الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا روح ما بعدك ولا قبلك روح

ناصر المعروف

2005 / 7 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الحقيقة الواضحة ، أنّه يجب قطع دابر الإرهاب والاستبداد من ( عرقه ! ) ومنبعه الأصلي، والمتمثل بذلك المغذي الأساسي له في إيران المتشددة الحالية ، فلقد ثبت بالدليل القاطع الذي لا لبس فيه، أنها هي بالفعل الراعية الرئيسة والرسمية له !!

فالسؤال المطروح ( والذي نكرره دائما وأبدا ) وذلك للعظة والعبرة والتذكير:

{ هل سمع منكم عن عملية إرهابية حدثت في إيران المشددة الحالية ؟!! }

فالإجابة المتوقعة والمنصفة والعادلة لذلك السؤال العادل المنصف، تنفي حدوث مثل ذلك الأمر جملة وتفصيلا، والسبب بسيط وبسيط للغاية، لأنّ إيران الحالية المتشددة المتطرفة ( هي المصدر له وليس المستورد ) !!

وحتى تلك العملية الصغيرة الحجم والنوع التي ( سمحت !! ) سلطة الملالي بإيران بحدوثها داخل حدود أراضيها الحالية ، وفي أثناء الانتخابات الإيرانية الأخيرة جاءت حقيقة لتضرب عصفورين بحجر واحد !!
أولاها : ( لدرء شبة الإرهاب عنها ) وأما السبب الثاني ( وهو الأهم والأعظم ) هو لتجير تلك الانتخابات لصالح مرشح متشدد على حساب مرشح آخر يعتقد ويفترض بأنه أقل ( تشددا !! )
والمؤسف أن نقول ، أنّ تلك الضربة ( وإن كانت صغيرة ) إلا أنها قد وجهت لإخوة لنا حيث المنطقة ( الأهوازية ) ذات الكثافة والأصول العربية !!

ولهذا ( يا أحبتي يا كرام ) فالإرهاب ، ضرب ضرباته الموجعة والمؤلمة في أغلب دول المنطقة مرورا بمصر والجزائر والسعودية وفلسطين ولبنان والمغرب والكويت وغيرهم ، ومازال مسلسل دمويّته يتجلى بكل وضوح لا مثيل له في عراقنا المحرر، بل وصل الحال المؤسف والمحزن بأن بدأ عمليات قتل للسادة الدبلوماسيين المعتمدين في بغداد ، وأيضا كانت الافتتاحية المفجعة بسفير دولة ( عربية !! ) ولاحظوا معي جيدا بأنها ( دولة عربية !! ) لها الثقل العربي الكبير في المنطقة ، وهو السفير المصري ( رحمه الله ) .

وبالطبع كما هو معروف لدينا لم تسلم بعض دول العالم من تلك الضربات الإرهابية الموجعة ، بدرجاتها المتباينة ، سواء في أرض الولايات المتحدة الأمريكية أو في الدولة الاسبانية ، والقائمة حقا تطول وتطول حتى تصل بنا أخيرا وليس آخرا بتلك الضربات الإرهاب الفظيعة والتي ضربت قلب العاصمة البريطانية ( لندن ) وبالتأكد فإنّ القائمة لن تقف على هذا الحد أبدا ، فالقادم من الأيام سوف نرى الأسوأ مما حدث سابقا ، وفي مواطن مختلفة من العالم أو حتى في نفس المواقع التي ضربت فيها مسبقا !!

ولكنّنا دعونا نتساءل جميعنا باستخدام العقل النير المنفتح لبعض من الأسئلة المشروعة العادلة ، فهل مثلا ( ثقافة الهجمات الانتحارية ) هذه، هي ثقافة عربية أصيلة ؟! ( وإن كان معظم من قام بها هم بالفعل عرب ومسلمون ؟! )
فالمؤكد بأنها بالفعل ليست ثقافة عربية أصلية، ومعروف تماما من أوجدها وزرعها بين صفوفنا العربية الإسلامية ومازال يمدها بأسباب القوة الحياة ، ونظرة عادلة ومنصفة ولو حتى لمدة قصيرة فقط إلى أحد ( أعلام الدولة الإيرانية ) أو أعلام أحد أذنابها بالمنطقة لتضح للجميع من يساعد ويمد هذا الإرهاب بهذا النفس الطويل والقوي والعنيد !!
وهل يعقل كذلك بأن تكون الدول العربية ( وخاصة التي ضربها هذا الإرهاب الأسود دون أدنى هوادة أو رحمة ) هي المصدر الأساسي والوحيد لمثل هذه الظاهرة الدموية الآثمة ؟!
فالحقيقة الأكيدة أنّ الدولة التي ترعى الإرهاب في المنطقة والعالم هي الدولة الوحيدة التي لا تعاني منه بتاتا !! ترى ، فمن هي تلك الدولة التي لا تعاني منه ؟! وهنا لا نقول إلا قول القائل :-

{ وكأن المريب يكاد يقول خذوني } !!

و لهذا فمحور الشرّ في العالم كله ، كان ثلاثة ، سقط من حسن حظنا واحد منهم فقط ، وبقي اثنان هما كوريا الشمالية وإيران ، ومن يشك ولو للحظة واحدة بأن كل ما نعانيه في المنطقة والعالم بأسره مرجعه تماما إلى ( كوريا الشمالية ! ) فيسمعنا ( صوته ) فقط !!
لهذا فإيران المتطرفة المتشددة الحالية هي ( ساس البلاء ) كله في هذه المنطقة برمتها ( والتاريخ شاهد على صحة ما نقول وندعيه ، فهل من ينكر أن التطرف والإرهاب والذي نراه بهذه الصورة المؤلمة المفزعة تزامن مع قيام الثورة الإيرانية ؟!! أم أن الأمر قد تم حدوثه بمحض الصدفة ؟!! )

فلولا ذلك التطرف الأسود الذي تنتهجه ( قولا وعملا ) هذه الدولة ( سامحها الله ) وعملها الدءوب في تصدير تجارتها الفاسدة والمفسدة، لما تطرف الغير أو على أقل تقدير قد خفت حدّته في هذه المنطقة الحاضنة بالفطرة والسليقة لكل فكر متطرف ورجعي ومتخلف وإجرامي !!

وهاهي ، الدولة ذاتها تثبت لنا من جديد نياتها العدوانية اتجاه المختلف عنها والمتمثل بهذا العهد الجديد الذي قامت بتنصيبه في سدة الحكم فيها بعد تلك الانتخابات المزيفة والمفصلة والمقننة لصالح وصول مثل هذا العهد المتشدد ( صاحب ذلك السجل بالإرهاب والإجرام وقتل رجال المعارضة في داخل إيران وخارجها ) كما يشاع ويقال عنه، إلى جانب ذلك نرى تماما ، ذلك السعي الحثيث من قبل هؤلاء الملالي المتطرفون لاقتنائهم لتلك القنبلة الإرهابية النووية !!
فأيّة أدلة يا { بشر } !! هي أنصع وأقوى من هذين الدليلين الدامغين ؟!!

ولهذا نقول لقادة دول العالم الحر وشعوبها من وراءهم ، بأنّكم قد جربتم تماما ضرب ( القاعدة ) ولقد أحسنتم صنعا بهذا الأمر ، ولكن الحقيقة أنّ ضرباتكم هذه لم تتوزع بالعدل والقسطاس ، فهل جربتم ضرب ( شيطان الإرهاب الأكبر ) ؟! ، ففي اعتقاد جميع العقلاء وبالعالم بأسره ، بأنّ ضرب ( المصدرين ) للإرهاب والاستبداد ، لهو أكثر فاعلية وجدوى من ضرب ( الموزعين ) لهما !! أم نحن هنا مخطئون ؟!!


و لكن تبقى رسالة صغيرة نوجهها للشعب الإيراني الذي نحترمه ونقدره ، قائلين ومؤكدين : - بأننا لسنا أعداء لهم ، ولا نتمنى لطلقة واحدة ولو كانت طائشة بأن تصيبهم ، وكذلك نحن لا نتبنى بأي حال من الأحوال مبادئ وأهداف وأطروحات ما يسمى ( بالقومجية العرب ) الذين ضيعوا بالفعل مصالح هذه الأمة ، وعملوا على تشرذمها وتفتيتها ، وعملوا على زرع الأحقاد والضغائن والسموم في كل بقعة أرض عربية قد تواجدوا وتنفسوا فيها !! ( بل إننا بالعكس من ذلك تماما ) فنحن دعاة أمن واستقرار وسلام وازدهار، وإننا نتمنى للشعب الإيراني مثلما نتمنى لأنفسنا تماما وذلك لإيماننا القوي والراسخ بالمقولة القائلة : ( إن كان جارك بنعمة وعافية وخير فأنت في الأغلب تكون تنعم بذلك كله ) ولكنّنا ، ماذا بوسعنا أن نفعل أكثر (ما فعلناه وسعينا إليه جاهدين !! ) كعرب ومسلمين وجيران اتجاه تلك السلطة المتشددة والمتطرفة الحالية والقابعة على أنفاس غالبية الشعب الإيراني وشعوب المنطقة والمتواجدة في العاصمة الإيرانية طهران !!

فهل المطلوب منّا مثلا ،
بأن ننقرض ( كعرب ومسلمين ) لصالحهم ( كالهنود الحمر!! ) جراء تلك الثقافة الانتحارية والمبنية على الحقد والكراهية والتي تصدر لنا من قبلهم لتسجل فيما بعد وعند الغرب ( بأسمائنا وهوياتنا ) ونتحمل نحن وحدنا جريرة ما ابتكرته وصدروه ( ومازالوا يصدرونه لنا ) ؟!!

فإن كان هذا هو بالفعل ما هو المطلوب منّا أن نفعله وأن نقوم به !! وذلك ( ليسكتوا ) عنّا ويريحوننا تماما من عناء استقبال (هداياهم الطيبة ) هذه !! فإنّنا نقول لهم ولكم أيّها الشعب الإيراني ، بأنّ الاعتراف بالدولة العبرية المغتصبة لجزء غال من أراضينا العربية والعمل على مصاحبها وبالتي هي أحسن ، في حياة هذه الدنيا والتعاون معها على قدم وساق وبخندق واحد لمحاربتكم للعمل على ردعكم عما تخططون وتحيكونه ضدنا ، لهو ( أرحم ) والله لنا بكثير مما يطلبونه ( سادتكم ) منّا ، ولسوف نصرخ بوجوههم قائلين ومرددين إلى يوم الدين :-


{ يا روح ما بعدك ولا قبلك روح }!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب أوكرانيا.. معركة خاركيف وتقهقر الجيش الأوكراني |#غرفة_ال


.. حماس تفتح جبهة جباليا مع توسيع الجيش الإسرائيلي لعمليته في ر




.. قوات فاغنر على الحدود المالية الموريتانية . |#غرفة_الأخبار


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - القسام: قصفنا 8 دبابات ميركافا في




.. غزة.. ماذا بعد؟| خلافات بين المستويين العسكري والسياسي واتها