الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بأي ذنب قتلت ماري المصرية

الشربيني المهندس

2014 / 4 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


بأي ذنبت قتلت ماري المصرية
مصر في حالة أشبه بـ’مولد وصاحبه غايب’ .. قالوا إن مصر وطن يحتوينا ونحتويه وتؤمن ماري أن اللـه محبة ومع ذلك فإن للسياسة الآن رأي آخر ..
مع طوفان السياسة وفوضاها التي طوقت مصر بعد احداث ميدان التحرير وما تلاها من احداث ، وجرت في النهر مياه كثيرة وانكشف جزء لا بأس به من جبل الثلج الغاطس ومشاكل مصرية الطعم والنكهة ..
غنت المطربة شادية ادخلوها آمنين ، وتشدقوا ان مصر بلد الأمن والأمان ، ولكن مع الشخصية المصرية تشعر بحيرة شديدة حيث تجد نفسك أمام كم هائل من الصفات ، والجوانب المتعددة والمتناقضة فى نفس الوقت ، مع المصريون في المرآة تبرز الفهلوة كما يقول رجب البنا ، لكن التناقضات تجعل الصورة أشبه بمناطقنا العشوائية المنتشرة فى طول البلاد وعرضها ..
هكذا طفا علي سطح الحياة المصرية السياسية والاجتماعية أخيرا ثالوث جديد عن الأنا المتضخمة والنفس الأمارة بالسوء وسوء التأويل ..
فمع الأنا المتضخمة والاستبداد بالرأي هناك اتفاق كبير علي حق التظاهر المطلق مع استخدام البعض لحق استعمال العنف وحرق ممتلكات الآخر .. لماذا وكيف واسئلة بلا اجابة تشعر معها أن أقل ما يمكن أن نصف به ما حدث في مصر الآن أنه حوار طرشان لماذا..........؟
ليس جديدا ، بل كما تعودنا قتلت الصحفية ميادة أشرف وهي تغطي أحداث تظاهرات عين شمس بكاميرتها وقتلت ماري سامح لتصادف وجودها بالمنطقة مع آخرين ، لم تفرق رصاصات الغدر بين المرأة والرجل وبين المسلم والمسيحي ، وبين القدر والصدفة ، لتتجلي الديمقراطية المصرية بأسمي معانيها ، فحرية القتل مكفولة للجميع تحت سمع وبصر جمعيات حقوق الانسان .
ماتت «ميادة اشرف » لأنها حلمت بأن تكون صحفية نابهة بجريدة دستور رضا ادوارد يفخر بها أهلها.. قبل ان تدخل دنيا حلمت بأن تعود إليهم فى قريتها الفقيرة بجائزة الصحافة، فعادت جثة هامدة وروحاً مغدورة.. والثمن أو مكافأة الصراع هي «الكرسى»..!
ماتت «مارى سامح » لأن قلبها الرقيق كان ينبض بحب الناس.. كل الناس.. مسلمين ومسيحيين.. لذا استقلت سيارتها إلى «عزبة النخل» لمساعدة الفقراء.. «مارى» لا تسأل الأرملة والفقير عن دينه او لونه السياسي ..
لماذا تسأله وهى ترى ملامحهم المصرية وأرض مصر محفورة على الوجوه..؟!
.. آلامهم وجراحهم مصرية.. صنعها مصريون.. امتلكوا الكرسي وحكموا.. فظلموا.. وفسدوا.. واستغلوا .. لم يفرق الفقر بين مسلم ومسيحى ومن لا دين له .. ولم يميز المرض والجهل بين هذا وذاك..
مصر حبلي بالأحداث من كل نوع لكن الزخم والتغطية والاهتمام بما هو سياسي فقط ..
وفي السياسة تبدو الأنا المتضخمة وحق احتلال الشوارع ، وقطع الطرق ، وإيقاف الدراسة ، وترويع الآخر ، وحرق الأشجار والسيارات .. كل ذلك بمباركة النفس الأمارة بالسوء
المؤكد أن الحرب/ الارهاب هي مثل النار ومستصغر الشرر ، تحرق كل شيء بلا هوادة ، وكل شخص بلا رحمة . إنها أشبه بجهنم، تتحول فيها النار إلى رمز وبطاقة هوية .. هنا يتربع سوء التأويل مقدما الفوضي للجميع وتظل مشكلة العيش ومعني الحرية ومطلب العدالة الاجتماعية كلها مؤجلة إلي ما بعد الاستعراض العبثي للسياسة المصرية علي أرض الواقع ..
في الواقع عندما عاد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من غزوة قال لأصحابه: «مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر. قيل: يا رسول اللّه، وما الجهاد الأكبر؟
قال: جهاد النفس». وقال (صلى الله عليه وسلم): «أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه».
كان نيرون الحاكم يشعر بالمتعة وهو يحرق روما في التاريخ القديم .. نعم الجهاد مع النفس هو الوجه الخفي للجهاد أو الحرب. فبعد أن أمر هاري ترومان، الرئيس الأسبق للولايات المتحدة، باستخدام القنبلة النووية ضد هيروشيما في 6 أغسطس (آب) عام 1945. ذهب لشرب كوب من الشاي مع زوجته..........!
الآن لدينا شهيدتان: ميادة أشرف، وميرى وثلاثة رجال لا أحد يذكرهم وكأنهم اولاد ادم آخر أو حواء لا نعرفها . في مصر لن يأتى أحد بحقهم، لأن حقوق من سبقهم لم تأت بعد، ولم يُعرف قاتلهم على وجه التحديد وما إذا كان يحمل علامة «رابعة» المنسوبة زورا الي الزاهدة الشهيرة ، أم يحمل دبورة على كتفه ولمعت علي انقاض ضميره المتهالك ، وسيشكك الجميع فى التحقيقات فى النهاية.بعد فبركة الصورة وتصريحات ما يسمي بجبهة الانقاذ صاحبة الأنا اياها وجماعات الشوارع والجهاد فيها ضد النظام وتحت راية النفس الأمارة بالسوء وأموال لا نعرف مصدرها ، والتسريبات اياها واعلام يجعل من الحبة قبة ولا صوت يعلو علي صوت الدردشة والتوك شو
عندما يختفي السلام مع النفس ونرزخ تحت أعباء الأمية والجهل ونتفس الفقر في الحياة والأفكار فقل علي المصطلحات السلام ..
الارهاب ابن الفوضي والسياسة تظل فن الممكن ليكون السلام هو الأساس والحرب والقتل هو الاستثناء ..
الآن لدينا إرهاب من نوع جديد وحقوق انسان مختلفة .. رجال قتلوا ونساء غدرا في نفس المكان والزمان ويتركز الاهتمام علي سيدة الإعلام وتلحقها بمسافة السيدة المسيحية فالتفرقة والتأويل للفتنة وارد بقوة أما الرجال فلهم اللـه ..
الصحفيون مع الأنا وسوء التأويل يهددون ويتوعدون بقطع الطريق وياللعجب ..
ومع العجب يقفز فى وجهك حين تريد محاسبة المخطئ والقاتل من أصحاب الشارة اياها سيقولون وهم يحشون جيوبهم بالمعلوم : احنا بتوع الشرعية وإيه اللى وداهم هناك.........؟!
ومن الناحية الأخري ان كان القاتل من رجال الشرطة وامن الداخلية، فيرد عليك المبغبغون والمتشنجات : إحنا فى حرب يا مواطن . الداخلية استعادت عافيتها وهي تحميك.
الا تقرأ الأخبار والداخلية تدفع الثمن من دماء أبنائها وكل يوم شهيد من كل الرتب ،
والرد في السر طبعا على كل هؤلاء: ما ذنب ميادة وميرى والثلاثة المجهولون ولعن اللـه السياسة العبثية ..........؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الإجابة عن سؤالك
كفيف و لا يرى ( 2014 / 4 / 1 - 16:57 )
قتلت لأنها مسيحية(ليست حالة مفردة مثلها مئات)..ان كنت لا ترى تلك الحقيقة فانصحك بتغيير نظارتك ان كنت ترتدي واحدة..و ان كنت تراها و لا تقولها فلا تعليق لدي

اخر الافلام

.. تشاد: فوز رئيس المجلس العسكري محمد ديبي إتنو بالانتخابات الر


.. قطاع غزة: محادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق بين إسرائيل وحركة




.. مظاهرة في سوريا تساند الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد إسرائيل


.. أم فلسطينية تودع بمرارة ابنها الذي استشهد جراء قصف إسرائيلي




.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب للمطالبة بصفقة