الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسألةُ ثقة

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2014 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


قبل أيام تناقلت وسائل الإعلام خبراً معززاً بالصور لقيام السيد باقر جبر الزبيدي بإفتتاح فندق بمستوى أرقى الفنادق العالمية ، في مدينة السليمانية . تم إنشاء الفندق لحساب السيد الزبيدي حديثاً بمبلغ يزيد على المائتين وخمسين مليون دولار .
لسنا ، في هذه المقالة ، بصدد السؤال عن مصدر الأموال التي مكّنت السيد الزبيدي من إنشاء هذا المشروع ، ومقدار الأموال التي يملكها للصرف منها على إلتزاماته الأخرى ، و لا نملك ما يجعلنا نربط كلفة إنشاء الفندق الذي سمّي بإسم الزبيدي بالأموال التي تم تحويلها من المصارف الكويتية إلى بنوك كردستان من قبل السيد عمار الحكيم والتي أوردتها وسائل الإعلام وقدّرتها بثمامائة مليون دولار .
نود ، ومن باب الفضول ، أن نسأل ، إن صحّت الأنباء أعلاه ، لماذا فضّل السيد الزبيدي إنشاء فندقه في السليمانية ، دون محافظات العراق الأخرى ؟ ولماذا فضل السيد عمار الحكيم نقل مثل هذا المبلغ الضخم من بنوك الكويت إلى بنوك كردستان دون بنوك المحافظات الأخرى بضمها العاصمة بغداد ؟
في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العراق اليوم ، والشعب مقبل على إنتخابات عامة ، والصراع العنيف بين الكتل الممثلة لتماسيح على شكل قوائم مرشحين ، وإرتفاع سعير تسقيط البعض للآخرين ، لضمان وصولهم إلى كراسي السلطة أو تجديد بقائهم فيها ، فإن تصرّفات الزبيدي والحكيم لا بد أن تكون دلالات ، قد لا تثير إنتباه البسطاء من الناس ، ولكنها بالتأكيد تأتي منهما بعد تمحيص دقيق لظروف العراق حالياً ومستقبلاً ، من النواحي السياسية والإجتماعية بالإضافة إلى سعة ومجالات الإستثمار طويل الأمد . إن بناء فندق بهذه الكلفة ليست لعبة سهلة ، يلعبها الفرد بدون تبصّر ، و لا كذلك تحويل هذه المبالغ الضخمة إلى بنوك كردستان .
أقل ما يقال عن ما جرى ، أن أصحابهما أصبحت لديهم الثقة بإستقرار الأوضاع السياسية والإجتماعية في كردستان ، أكثر من ثقتهما بأوضاع العراق في المحافظات الأخرى ، وتأثير ذلك على الضمانات المتوفرة للإستثمار طويل الأمد في الإقليم ، وضعفها أو فقدانها في المناطق الأخرى . وهي شهادة غير معلنة على وسائل الإعلام . بالإضافة إلى ذلك فإن عملهما يشير إلى ظهور تباين في وجهات نظر السياسيين في التحالف الوطني ، حيث جناح يدعو ويشارك في بناء كردستان بإعتبارها جزءاً من العراق ، و جناح المالكي ( دولة القانون ) يدعو ويعمل على عرقلة البناء والتطوّر في الإقليم حتى لا تكون المنطقة نموذجاً يطالب الشعب في المحافظات الأخرى بإقتدائه .
من الطبيعي أن نفسر وصول ثقة قائدين سياسيين من التحالف الوطني بالوضع في كردستان إلى هذا المستوى وإقدامهما على المساهمة في إعمار المنطقة ، وهذا يجعلهما في موقف سياسي دقيق : فبالتأكيد سيكونان من أكثر السياسيين في مناوأة لإندلاع حرب بين المركز والإقليم ، ليس فقط بسبب حرصهما الوطني ، بل أيضاً دفاعاً عن مصالحهما وأموالهما المستثمرة في الإقليم .
العراق مقدمٌ على الإنتخابات ، والآمال مرتبطة ومشحونة لإجراء تغيير من هذا الوضع المأساوي إلى وضع أفضل ، ولكن هذه الآمال تبقى طوبائية إذا لم يأت التغيير من الداخل ، ولذلك فإن قادة الأحزاب المتحالفة في التحالف الوطني مطالبون بسحب البساط من تحت أقدام الفاشلين والفاسدين الذين لم يستطعوا أن يقدموا شيئاً ليس للشعب فقط بل حتى للأقربين منهم .
مسؤولية تاريخية تتحملونها ، وعليكم أن تتشرفوا بذلك وتقررون التغيير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا