الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرطانة النقدية

مثنى كاظم صادق

2014 / 4 / 2
الادب والفن


الرطانة النقدية
مثنى كاظم صادق
شاعت في العقود الأخير كتابات حسبت ضمن النقد الأدبي من ناحية التجنيس ، فضلاً عن أن كاتبيها لهم ( شنة ورنة ) كما يقال ولا يعترض عليهم أحد ؛ لأنهم أخذوا مداهم الثقافي في الأوساط الأدبية ، ومع الأسف راجت مثل هكذا كتابات في الصحف والمجلات ؛ لإسمية أصحابها لا لمحتواها الفارغ ، أقول الفارغ بكل قسوة وأسف .. قسوة ؛ لأننا يجب أن نجابه هؤلاء وما يكتبوه من ( رطانة ) حول نص لم يقاربوه لا من بعيد ولا من قريب ، بل إنهم يحومون حوله ولا يردون منابعه ؛ لذا كان ديدنهم أن يكتبوا هذه ( الرطانات ) ويعطوها هوية النقد ، والنقد براء من تنظيراتهم هذه ، وللوقوف على ما قلناه سلفاً ، قمت باستجلاب نصين لعلمين نقديين دون ذكر اسمهما ؛ لأنني أخذتهما مثالين فقط ، والأمثلة كثيرة ؛ فهاك عزيزي القارئ النص الأول ، وأتحداك أن تخرج منه بشيء مهما كان مستواك الثقافي ( الأسلوبية في هويتها النوعية ، ماانفكت تتلابس بحقول تتاخمها ، وليست منها حتى أن بعض النقاد والباحثين ، تتداخل لديهم خصوصيات معرفية يحملونها على علم الأسلوب ، وليس له إليها من سبيل ، ولا له عليها طائل ) ولك أن تضع ما تشاء من علامات التعجب وأتذكر هنا بيت الشاعر القروي يصف المهجر فيقول : حولي أعاجم يرطنون فما / للضاد عند لسانهم قدر ) وأعتقد أن المتفيهق من كتاب النقد قد غطى على الناقد الحقيقي الذي يجوس النص ويحلله ويملأ فجواته ويكشف غموضه لا أن يزيد النص غموضاً ، غطى عليه ؛ لأن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة ، كما يقول الاقتصاديون ؛ فالنقد أولاً وأخيراً ينتمي إلى الأدب الوصفي ، وهو أن يقوم الناقد بوصف النص ، وتحليله بحسب ما موجود من مناهج متداولة معروفة ، وإن كنتم قد فهمتم ما موجود في النص أعلاه ، فأزعم أن المرء ليحار في فهم ما موجود في هذا النص ( طبيعي بعد ذلك أن تصبح القراءة عبارة عن متاهة ، تضع الذات في حضرة مستحيلها ، وتعمق مأزقها إذ لا يقع التفطن إلى ما في الاقتفاء من إقصاء للذات ، وما في الاستنساخ من تحايل على الذات ، والنص واللحظة التاريخية ... ) إن هذا النص عندما يستمر القارئ بقراءته إلى النهاية ؛ سيشعر بالنعاس وسيسمع ( وشة ) تطن في أذنه الثقافية ، وأحسب أن أحدنا يتقمص شخصية ذلك الأعرابي الذي قال للأخفش عندما سمعه يتحدث في قواعد النحو : ( أراكم تتكلمون بكلامنا في كلامنا بما ليس من كلامنا ) على أن هذا الأعرابي كان معذوراً في كلامه هذا ؛ لأنه كان يتحدث على السليقة ، والفطرة السليمة ، لكننا إزاء هذه النصوص وسواها التي تشبه الأحاجي والألغاز ، لا نستطيع أن نخرج منها بشيء على الرغم من إطلاعنا البسيط على المناهج النقدية وإجراءاتها على النصوص ... هي دعوة للصحف ، لرفض هذه النصوص الصخرية وعدم الانصياع لنشرها ؛ لأنها غير مقروءة ألبتة إلا من كاتبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد


.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد




.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا


.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس




.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام