الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة العراقية والعمل وفق مبدأ - فرق تسود -

جاسم عبدالله الصالح

2014 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية وتخصيص الأحزاب لمبالغ هائلة مشبوهة المصدر استعدادا لخوض السباق تفاقمت الأزمة الأمنية أكثر وبدأت النار تستعر رغم اشتعالها منذ سنوات أي بعد الإطاحة بنظام صدام حسين ، أكثر من تجربة انتخابية مرت كان للمواطن العراقي فيها بطولة وتحدٍ وتفاؤلا يفتقدها اليوم بعد أن منح الثقة لمن لا يستحق وخاب أمله ، ولان ممارسة الحق الدستوري في اختيار أصحاب القرار لها ثمن باهض يتمثل بأمن المواطن وسلامته دفع العراقي اغلي ما لديه ، اعتاد العراقيون على مناهج القتل والتفجير التي اتخذها البعض سبيلا لإنجاح سياسته ومحاولة إثبات وجوده وان كان على حساب أرواح الأبرياء ، منذ ثلاث سنوات ونصف تقريبا لم يرَ المواطن العراقي من حكومته سوى المهاترات والتصريحات الفارغة التي لا تشبع بطناً ولا تلبس عارٍ وأعضاء البرلمان يتناحرون فيما بينهم ويتصارعون بالتشريعات والمطالبات وهم أشبه بدمية متحركة وهم على خلاف دائم مع الحكومة لأسباب لم يدركها المواطن رغم انتهاء دورتين برلمانيتين تكررت فيهما نفس الوجوه وشُغلت فيها نفس المناصب للأشخاص ذاتهم .
مع بدء العد التنازلي لموعد الانتخابات تذكر رئيس الحكومة أن له شعبا يطالبه بحقوق وتوضيحات حول مجريات العملية السياسية وبدأت التبريرات تتعاقب عبر منصة الخطاب الأسبوعي الذي اعتاد عليه العراقيون في الأشهر الأخيرة من انتهاء عمر الحكومة، زيارات مفاجئة نزل فيها الرئيس إلى دائرة المرور العامة ببغداد في أول إجراء ميداني له خلال دورتين برلمانيتين متعاقبتين ، نشاط اخر يضاف الى سجل الرئيس في توليه المنصب زيارة دائرة التقاعد العامة ما يعنى أكثر من 2 مليون متقاعد ومطالبته بزيادة رواتبهم والوقوف على احتياجاتهم وتغطية إعلامية واسعة من قناته الخاصة والقناة الحكومية .
حادثة مقتل الصحافي العراقي محمد الشمري من قبل عنصر امني تابع للدولة كانت المنصة الأكثر فاعلية لإثبات الذات وحصد المزيد من الأصوات لاسيما الكفاءات والمثقفين ، الحضور إلى مكان الحادث والوعيد بالثار وعبارة " الدم بالدم " التي أثارت العديد من المشاكل طرحت تساؤلات عدة منها ان الكفاءات العراقية التي تقتل يوميا والصحفيين الذين يتلقون أنواع القتل والترهيب من قبل الأجهزة الأمنية والمجاميع المسلحة من متطرفين وميليشيات تابعة لسياسيين او بجهات خارجية " أين أنت من كل ذلك ؟ "
من بين الأمور التي تشمئز منها النفوس هي تصريحات رئيس الحكومة في مؤتمر صحفي تلى حادث تفجير سيطرة الآثار بمحافظة بابل أكد فيه تفخيخ المركبة في الفلوجة التي تشهد عمليات عسكرية وقصف واشتباكات ومع ذلك نتسائل " من أخبرك بذلك هل رصدته بقمر اصطناعي أم أخبرتك العصفورة ؟ وان كنت تدرك ذلك لماذا لم تمنعها من استهداف الأبرياء ؟ ! "
ببرنامج تلفزيوني تتحدث النائبة حنان الفتلاوي ضمن ائتلاف دولة القانون الحاكم عن مساواة بالموت واستحقاق بالقتل أي إن الموت يجب أن يتوزع بحسب المكون بمعنى إذا تم تفجير في منطقة ذات أغلبية شيعية يجب أن يعدم بذات العدد من منطقة سنية وكذلك الحال مع المكون الكردي والتركمان أما المكون المسيحي والصابئي والشبك فسنعاملهم بنظام الكوتا ، الفتلاوي هنا أجابت على أسئلة كثيرة تطرح منذ حين عن الاستهداف المناطقي لكن ما الحل للمناطق التي تحتضن أبنائها من مختلف المكونات وهي الأغلبية الم تفكروا في ذلك ؟
ضمان مقعد في الدورة المقبلة برلمانا وحكومة هو الهدف الأساس للمرشحين واغلبهم من الدورات السابقة يتحدون أنفسهم ويسحقون آمال المواطن رغم أنهم يدركون فشلهم الذريع وخيبتهم التي سودت مستقبل كان يراه العراقي مشرقاً ، وهذا الفشل لابد إن يترجم فعلا على ارض الواقع لذلك لجأ البعض على تجنيد السائبين تحت مسميات مختلفة ، ندرك جيدا ان وكالات الاستخبارات العالمية تعمل في العراق محاولة تشتيت دوره المهم في المنطقة والعالم لدرء الخطر عن دولها وجعل العراق دائرة الصراع للقوى المتصارعة في المنطقة ، البعض ممن يعملون في السياسة لأنها تحولت إلى عمل من لا عمل له في العراق وليست مهمة نبيلة وعدالة ووطنية كما يتصورها ، لجأ البعض إلى تشكيل ميليشيات مسلحة لفرض إرادتهم بالقوة وإسكات الأصوات المعارضة للسياسات القمعية وثقافات العنف التي يتسمون بها بعد وعود باستيراد الديمقراطية المعلبة إلى بلد كانت تقوده عقول دكتاتورية بحسب ما يغردون في مقدمة الأسراب السوداء .
يقول قائل " سنكسب الانتخابات شئتم ام أبيتم بمجرد التصويت الخاص فنحن الفائزون " التصويت الخاص يقصد به منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية اللتان بقيتا دون وزير لكل منهما ونسبتا وكالة ، قبل فترة وجيزة اكتشفت فضيحة جديدة تكشف عن مدى الاستخفاف بحق المواطن العراقي والاستهزاء بإرادته فالضغوط التي أجبرت أعضاء مجلس مفوضية الانتخابات إلى الاستقالة وطباعة البطاقات الانتخابية الالكترونية وهمية وازدواجية بطاقات منتسبي الداخلية والدفاع بواقع بطاقتين لكل ناخب وحرمان عراقيي الخارج من التصويت بالبطاقة الالكترونية وعمليات التزوير والخروقات في يوم الاقتراع وهذا ما شهدناه في عمليات الاقتراع السابقة ورصدناها وكتبنا عنها ألا أنها أمست " هواءاً في شبك " ومن بينها خروقات لشروط مفوضية الانتخابات بما فيها الدعايات الإعلانية التي تضمنت آيات قرآنية وصور دينية وشعارات طائفية إضافة إلى كسر الصمت الانتخابي والتصويت بالنيابة وتصويت موظفي الاقتراع دون تحبير الأصابع للتأشير والتصويت بدل المتوفين وأهمها حرمان عدد كبير من التصويت لعدم وجود أسمائهم في سجل الناخبين .

وأخيرا وضمن الاستعدادات للانتخابات المقبلة وتلبية لنداء سياسيين عراقيين من قبل أطراف مسلحة يُجهل مصدر تمويلها وتوجيهها الا أن المعروف أنها تخضع لتوجيهات أطراف سياسية وأحزاب تدعي انها دينية تقابلها تنظيمات متطرفة مدعومة من جهات مجهولة أيضا لكنها تعرّف بأنها خارجية تطمح لصد الخطر عنها وجعل العراق السد المنيع لحدودها ، فبعد حرب الانبار واستمرارها لأشهر توسعت الأزمة لتصل ديالى " خاصرة العراق الشرقية " مدينة الجمال والطبيعة مدينة الإبداع والفنون ، ناحية بهرز المدينة التي تعرف بكفاءاتها ومثقفيها تحولت الى خبر الساعة بعد هجوم المجهولين عليها وقتل أبنائها وحرق مساجدها وتهجير الآمنين بعد الهجوم الذي تقول الحكومة انهم مسلحو " داعش" ويقول اهالي الناحية " ميليشيات طائفية " وبين هذا ذاك تشتت الخبر وتلاشت نقاط توضيحه لكن المعروف انه عمل مدعوم ومبيت أعدته جهات تروم الهيمنة على هذه المحافظة المهمة لما لها من عوامل إنجاح الغزو والامتداد المرسوم منذ فترة ليست بالقريبة لكن يبدو أن موعد التنفيذ قد حان وان قربها من بغداد جعلها في مقدمة المدن المستهدفة وتخوفا لما حدث في بهرز يتسائل أهالي المحافظة من هي المدينة التالية التي ستكون " قربان " العملية الانتخابية ولغرض الفوز من جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة