الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة اقتصادية ل «السيسي»: لقاء شبه تخيلي

إبراهيم الغيطاني
(Ahmed)

2014 / 3 / 31
الادارة و الاقتصاد


في البداية، قبل أن أوجه أسئلتي للرئيس القادم، لا بد أن تجيب على السؤال التالي: هل يرتبط انتخاب «السيسي» كرئيس لمصر في ذهنك بتحقيق الاستقرار السياسي و الاقتصادي، بل ربما بأن تشهد نهضة اقتصادية كبيرة، أو ربما يعيد أمجاد «عبدالناصر» مرة أخرى؟ إن كانت إجابتك بـ (نعم)، فربما أنت محق لأسباب تدور في عقلك منذ زمن بعيد وليس الآن، ولكن قد يكون الأمر مختلفاً كثيرا عما يدور في عقلك، وستعرف لماذا، بعد أن نوجه مجموعة من الأسئلة لـ«السيسي» حول اقتصاد مصر، وسأدع «السيسي» يجيب بـ (نعم) أو (لا) فقط، دون الحاجة لإجابات دبلوماسية مطاطة.
بالطبع أي رئيس منتخب، لا بد أن يحمل رؤية اقتصادية واضحة، وإن لم يمكن هو من يراها، فعليه الاستعانة بمجموعة من الخبراء الاقتصادية، الذين يساعدوه في وضع مثل هذه الرؤية، والتي ستؤهل في حالة مثل مصر للانتقال من دولة ضعفت قواها على مدى العقود الماضية، إلى دولة متقدمة زراعياً وصناعياً، ولديها موارد بشرية قادرة على مواصلة تحقيق التنمية المستدامة.
وسواء كان «السيسي» لديه رؤية اقتصادية أم لم يكن، فهناك بعض الأمور لا تحتاج إلى خبراء، وتحتاج إلى طرح مجموعة من الأسئلة المحورية عليه، وهي كالآتي: هل ستعتمد على حفنة رجال الأعمال في النظام السابق (1)؟، هل حقاً ترغب في تحيقيق العدالة الاجتماعية أيا كانت أساليبها وأشكالها (2)؟ هل فعلا ترغب في أن تصبح مصر قوة اقتصادية في الشرق الأوسط والعالم(3)؟
وإذا كانت إجابتك على السؤال الأول (نعم)، فنحن بحاجة إلى تفسير، فإذن ماذا حققت ثورة «يناير» و« 30 يونيو»، فأنت حينئذ تعيد الترابط بين النظام السياسي المقبل و النظام الاقتصادي، وكل ما يرتبط به من فساد وجهل وظلم اجتماعي، وإذا كانت إجابتك بـ «لا»، فربما أنت بحاجة إلى خلق رأسمالية جديدة تحمل قيماً جديدة، وأن يكون توجهها الأساسي لصالح قوة الدولة لا لإضعافها.
أما عن السؤال الثاني: فإن كانت إجابتك (نعم)، فبالفعل قد تكون على الطريق الصحيح لإعادة رسم الحياة الاقتصادية في مصر، التي تقوم على العدالة وإن كانت جزئية، ونحن في طريقنا حتما لتحيق استقرار سياسي جزوره راسخة، وإن كانتك إجابتك بـ (لا)، فإعلم أنك في أي وقت ودون سابق إنذار ربما يتعرض حكمك للانتكاس.
أما السؤال الثالث، فإذا كت مجيبا بـ (نعم)، فلا تخف فمصر تتمتع بثروة بشرية و مادية قادرة أن تجعل مصر قوة اقتصادية كبيرة ليس في المنطقة، ولكن في العالم كله، وإذا قلت (لا)، فربما تتخلى بذلك عن فرصة أخرى تجعل مصر خلال العقد القادم، من أضعف القوى في المنطقة.
وسنوضح الأسئلة السابقة في مزيد من الأسئلة المرتبطة بها، بأي توجه سيدير «السيسي» الاقتصاد، هل ستظل القاعدة الرأسمالية القديمة تعمل بنفس توجهاتها، وهل سيظل الجهاز الإداري يتعاون مع هذه الطبقة بطريقة تضر التنمية الاقتصادية، أم هل هناك توجه لإزالة النظام القديم من جذوره؟ وأي شكل للصناعات والزراعة و التجارة التي سنركز عليها خلال الفترة القادمة؟ وكيف سيدير أزمة المياه؟
وتباعا، كيف سيتم علاج الموزنة العامة والديون، كيف سنعالج التشريعات الاقتصادية القائمة، كيف ستنبي استراتيجية قومية لأمن الطاقة، كيف ستصلح أنظمة التعليم و الصحة والإسكان، وأي نوع من الشركاء سنتعاون معهم الفترة القادمة، وأي نوع من الشركاء سيحقق أهدافنا؟، والأهم: كيف ستفكك شبكات الفساد التي جعلت من تحقيق التنمية الاقتصادية، مهمة شبه مستحيلة؟ وكيف سنصلح الجهاز الإداري؟
وأخيرا: السؤال الأهم، هل سيركز «السيسي» فقط على كيفية التغلب على خصومه السياسيين؟ أو بمعنى أدق هل سيدير معركة واحدة فقط مع «الإخوان» فقط، ويتجاهل معركة «تقدم» مصر، وإذا كان الجواب بنعم فإن الأمر لا يعد كونه استبدال وجه قديم بآخر جديد، وهذا ما سنتركه لكي تثبته الأيام، وإذا تحقق علينا حينئذ أن ننسى أننا خضنا ثورة من أجل «عيش، حرية، عدالة اجتماعية».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر العربية: احتراق أكبر بئر لإنتاج النفط في حقل زرقة شرقي


.. نشرة الرابعة | -النقد الدولي-: هجمات الحوثيين تسببت في انخفا




.. المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض: ما الإنجازات التي حققته


.. انخفاض طفيف في عيار 21.. سعر الذهب اليوم الإثنين 06 مايو 202




.. صباح العربية | حمام الذهب في تونس.. أسرار غامضة وحكايات مرعب