الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرافة وسيناريوهات السياسة الدولية

أنور مكسيموس

2014 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


جوى عياد عرافة أجهزة المخابرات الدولية...هى سطر فى سيناريو دولى من أجل سقوط مصر...فبماذا تنبأت؟!...
تقول جوى عياد أن السيسى لن يكون رئيس مصر القادم, ونحن نقول لها كذبت, لأن ارادة الشعوب فوق التنبؤات, واقرأوا معى هذه النبذة التاريخية ثم أعود مرة أخرى للتوضيح...
الملكة اليزابيث الأولى....الارادة والشجاعة والتحدى....
وهى الملكة العزباء أو العذراء...لم تتزوج ووهبت حياتها لبلدها وشعبها. عاشت في الفترة من1533 الى 1603, وهي فترة المؤامرات والاطماع, فترة مليئة بالاحداث الجسام المصيرية والتاريخية, والتغيرات السياسية والاجتماعية الهائلة . تولت الحكم عام 1558 وهى في الخامسة والعشرين. فتاة صغيرة السن, طموحة, عنيدة لا تستسلم أبدا, لكنها غير متهورة...ذكية!.
كانت اسبانيا فى ذلك الوقت حامية الكاثوليكية, وكان اسطولها الملقب بالارامادا من أقوى الاساطيل البحرية في بحر الشمال.اسطول قوى ومنظم وذو نفوذ حربي وسياسى واشتهر بلقب الاسطول الذى لا يقهر.
كان من عواقب قتل الملكة مارى ستيوارت الانجيليكانية, ان اشتعل فتيل الحرب, بين انجلترا البروتستناتية , واسبانية حامية الكاثوليكية, عام 1588.
جمعت الملكة مشيريها, وقوادها الحربيين وسياسي المملكة. أجمع الكل على هزيمة انجلترا لو دخلت الحرب. مستحيل النصر يامولاتي قالها كل من سألته الملكة؟!.
قال لها قوادها الحربيين: الاسطول الاسبانى يتكون من 127 سفينة حربية, ونحن لا نملك سوى بضعة قطع حربية...نعم سوف يساندنا الاسطول الهولندى, لكن!...نحن غير مستعدين وغير مؤهلين للحرب...من المستحيل كسب الحرب...مستحيل يامولاتى!...
كادت الملكة تبكى وتستعطفهم ان يقولوا لها غير ذلك. أحست بالقهر والمهانة والذل أمام رجال البلاط المستسلمون, الخانعون...لقد قبلوا الاوضاع كما هى, وطالبوها بالتفاوض, للحفاظ على الفتات الذى يمكن أن يمنحه لهم ملك أسبانيا فيليب الثانى!...
رفضت الملكة الانصياع لارائهم. التفاوض فيه مزلة وهوان وقضاء على استقلال انجلترا ...
لا!... لن يكون هذا...لن تفاوض ولن تستسلم...سوف تخوض الحرب.لكن!... اليأس والظلام الحالك والاراء الذليلة والمستسلمة حولها حجبت الرؤية عن عينيها وبصيرتها!...
لابد أن يكون فى مكان ما, فى وضع ما, حل ما, هي لم تراه, ولن يراه مطلقا هؤلاء الخانعون الاذلاء المستسلمون حولها فى كل مكان فى البلاط!....المستسلمون لا يرون, لا يفكرون, ليست فى أيديهم حلول...
استدعت الملكة عراف ومنجم البلاط, ربما يعطيها رجاء...طلبت منه أن ينظر الطالع!.
نظر, والملكة تتابعه فى اهتمام وانتظار كأنه الدهر.... رأت الحزن والوجوم واليأس على وجهه...لكنها كانت تنتظر اجابته, ربما خالفت الاجابة الملامح التى ظهرت على وجهه وسحنته!...
قال لها العراف وهو مطأطئ الرأس: سوف تهزمين يا مولاتى...سوف ينهزم جيشك واسطولك...هذا هو المصير والقدر, هذا ما اراه واضح وجلى أمام عينى...لا محالة!...
أخذها هذا الرد, كانت تنتظر ردا آخر فيه ولو بصيص من الامل. وجمت الملكة وأحست مرة اخرى بالقهر والاهانة والذل يعاودها بقوة...رجال البلاط والعراف!...
انتبهت وطلبت منه أن ينظر مرة اخرى, ربما أخطأ!...لكن العراف أجابها وهو يهز رأسه نافيا, بنفس الاجابة!.
كانت الملكة تسأل وتتلقى نفس الاجابات, لكنها بداخلها ترفض الواقع والاستسلام, تتحدى كل الوقائع والحقائق والقدر والمصير.
سألته الملكة: الا يوجد حل ولو بصيص من الامل؟.
اجاب العراف: هذا ما يقوله نجمك وقدرك يامولاتى!.
قالت الملكة: لابد أن هناك حلا, لابد من أمل في النصر؟...لابد!...انا أثق أن هناك أمل ونصر!...أنا لا أرى هزيمة أو انكسار...أرى بلادى منتصرة....
دخلت الملكة بهذا العزم والتصميم, وعدم قبولها تنبؤات العراف, وعدم قبولها لاراء رجال البلاط, الى داخل عقل العراف وقلبه, وخريطة نبؤاته...وأنبئته بالاجابة المصيرية.
أجابها العراف أخيرا: نعم يا مولاتى, هناك حل وامل.
لم تعطى الملكة وقتا للعراف كى يستجمع نفسه ويرد, كأنها أرادته الا يتراجع, بعد ان عادت اليها روحها التائهه والغائبه ما هو؟.
الارادة والشجاعة يا مولاتى. هكذا رد العراف...كلمتان تغيران مصير أبدان وأوطان.
نظرت الملكة في داخلها, انها فعلا تملك مقومات النصر, فهى امرأة شجاعة, قوية, ذات ارادة حديدية. هذه الكلمات اعطتها الامل والثقة فى النصر, وهذا الامل والثقة أشعل فى داخلها روح الابداع. كيف لم ترى ذلك وانتظرت طويلا حتى تصل لتلك النتيجة؟!. هل الخنوع والاستسلام لما حولها من رجال البلاط, حبسها داخلها وقيد أفكارها؟...هل النصر والهزيمة يرتبط بالعدد والعدة فقط؟. إن أكثر الحلول عبقرية هى ابسطها!...
جمعت الملكة كل رجال البلاط, الذين حضروا, والكثير منهم متخاذل ضعيف النفس والهمة, ينتظرون من الملكة, إعلان قبولها الاستسلام والتفاوض!.
سوف نحارب وسوف ننتصر. هذا ما قالته الملكة. سقطت هذه العبارة فوق رؤوس الحاضرين المذهولين كماء بارد ايقظهم من يأسهم وضعف همتهم.
لقد نقلت لهم الامل والثقة فى النصر, ربما كانوا فى حاجة لهذا الامل وهذه الثقة. كانت هى فى حاجة الى من يقول لها ذلك, حتى تنظر داخلها وترى نفسها, وينظرون هم داخلهم ويرون انفسهم!.
سوف نحارب وسوف ننتصر بالارادة والشجاعة, سنستخدم كل امكانتنا, كل السبل المتاحة, ونصمد ونحارب دون تراجع على الاطلاق حتى النصر...
وماذا عن المحاربين يامولاتى, انهم يفقوننا عددا وعدة وقطع بحرية؟...
يتم تجنيد الفلاحين وكل فرد فى المملكة, هكذا ردت الملكة فى حزم وتصميم, انتقل تأثيره الى جميع الحاضرين.
لكننا يا مولاتى نحن فى موسم الحصاد, رد بعض الحاضرين واضعى العراقيل!...
الحصاد يمكن أن ينتظرويبقى القمح فى الارض, لكن حرية انجلترا واستقلالها وكرامتها لا يمكن أن تنتظر...يجب أن تبقى انجلترا حرة ذات سيادة...
ودارت رحى الحرب, وانتصرت انجلترا تدعمها هولندا على الاسطول الاسبانى الذي يفوقهما عددا وعدة وقطع بحرية. انتصرت الشجاعة على العدد والعتاد والنفوذ البحرى...وانتصرت الارادة والعزيمة على الكبرياء والغرور والصيت والشهرة العالمية...عادت الروح الى شعب كاد يسقط فى العبودية والقهر والهوان...شعب قام بكل شجاعة وارادة وقال كلمته, وغير وجه التاريخ, وخريطة العالم.
فهل يكون السيسى, بهذة الارادة وأكثر, فلا يلتفت لهذه المهاترت, والسيناريوهات المعدة سلفا, على السنة العرافين والعرافات, وكتاب السيناريوهات الدولية. أليس هو رجل مخابرات حربية سابق ويعرف الكثير عن هذه الأمور, وهذه المناورت. أليس رجل جيش, يؤمن بأن المقدمات الجيدة الدراسة والتحليل تؤدي الى نتائج جيدة؟. هل هذا النوع من الحروب هو نوع جديد, أم سبق استخدامه من قبل, ضد أفراد ودول, لكنه يتم الآن من خلال سيناريوهات معدة مسبقا ولها ميزانية, وأدوات بشرية ودعم اعلامى وعلمى ولوجستى وغير ذلك كثير...؟!...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح