الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب المثقف العضوي .. وحلول الآخر الطارىء

سعدي عباس العبد

2014 / 3 / 30
الادب والفن



ما يدعو إلى الدهشة في بلادٍ ادمنت على كلّ ما هو شاذ وخارج تقاليد المنطق والعقل . هو سكوت الضمير الشعبي الحق , وخفوت او غياب صوت الوعي .. وامساكه عن التدفق ..وما يدعو للرثاء ايضا , هو تبؤ بعض الطارئين والشواذ والمشوهين فكريا وسيكلوجيا مناصبا تتيح لحضورهم الطاغي ... ان يتحكموا عبر تلك المناصب وماتوفره من حصانة بمصائر الفنون والثقافة وباغلب ما يتعلّق برقي وسمو المجتمع .. فضلا عن تلك المواقع ذات المساس والحساسية في نهوض وحاجات المجتمع والتي لا يعرف حتى الشيطان ذاته كيف وثبوا , اليها ومن اي قاع او مواخير تدفقوا ليشغلوا تلك المواقع التي تتقاطع مع ضحالتهم وحجومهم وعقولهم القاصرة المتدنية التي لا تبصر ابعد من انحطاطهم الذهني ونزوعهم المسرف في النهب والاحتيال وإشاعة روح الكراهية والتناحر والنميمة والتزلف والوشايات .. اين كان الهولاء .. ومن اي بركة آسنة تدفقوا .. وما المسوغات التي جعلتهم يشغلون تلك المواقع الحساسة ذات الصلة الحميمة بتطور ذائقة المجتمع ..ومن هي العقول الغاطسة في مستنقعات الجهل والخرافة التي دفعتهم لاحتلال تلك المواقع .. ومن اي جحر خرافي صحراوي امتد ت الايادي الغامضة لتأخذ بيد الهولاء وتشد عليها ..ومَن كان يقف وراء ذلك كلّه .. اسئلة لا تزال معلّقة في الهواء .. لا تزال منشور على جدار الدهشة والذهول منذ بدأ الغزو ..وحتى حلول اللحظة .. في حين هناك الكثير من الكفاءات والعقول النقدية مهملة مركونة إلى العزلة والانطواء القسري او العزل العمد.. تتناهبها رياح القحط والحسرة والنسيان والجفاء والصدود . رياح مبرّمجة على الهبوب في توقيتات معلومة , عبر نوافذ من شاء القدر الساخر الاعمى , ان يجعلهم يتربّعون على قمّة الهرم السلطوية .. تلك الكفاءات وتحديدا تلك التي تتمتع بمواهب نادرة وخبرة ودراية ودرّبة وباع في اختصاصها وتمتلك المؤهلات والمقوّمات التي تؤهلها لشغل تلك المواقع التي ذهبت عمدا إلى من لا يستحقونها بجدارة . . والهولاء من يتصدروا المشهد الآن اسهموا على نحو فاعل في توسيع مساحة الخراب وسيوغلوا ويتمادوا في تمديد المساحة لاحقا , اذا لم يقصوا او يجتثو من جذورهم الضاربه في القاع عميقا . قاع التخلف والنكوص والارتداد .. اذ انّ اغلبهم متحدرون من اوكار تحيط بها الشبهات ومن معابد تكتظ فضاءاتها بسموم الخرافة والبداوة والقيم التي تنتعش في تعاليمها النزعات المذهبية والعرقية والقبلية ..فضلا عن تدني الوازع الاخلاقي والذي يعدّ بطاقة تزكية لا تضاهى في توسيع رقعة خراب الذائقة المجتمعية . ناهيك عن العيث في الجمال فسادا .. فالهولاء تغلغلوا وتوغلوا عميقا في مفاصل الدولة او ما يسمى بالدولة وصاروا جزءا حميما فاعلا من مشهدها العام . المشهد المزري الذي تعلو ملامحه التشوّهات والدمامة . وباتت جذورهم تحفر عميقا في جسد الثقافة المريض .. بحيث بات ما اشاعوه من ممارسات مرضّية جزءا من تقاليد ثقافية مستحدثة ستترسخ وتتبرعم وتنمو لاحقا . وبات ايضا تصدرهم لمشهد الخراب من الالفة بمكان , جراء مكوثهم المديد وتسيّدهم الواجهة والمشهد .. فاين ما تتوجه سوف تصطدم باطلالتهم .. يطالعوننا في كل مفصل .. فهم متواجدون في حقول الصناعة والطب والتعليم والثقافة , وهذه الاخيرة كان لها نصيب او حصة الاسد كما يقال ..فاغلب الصحف غير العريقة في التقاليد والجو العام .. والمستحدثة يتبؤ او يشغل المواقع الحساسة فيها اولئك الطارئون ..اما فيما يتعلق باروقة وفروع وزارة الثقافة فالحال لا يختلف عن مثيلاتها او عما يحدث في الكثير من مفاصل الدولة .. هناك استثناءات وهي نادرة ..بعضها مقموع ومعطّل عمدا .. والبعض الآخر لم يزل فاعلا يزاول مهامه بروحية المثقف العضوي ..وغالبا مانجد هذا المثقف يتصدر المشهد المناهض لما هو سائد من تقاليد طارئة على مناخ الثقافة الفاعلة ..وهذا المثقف غالبا مايكون عرضة للتجريح والتضييّق والمحاصرة والتكميم من لدن الآخر المأجور الطارىء النفعي الموالي المدعوم بحصانة سلطوية وحرية مسروقة او مدفوعة الثمن تبيح له الحق في الحاق الضرر بالطرف المناؤ او المضاد والمتقاطع سلوكا ومنهجا وتوجها وفكرا .. واقصد بذلك المثقف العضوي .. ليس عضويا تماما كمثقف غرامشي . غير انه على مقربة من روحه وظلاله وبعض من رائحته .. الرائحة التي يعدّها الآخر المأجور , رائحة غريبة تشيع الفساد والتمرد ..كونها تمثل ضمير المجتمع وتقف بالضد من تطلعات الطارئين النفعيّين ..............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07