الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة فى السيرة العطرة .... ( النبى محمد ) 3/3

محمود جابر

2014 / 3 / 31
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات



ما يزال الحديث مستمرا فى معنى الاصطفاء وتأكيده من الشواهد التاريخية، وأن هذا الاصطفاء يتركز فى التكوين الجسمانى والبيئة الاجتماعية وقد مر ان ذكرنا ما استوثقناه من سيرة عبد المطلب – سلام الله عليه – جد النبى وكيف انه كان يدعى فى قومه ابراهيم الاصغر وكف كانت ملامحه واخلاقة الحميدة واليوم نحن مع بعض من ملامح والدى النبى صلى الله عليه وآله .

عبد الله بن عبد المطلب :
ورد فى بعض الاثر : ان جبريل على النبيّ(صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول: إنّي قد حرّمت النار على صلبٍ أنزلك، وبطنٍ حملك، وحجرٍ كفلك؛ فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطّلب، والبطن الذي حملك آمنة بنت وهب، وأمّا حجر كفلك فحجر أبي طالب.
وتلك واحدة من الروايات العديدة الدالة على إيمان عبد الله وطهارته عدا عن أن اسمه بحد ذاته ينم عن إيمانه بالله الواحد القهار أي كما كان آباءه موحد على دين إبراهيم عليه السلام.
أما عن ولادته فقد اشتهرت رواية أن النذر كما وردت في عدة مصادر مثل تاريخ اليعقوبي وهي أن عبد المطّلب حين لقي من قريش ما لقي عند حفر زمزم نذر لئن ولد له عشرة أولاد ثمّ بلغوا معه حتّى يمنعوه لينحرنّ أحدهم لله عند الكعبة فلمّا رُزق ذلك جمع أولاده وأخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء لله لذلك فأطاعوه فذهب بهم إلى الكعبة، فقال: اللّهمّ إنّي كنت نذرت لك نحر أحدهم وإنّي أقرع بينهم فأصب بذلك مَن شئت فأقرع بينهم فصارت القرعة على عبد الله وكان أحبّ ولده إليه، فقال: اللّهمّ هو أحبّ إليك أو مئة من الإبل؟ ثمّ أقرع بينه وبين مئة من الإبل فصارت القرعة على مئة من الإبل فنحرها عبد المطّلب مكان عبد الله وحينها لُقّب بالذبيح كما هو معروف في الكتب التاريخية. (انتهى)
ولما ولد لعبد المطلب عبد الله فرأينا في وجهه نوراً يزهر كنور الشمس فقال: إن لهذا الغلام شأناً عظيماً.
وفي روايات اخرى أن عبد الله كان لقب في قريش بمصباح الحرم لما كانوا يرون في وجهه من نور وجمال وكمال حتى أنه بذلت له الأموال العظيمة لمناسبته. والزواج منه .
وكان عبد الله شاب يحما كل ضفات السمو في الخلق والخُلُق ورفعة النسب والحسب.
لم يخلّف عبد الله غير ابنه النبي محمد (ص). خرج عبد الله في قافلة تجارية إلى الشام وأثناء رجوعهم مر على المدينة وحل به المرض فبقي عند أخواله من بني النجار لشدة مرضه الذي اشتد عليه إلى أن توفي بعد شهر تقريباً متأثراً بمرضه عن عمر يقارب 25 عاماً ودفن أيضاً هناك.
عند وفاته كانت السيدة آمنة بنت وهب حامل بالنبي محمد (ص). أما أبوه عبد المطلب فقد حزن حزناً شديداً على وفاته.
أما عن ضريح عبد الله ابن عبد المطلب عليهما السلام:
كان قبر عبد الله والد النبي (صلى الله عليه وآله) مزاراً الى الأمس ، بناه المسلمون من قديم وآخرهم سلاطين مصر والدولة وكان بيتاً في سكك المدينة غربي المسجد ، وكانت واجهة بابه الخارجي وعتبته أحجاراً نقشت عليها كتيبة بالعربية والتركية . وقد أقفله الوهابية مقدمة لهدمه ! أما الآن فقد أزالوه ودخل مكانه في توسعة ساحة المسجد النبوي ولم يبق له أثر !

آمنة بنت وهب :
آمنة بنت وهب أبوها وهب ابن عبد مناف سيد بني زهرة ورفيع الشأن وأمها برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي. وهي أم سيد الخلق النبي محمد (ص) وكان عمره 6 سنوات لما توفت سنة 577 للميلاد.
كانت آمنة بنت وهب تؤمن بالله الواحد سبحانه وتعالى على الديانة الحنفية دين إبراهيم (ع). نشأت آمنة (ع) على أخلاق حميدة وتربية رفيعة وكانت تلقب بزهرة قريش لرفعة نسبها وحشمتها.
ولما صار عمرها 17 سنة تزوجت من عبد الله ابن عبد المطلب من سادة شباب قريش. اضطر عبد الله إلى الالتحاق بقافلة تجارية إلى الشام بعد أيام من زواجه منها. ولما ذهب أحست آمنة بالحزن واللوعة على فراقه.
وبعد أيام أحست ببوادر الحمل. مضت الأيام ورجعت القافلة دون زوجها الحبيب عبد الله حيث أنه توفي في المدينة بعد مرض شديد حل به فحزنت عليه حزناً عظيماً.
وقد توفى عبد الله عن عمر يقارب 25 سنة وكانت آمنة مازالت حامل بالنبي محمد (ص) وهكذا ولد النبي محمد (ص) يتيماً. ,كانت الولادة حسب العديد من الروايات تحف بالكرامات الإلهية.
في كمال الدين/196: "فروي عن آمنة عليها السلام أنها قالت: لما حملت به لم أشعر بالحمل ولم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل ، فرأيت في نومي كأن آت أتاني فقال لي: قد حملت بخير الأنام ، فلما حان وقت الولادة خفَّ عليَّ ذلك حتى وضعته ، وهو يتقي الأرض بيده وركبتيه ، وسمعت قائلاً يقول: وضَعْتِ خير البشر فعوَّذيه بالواحد الصمد من شر كل باغ وحاسد ....."
"فقالت آمنة: لما سقط إلى الأرض اتقى الأرض بيديه وركبتيه ورفع رأسه إلى السماء ، وخرج مني نور أضاء ما بين السماء والأرض..."
عاش النبي محمد (ص) عند والدته لفترة من الزمن تنعمت بمحياه وأرضعته فيها إلى أن قررت أن ترسله كما كانت العادة وقتها إلى البادية ليقوى عوده وتقوى فصاحته. وهكذا اختارت له السيدة حليمة السعدية من بني سعد كمرضعة ومربية وأبقته عندها أكثر من عامين وأرجعته إلى أمه آمنة بنت وهب عليها السلام.
ما بلغ النبي محمد (ص) من العمر 6 سنوات قررت أمه آمنة (ع) زيارة قبر ابيه في المدينة. وهكذا أخذت على نفسها عناء السفر إلى هناك ونزلت في ضيافة أقربائها من بني عدي ابن النجار. في المدينة أكثرت آمنة من زيارة قبر زوجها الحبيب عبد الله مع ابنها النبي محمد (ص) الذي عايش وأحس ما تكنه والدته من حب عميق لوالده عبد الله عليه السلام الذي كانت تزور ضريحه كل عام.
بعد ذلك استعدت السيدة آمنة (ع) للرجوع إلى مكة مع إحدى القوافل والتحقا بها. وفي الطريق في منطقة تدعى الأبواء هبت عاصفة رملية شديدة أدت إلى استياء حالتها الصحية أكثر من السابق وانتقلت إلى رحمته تعالى في نفس المكان. أما ابنها النبي محمد (ص) فقد رجع مع حاضنته أم أيمن إلى مكة.
كان النبي محمد (ص) يزور ضريح والدته ويبرها في مماتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر