الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشارلز بوكوفسكي - مجموعة قصائد مترجمة - . (4)

علي لّطيف

2014 / 4 / 2
الادب والفن


الليلة التي أوشكت فيها على الموت*

الليلة التي أوشكت فيها على الموت
كنت أتصبب عرقاً على السرير
وكنت أسمع أصوات صراصير الليل خارج المنزل
وكان هناك قتال يجري بين مجموعةٍ من القطط أيضاً
وكنت أشعر أن الروح تسقط إلى أسفل
أسفلاً خلال الفراش
وقبل أن تصطدم تماماً بالأرض, استطعت الهرب
كنت أشعر بالضعف الشديد لأستطيع الحركة
لكنني في النهاية استطعت المشي
وتحركت هنا وهناك, وفتحت كل أضواء البيت
وبعدها عدت مجدداً إلى السرير
لتبدأ الروح بالسقوط مجدداً,
لقد استيقظت
وفتحت كل الأضواء
كان لدي ابنة صغيرة عمرها سبعة سنوات
شعرت أنها لا تريد أن تجدني ميتاً
ما عدا ذلك
ما كان أمر الحياة مهماً بالنسبة لي.
لكن في كل تلك الليلة
لم يهاتفني أي أحد
لم يزرني أي أحد وهو يحمل زجاجة بيرة معه
حبيبتي لم تهاتفني
كل ما كان بإمكاني سماعه هو صوت صراصير الليل
وقد كان الجو حاراً
وظللت أعمل نفس الشيء طيلة الليلة
أنهض وأسقط, أنهض وأسقط
حتى دخلت أولَى أشعة الشمس من خلال النافذة
من خلال الأجمة
بعدها, عدت إلى السرير
الروح أخيرا بقت في مكانها
واستطعت النوم.
الآن الناس يأتون بكثرة
يطرقون على الأبواب والنوافذ
الهاتف يرن
الهاتف يرن مرةً وراء مرة
أصبحت تأتيني رسائل رائعة على البريد
رسائل كره ورسائل حب.
كل شيء أصبح كما كان مجدداً.





حُب*

سأتذكر قُبلاتنا
جهلَ شفتينا في الحُب
وكيف منحتيني كل ما تملكين
وكيف عرضت عليك أن تأخذي كل ما تبقى مني,
وسأتذكر غرفتك الصغيرة
ملمس جسدك
الضوء في النافذة
اسطواناتك
كتبك
قهوتنا الصباحية
عشياتنا, ليالينا
أجسادنا ممتدةٌ معاً
نائمين
تيار النسمة الخفيف المتدفق
تواً وإلى الأبد
ساقُكِ ساقي
ذراعُكِ ذراعي
ابتسامتُكِ ودفئك
جعلاني أبتسم مجدداً.




وحيداً مع الجميع*

اللحم يغطي العظم
ووضعوا دماغاً هناك
وأحياناً وضعوا روحاً أيضاً,
والنساء يحطمن المزهريات على الحيطان
والرجال يكثرون الشُرب
ولا أحد يجد نصفه الأخر
لكنهم يستمرون في البحث
وهم يجرون أنفسهم إلى داخل أسرتهم
وخارجها.
اللحم يغطى العظم
واللحم يبحث عن شيء أكثر من مجرد لحم.

لا توجد على الاطلاق أية فرصة,
فنحن عالقون جميعاً
بمصير واحد.
ولا أحد ابداً يجد نصفه الآخر.

مكب المدينة يمتلئ
باحات الخردة تمتلئ
مصحات المجانين تمتلئ
المستشفيات تمتلئ
المقابر تمتلئ
ولا شيء آخر يمتلئ.




قصيدة فان غوج*

فان غوخ قطع أذنه
أهداها إلى عاهرة ما
التي رمتها بعيداً
بقرف شديد.
فان, العاهرات لا يردن الأذان
هن يردن المال.
أظن أنه لهذا السبب كنتَ رساماً عظيماً,
لأنك لم تفهم في أي شيء آخر غير ذلك.




لا تنسى *

هناك دائماً أحدٌ ما أو شيء ما ينتظرك
شيء أقوى منك, أذكى منك
أكثر شراً, أكثر رحمةً, أكثر صلابةً منك
شيء أكبر, شيء أفضل
شيء أسوء, شيء بأعينٍ كأعين النمر
بفكين كفكيّ القرش
شيء أكثر جنوناً من الجنون ذاته
شيء أكثر تعقلاً من العقل ذاته,
هناك دائماً أحدٌ ما أو شيء ما ينتظرك
بينما ترتدي حذائك
أو بينما تنام
أو بينما تُفرغ سلة قمامة
أو تُدلل قطتك
أو تغسل أسنانك
أو تحتفل بيوم عطلة ما
هناك دائماً أحدٌ ما أو شيء ما ينتظرك.

ضع هذا في رأسك
فعندما سيحدث لك هذا
ستكون مستعداً بأفضل طريقة ممكنة.

في هذه الأثناء, إنه ليوم جيد لك
أنك مازلت هناك.
أعتقد أنني كذلك -
فلقد احرقت السيجارة هذه اللحظة
أصابعي.




قابلت عبقرياً*

قابلت عبقرياً على القطار اليوم
عمره حوالي ستة سنوات
جلس بجانبي.
عندما وصل القطار إلى جهة الساحل
ظهر المحيط
ظللنا نشاهده
بعدها بقليل, التفت ونظر إليّ وقال:
المحيط ليس جميلاً.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??