشعال فتنة طائفية كبيرة بينما يصمت الكثيرون على تصعيد تركيا هذه الدولة "الأطلسية" و التي تمانع من اجل الدخول الى الاتحاد الأوروبي على سوريا بذريعة حماية قبر عثماني قديم و الذي لا يشكّل تهديدا على المنطقة لا دينيا و لا طائفيا. فنية تركيا ليست حماية قبر بل تستعمل ذلك حجة لقيادة حرب كونية على سوريا و خرق سيادتها و انتهاكها. فأصل المعركة في سوريا هي نتيجة حجم التدخّل الذي أصبح هدفه استهداف المقاومة ككل

لقد بينت الدولة السورية و المقاومة حجم التهديد و الخطر التكفيري الذي سينتج عنه هذا التدخّل للارهابيين في سوريا. و أن الذي اعتمد فكر الاقصاء لا يمكنه البناء أبدا و أصبح تواجد هؤلاء المسلحين خطر لا على سوريا و لبنان فحسب بل على كل دول المنطقة و الدول التي جاء منها المسلّحون كتونس. فتساءل السيّد مخاطبا الدول التي حرّضت ضد سوريا "ما هو الواقع الذي تتحدّثون أنتم عليه الأى في سوريا ؟" أليس هذا الواقع جرّاء تحريضكم و تمويلكم و تسليحكم و رفضكم للحلول السياسية و تحريضكم على الحلول العسكرية ؟ فالجامعة العربية و دول اقليمية و دولية أكّدت على أن لا حوار و لا تفاهم الا عند اسقاط الرئيس الأسد, أما الآن بعد عسكرة الميدان اصبحوا يتحدّثون عن خطر داهم في سوريا و أن لا حل سوى الحل السياسي (مقرّرات قمة الكويت), فهل يحتاج العرب و العالم الى كل هذه الفترة لاكتشاف هذا الأمر ؟؟

اختتم السيّد بأن المشكل ليس في تدخّل المقاومة في سوريا بل مشكلة المنطقة و مشكلة ما نحن فيه الآن هو نتيجة تأخر المقاومة في تدخلها, "فالارهاب التكفيري اذا تمكّن فانه سيشطب الجميع و ان تمكنّا منه فسنبقى جميعا". و دعى سماحة السيد الجميع "أن راجعوا أنفسكم و راجعوا مواقفكم" سيكون ذلك أحسن للجميع. أما المقاومة فهي ذهب لبنان و العالم العالم العربي فرغم كلّ الصعاب ... سيبقى الذهب ذهبا في زمن صار فيه الموقف من خشب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في