الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باكور: الثورة؛ الانتخابات؛ التغيير

سيهانوك ديبو

2014 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



سبع و اربعون سنة بين قيام ثورة حزب العمال الكردستاني 1984 و آخر انتفاضة ثورية في ديرسم 1937 التي قُمعت بوحشية قلت نظيرها في العالم، و أُعدِم على إثرها السيد رضا بالإضافة إلى خمس و تسعين ألفا حالة اعدام، و شهدت ديرسم " المُتَرّكة إلى تونجالي" حالات لم يسلم منها حتى الحوامل و سويت المدينة بالأرض، و الحديث ل:" إحسان صبري جاغلا يانغل"Chaglayangil" الذي كان رئيس الأمن في مدينة آلعزيز{المدينة الجارة لديرسم} أثناء إنتفاضة ديرسم، وأصبح فيما بعد وزيراً للخارجة ولسنوات عديدة في الستينات".
مارست الدولة السلطوية القومية التركية أبشع سياسات القمع و الصهر القومي تجاه الكرد في باكوري كردستان، و الحقيقة كانت تلك الممارسات بمثابة الابادة الثقافية و تتريك الكرد، و قد نجحت التركياتية القوموية في ذلك بشكل كبير و ملفت للنظر، فالسلطوية التركية(حاربت) مكمن الارتكاز القومي الكردي، حاربت الشخصية الكردية، فمثلا كان مدرسي تركيا في باكور يتحركون وفق خطة استراتيجية مُعدة لهم بامتياز في أقبية الأمن الطوراني التركي، فكانت تعتمد الابادة الثقافية للشخصية الكردية و اقتلاع جذوره و تعويم مفهوم "التركياتية "، فكان هؤلاء المعلمين في المدارس يطلبون من كل طفل بأن يخبروا عن اللذين يتكلمون بلغة "جهنم"، باعتبار أن اللغة التي تضمن السعادة في تركيا و الوصول إلى الجنة هي اللغة التركية. نجحوا في مساعيهم إلى حد كبير و محزن، و الحزن في هذه المسألة سيكون مزدوجا، الحزن ليس لأن نسبة كبيرة من باكور تتحدث التركية فيما بينهم، إنما بتفصيليةو عمليات التتريك حتى تحقيق مآلتاهم اللاانسية و المتعلقة بسياسة الصهر و الابادة الثقافية.

الانتخابات التركية و فوز حزب السلام و الديمقراطية BDP في باكور
جاءت نتائج الانتخابات البلدية في تركيا كي تكرس الأزمة السياسية التي تعاني منها تركيا أكثر بكثير، و خاصة بالمتعلق بالمخفي من القطبة بين AKP و جماعة XEZMT المتبوعة لفتح الله غولن، علماً أن الأخير هو الذي رفع الطاولة في وجه شريكه أردوغان و لكن أردوغان من قلبها في وجهه، لعله استند في ذلك و استفاد أكثر من عامل الوقت الذي لم يكن لصالح غولن، و خاصة بعد تفاقم الخلافات بينهما في نهاية العام المنصرم أي قبل الانتخابات بثلاثة أشهر، جماعة الخدمة التركية تعمل بشكل مختلف عن الطريقة التقليدية للأحزاب؛ فهي أي "خذمت" توجهت إلى القطاع التعليمي و على مختلف مراحله( الشباب) و إلى الجانب الديني( الحشد المطلوب)؛ وفق ما تطرحه الجماعة نفسها أنها تمثل الاسلام المعتدل، و الهدف الأساس للجماعة هي " الكومة" وفق ما أمكنوا، و الاعداد لحزب أو لتجمع يضم عدة أحزاب في المرحلة المقبلة؛ هذا هو المتعلق بجانب،و من جانب آخر فإن نتائج الانتخابات البلدية في باكور تُقاس وفق التطورات التاريخية التي أفضت إليها و تعود في غالبها إلى استراتيجيات ثورة حزب العمال الكردستاني في النهوض و التوازن و الانطلاق، هذه الاستراتيجيات التي بدأت في مواجهة علنية ضد انتفاء الروح المجتمعية، و تسييد الروح المصطنعة و الوعي المزيف الذي سددها التركياتية إلى المجتمع التركي و خصوصا إلى البنية القومية الكردية في باكور طيلة نصف قرن المنصرمة من اندلاع الثورة في باكور في آب 1984، و وفقه أيضا فإن النتائج الانتخابية في باكور قد تكون غير ملبية للطموح التغييري الآني؛ و لكنها ترسم تصاعدية المساحات الجغرافية و علّو الوعي التغييري، و هذا هو النوعي في المسألة، لأنها مصوّبة في وجه السياسة التركية المستندة بدورها إلى ثلاثة محاور:
1- محور القوموية التركية و هي المتطابقة والمعتمدة من قبل الأنظمة الغاصبة لكردستان رغم تناقضات هذه الأنظمة فيما بينها.
2- محور الاسلام السياسي و التي تحاول تركيا وضع نفسها في مركز الإمام، و تحاول من هذا الجانب السيطرة على المناطق الكردية في باكورهم.
3- محور العثمانيين الجدد و التي تعتمد إعادة سالف التاريخ العثماني، و ما أردوغان و خاصة في الأزمة السورية لم يكن سوى سلطان عثماني في زي مدني.
و رغم ما تقدم فإن نتائج الانتخابات( كردياً) جاءت متقدمة عن الدورة التي سبقتها، فإذا ما تم جمع نسبة السلام و الديمقراطيةBDP 4.64% و نسبة حزب الشعوب الديمقراطية HDP الذي شارك فقط في انتخابات المناطق التركية ( أزمير و أنقرة و استانبول و بعض من المدن الأخر) نلاحظ أنها جمعت حوالي 2.75%، ناهيك عن فوز ( المُبعد) من العمل السياسي وفق الاجراءات التركية ولمدة أربعة سنوات و الفائز بولاية ماردين أحمد ترك ؛ بقيت منها سنة واحدة، و الذي شارك في انتخابات تركيا كشخصية مستقلة و حاز على نسبة 1.8 من الأصوات العامة؛ مع العلم أن السيد ترك هو الرئيس المشترك لحزب kcd المؤتمر الاجتماعي الديمقراطي، و إذا ما تم جمع النسب السابقة سنحصل على 9.19 مقارنة ب 5.6 في دورة 2009 ، أي أن النسبة تضاعفت تقريبيا. و هذا دليل أن الاحزاب المتوافقة مع أيديولوجية العمال الكردستاني تستعد أن تحصد حوالي أربعين بالمائة من الأصوات العامة في غضون الدورة التي تلحق بالقادمة أي في العام2024.

روج آفا و انتخابات باكور
لا شك أن أي انتصار للقضية الكردية في أي جزء من أجزاء كردستان، له مردّه الإيجابي المتواتر مع النضال الثوري و تحقيق المكتسبات و ترسيخ مفهوم الارادة المجتمعية و الحق الرشيد للقضية ذاتها في العموم و خاصة في روج آفا، و التي شهدت – و ما تزال- هجومات ظلامية من قبل تنظيمات القاعدة و التي اتخذت من الأراضي التركية و بإشراف و تدريب تركي لتقويض الادارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا، و مثل هذا الكلام ليس تصور توصيفي بقدر ما هو مثبت في التقارير المهنية لمراكز الدراسات الاستراتيجية و كذلك محطات و قنوات اعلامية عالمية بالإضافة إلى الصحف و الميديا التركية نفسها. من أجل ذلك قامت سلطة AKP بإحراق أربع مراكز اقتراع ممتلئة بأصوات ناخبي السلام و الديمقراطية، و هي مدارس في منطقة جيلان بينار و ذلك حسب التقرير الرسمي لمديرية الأمن فيها، و المنشور على صفحات الاعلام التركي البارحة صباحا. و نفس الشيء ما حدث في ولاية أورفه حيث تم تزوير متعمد من قبل السلطات التركية، و الهدف من مثل هكذا تزوير و خاصة في أورفا المتاخمة لكوباني، و جيلان بينار المتاخمة لسريي كانييه هو بتقديري : سهولة التدخل التركي و الاشراف المباشر في الهجومات على روج آفا دون رقيب أو حسيب، بالإضافة إلى تشديد حالة الحصار على كانتون كوباني المحاصرة منذ حوالي العشرة أشهر، و المتزامنة مع الهجومات القاعدية و التي تدخل اسبوعها الرابع .
السياسة الديمقراطية التي تنتهجها الأحزاب المتوافقة أيديولوجيا مع العمال الكردستاني تنجح في أقل توصيف لها، و خاصة بعد النجاحات النوعية في اعادة تعريف الشخصية و الدور الكردستاني في الشرق الأوسط الجديد ، العملية التغييرية التي ينتهجها العمال الكردستاني جعل من قائده المفكر الكردي أوجلان مخاطبا للسلام و من سجنه، و هذا ما بدا يقلق الجميع و الخصوم قبل الأعداء، فحتى يكون الوطن للجميع, و على مبدأ المساواة و العدل الحقيقي, لا بد من محركات ذهنية ثورية تُحدث عملية التغيير المجتمعية، و هذا ما هو موجود في الفهم المتقدم لأيديولوجية العمال الكردستاني و الموسومة " بالأمة الديمقراطية" و الكرد في هذه الأمة الدور البارز من أجل الوصول إليه. وبخلافه يبقى الخلاف و التناحر و أخيرا التقسيم المآل الوحيد للتعايش، و هذا هو التنميط القوموي أصل الدولتية القوموية و أصل التوازن القلق و الحلول المرقعة وفق خياطي دول الحداثة الرأسمالية.
البحث عن الشراكة الحقيقية, التي تسودها المواطنة الحرة و الانتماء, وهذا الأمر يتطلب, كما أشرنا سابقا, أن تترجم الإرادات المجتمعية إلى حقيقية يضمنها العقد الاجتماعي الجديد لا يُضمر فيه جماعة أو قومية و لا يُعلى فيه جماعة أو قومية أخرى, بموجب العقد الاجتماعي الجديد يكون التغيير الرشيد و الانتقال النوعي إلى العهد الديمقراطي الرشيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة