الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل دفعت الجماعات المتطرفة مسلمي سوريا إلى اعتناق المسيحية؟

محمد الحمروضي

2014 / 4 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في الوقت الذي تشحن فيه السعودية جماعات التكفير والدماء من كل فج عميق وتفرغهم في سوريا ليعيثوا في أرضها فسادا، وتدعمُ فيه دويلة قطر وأمراء الدماء جماعات من "التتار الجدد" تحت مسميات وشعارات مختلفة اعتقادا منهم أنهم بذلك يثبتون "أهل السنة" و يعلون "كلمة الله" ويحدُّون من تغلغل "الروافض المجوس" ويحيون "فريضة الجهاد" إلى ماهنالك من عناوين يروجونها لشباب مستلب العقل مغسول الدماغ...،نسوا أن هناك أطرافا أخرى استطاعت كسب قلوب الكثير من السوريين بطرق ناعمة ودون إطلاق رصاصة واحدة أو قطف رأس أو جَلد ظهرِِ أو بَتر يدِِ أو سَبْيِ امرأة.

إنها بعثات الإغاثة التبشيرية والتي تشتغل في الظل وفي صمت دون جعجعة وذلك عن طريق اختراق مخيمات اللاجئين وتقديم المساعدات للمحتاجين وإطعام الجوعى وتسخير الممرضات لرعاية الجرحى والمسنين، فحسب مقال للكاتب الإيطالي "مَارْكُو تُوسَاتِي" فإن "منظمات إنجيلية" أمريكية قد أبلغت عن ظاهرة تشهدها مخيمات اللاجئين بالشتات تتمثل في "الإنفتاح المفاجئ" للسوريين المسلمين على الإنجيل، المقال منشور بموقع "فاتيكان إنسايدر" تحت عنوان "هل اعتناق السوريين للمسيحية بدافع من الإيمان أم الحاجة؟ Are conversions in Syria motivated by faith´-or-need? ما يظهر أن الأمر أصبح ظاهرة ولم يعد يخص حالات متفرقة.

وهذا إن دل على شئ فإنه يدل من جهة عن جنوح الإنسان الفطري للرحمة والليونة في التعامل، كما يظهر كذلك تذمر الكثير من السوريين وإحساسهم بظلم ذوي القربى من منسبي طائفتهم، مايدفعهم إلى اتخاد ردات فعل تاتي في الغالب على شكل انتقام معنوي من الذات ومن الجماعة بتحولهم إلى ملل أخرى بعد تأكدهم أن العنف وجز الرؤوس وأكل قلوب وأكباد القتلى تحت التكبير والبسملة لابد أن يكون تعبيرا صارخا عن دين همجي لايعتبر حرمة للإنسان حيا كان أو ميتا، وهذا لن يدفع إلا لنفور مزيد من السوريين المسلمين عن دينهم والإرتماء في أحضان من يعرف أكل القلوب دون أن يسيل دمها ، خاصة أن عددا من السوريين المهجََّرين يربطون معاناتهم وتيههم في الأقطار البعيدة بجحافل الجماعات الإرهابية المقتحمة لبلدهم والقادمة من بلدان لم يسمعوا عنها من قبل، حتى صار الشيشاني يقاتل إلى جانب الصومالي والمغربي إلى جانب السعودي والداغستاني واليمني إلى جانب الأفغاني في أرياف سوريا ومداشرها، مجتمعين كما تجتمع الذئاب على فريستها، ففي الوقت الذي يقتحم فيه مقاتلوا الجماعات المتطرفة المدعومة من طرف أمراء وملوك الخليج، قرى وأرياف سوريا تهجيرا لسكانها وأهاليها المسالمين تفتح فيه دول مثل السويد وبريطانيا وفرنسا أبوابها لاستقبالهم، فكيف يمكن إقناع المهجّر أنك تحمل له الخير وأنت تسببت له في ماساته؟

فأمام هذا المشهد المنفلت لم يعد أحد منا يسمع صوتا لشعارات البداية! فكيف خفت صوت الحرية وارتفعت حناجر القهر والتسلط؟ وأين توارت شعارات الكرامة وتقدمت مكانها أناشيد الموت والدماء؟ ألم يرتوي تجار الحروب بعد من فريستهم؟ حين قال أدونيس ذات يومِِ أن أي ثورة تخرج من المسجد ليست بثورة لأنها تحمل بين طياتها بذور حرب طائفية، اتهمه، حينها، كثيرون بمعاداة حراكهم السلمي، وهاهم اليوم يقفون متفرجين على "ثورة" آلت إلى حرب طائفية طاحنة راح ويروح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء ويهجّر فيها الملايين من السكان عن بيوتهم بعد أن كانوا آمنين متعايشيين بكل طوائفهم منذ آلاف السنين قبل أن يظهر على ساحتهم المخلوق الوهّابي الذي استطاع بغبائه المركب أن يدفع بسوريين كثر إلى التخلي عن الإسلام والتحول إلى المسيحية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يبدو لي أنك شاعر أكثر من كاتب
سوري فهمان ( 2014 / 4 / 1 - 10:12 )
السيد الحمروضي يبدو لي أنك شاعر أكثر من كاتب فالشعراء يقولون ما لا يفعلون لا أعرف ما هي جنسيتك و لكن أظنك لا تعرف سوريا و الجواب على سؤالك سهل لك أن تتخيل أنك تعيش في سورية منذ أربعين عاما تحت نظام العصابه الحاكمه الوراثي ثم يصبح أهبل قاصر رئيسك وعندما تطالب بان تصبح حر يدمر البلد على رأسك ويرميك بالكيماوي والصواريخ والبراميل أرجو أن تكون قد فهمت

اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟