الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء شبه أخير

مصطفى مجدي الجمال

2014 / 4 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أغيب أحيانًا عن مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي والمسموع وأعود كل مرة لأجد قضية ثانوية محط الاهتمام المبالغ فيه.. والمؤسف أن التناول الجاد والموضوعي يكاد يكون من الأمور النادرة.. والأخطر هو التوصل إلى استنتاجات كلية أو كبرى من جزئيات مشكوك أصلاً في صحة عرضها وتناولها.. ناهيك عن أنك نادرًا ما تجد حلولاً مقترحة أو ثغرات تنفذ منها إلى حلول.. أما التراشق والتشاتم فهو شائع شيوعًا مَرَضيًا

وأكثر ما يؤلمني أن هذا كله يدور بعيدًا عن البسطاء والكادحين في وطني.. فهناك الملايين والملايين من العااملين والفلاحين الذين يقيمون أود أطفالهم بصعوبة أقرب إلى الاستحالة، ومن العاطلين المحبوسة طاقتهم، والحرفيين وعمال المياومة الذين يعملون يومًا ويتعطلون أسابيع، وجميع شرائح الطبقة المتوسطة التي تشعر بقلق على المستقبل نذره حاضرة بقوة في الحاضر

وهي أوضاع تشكل المرتع الخصب لكل المتآمرين على مصر في الداخل والخارج.. فنجد إرهابًا وبيئات حاضنة له أو محايدة تجاهه في سيناء والصحراء الغربية وبعض البؤر في صعيد مصر.. ونجد إرهابًا وتخريبًا اقتصاديين في كل القطاعات مما يزيد الفشل فشلاًً.. وتزداد شراسة الفاسدين والمتشوقين لبعث ما افتقوه من آليات القمع المساند لهم في نزح ثروات الأمة وعرق الشعب

الدولة رخوة بالفعل رغم أنها على شفا الإفلاس الفعلي ربما في غضون شهور.. ولعل هذا يستفاد منه في تبرير القمع السافر المرشح للمجيء سريعًا.. والسيادة الوطنية منتهكة بصورة لم تعرف حتى وقت أن كانت مصر مجرد ولاية عثمانية.. حتى وحدة أراضيها مهددة لأول مرة منذ قرون.. وحدودها السياسية أصبحت محل نقاش

أما المجتمع فينذر بتفككات (غير طبقية) على أسس طائفية ومذهبية وربما جهوية.. ولا تستبعدوا أن تجدوا مصر مرشحة لاقتتال أهلي يستعجله بقوة وعن عمد الإرهابيون والطائفيون والاستعماريون الجدد

أحيانًا أتساءل هل هذا هو الوضع الأمثل "لتطوير الثورة المصرية" إلى ثورة اجتماعية شاملة؟ أصارحكم أنني أشك في هذا.. على الأقل من زاوية أنه لا يوجد وعي ثوري متماسك ومتجذر شعبيًا ومتفق عليه حول ما نريد.. ولا توجد قيادة ثورية ذات بال تمسك بمقود الحركة

لم يعد من المقبول الانغماس في السفاسف والجزئيات.. بينما نحن مهددون بفوضى فعلية أو ددكتاتورية لم يسبق لها مثيل وتكون هذه الفوضى هي مبررها.. وساعتها لن يكون بالإمكان تطوير نضال وطني/ اجتماعي (ولا أقول تنموي) قبل أن يتكلف المجتمع بأكمله عقودًا من التيه وإهلاك الذات

الأمر جد خطير.. لم يعد يتحمل المزيد من فراغ العقول والانغماس في الترهات، أو الاكتفاء بالصراخ واللطم وصب اللعنات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أجندة خارجية تخرب مصر
رمضان عيسى ( 2014 / 4 / 1 - 16:46 )
تعيش مصر الآن مرحلة الأجندة الخارجية أكثر من أي وقت مضى ، وقد دخلت هذه الأجندة الى مصر في عهد الاخوان ، ولم تكن في عهد ناصر ولا السادات ولا حتى في عهد مبارك ,فالاخوان من أجل التمكن استعانوا بالخارج الأمريكان وأعوانهم في المنطقة لكي يتمكنوا من حكم مصر ، ولما فشلوا لجئوا الى القاعدة ومن شاكلهم من الارهابيين .
ما هي الصورة الآن : السيسي بلا خطة اقتصادية انقاذية للاقتصاد المصري وبلا حزب ، إنه ملفوف بعواطف للخروج بالبلاد من حالة الفلتان ، والمهم هو الاقتصاد الذي وجد مساندة من السعودية والامارات والكويت نتيجة لاكتشافهم خطورة الاخوان الذين هم في شراكة مع القاعدة عليهم
-- السيسي عسكري بلا برنامج ولا حزب وتفكيره عسكري ويلزم لفترة مؤقته وليست طويلة خوفا من عودة الدولة الأمنية
صعود حمدين صباحي أفضل لكونه مدني وبداية للتخلص من العسكرتارية في الحكم ، وصباحي مهيأ لخلق مناخ ديمقراطي أفضل من السيسي ،
وفي كلاهما الحرب ضد الارهاب لن تنتهي في الوقت القريب ، لأن الاخوان لم يفقدوا الأمل في العودة ، ووسيلتهم التخريب لمنع أي حكم في مصر من الهدوء بدونهم ، وللأسف هناك أجندة خارجية سرية وعلنية تساندهم

اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ