الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شطبُ الدعوى هل هو بدايةُ مصالحةٍ عميقة؟

عبدالله خليفة

2014 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمكن حدوث مصالحة وطنية بدون الاهتمام بمصالح الأغلبية الشعبية الكادحة البحرينية، وحيث يقع العمالُ في بؤرة هذه المصالح فإن أي مقاربة من القوى السياسية منها لذلك تعتبر بداية مصالحة مهمة وتوجهاً نحو تغيير قواعد اللعبة السياسية والعودة لبرامج التغيير الوطنية وتجاوز سنوات الجفاف السابقة.
إن تباين المصالح الاقتصادية والاجتماعية بين مختلف الفرقاء لا يعني الانقطاع عن التقارب والعمل المشترك من أجل حل مشكلات الناس وتطوير البنية الاقتصادية الاجتماعية، بل هو العكس يفترض أن تقيم كل القوى السياسية مواقف الأخرى وترى ما هو مشترك وما هو قابل للحل وما هو غير قابل للحل.
إن الاختلاف حول قضايا سياسية كبيرة لا يعني عدم القدرة على عدم التغيير وعدم تطوير ما هو مشترك وتغيير ما هو سلبي بل أن الحلول الجزئية تعبدُ الطريق لما هو حلول عامة كلية.
لهذا فإن انفصال ما هو نقابي عن ما هو سياسي برلماني وزاري ليس صحيحاً، بل هي قضايا وأوضاع متداخلة تؤثر كل منها على الأخرى، وكلما حدثت تغييرات ومصالحات جزئية ا حدث تراكم أكبر باتجاه ما هو سياسي عميق واستراتيجي توحيدي.
إن مصالح الطبقة العاملة تتجسدُ في المصالحة الوطنية وتوجيه الموارد نحو تطوير المصانع والعاملين فيها ورفع مستوى حياة الشعب، وتطوير أداء الشركات العامة وخلق تعاون وثيق بين النقابات والإدارات الحكومية المختلفة لضبط توجه الموارد ومنع التصرفات الذاتية فيها.
يُفترض في مختلف القوى السياسية القدرة على خرق الحواجز والقيام بمبادرات وتحولات تؤدي للتغيير السياسي الاقتصادي العام، فليست هناك أسوار صينية في السياسة، وكلما كانت القوى السياسية مرنةً وقادرة على تجاوز التفاوض الأبدي طورت من مواقعها وحسنت من أدائها وكسبت الناس لصفوفها.
إن الجلوس المشترك لحل قضايا العمال والوصول بعد ذلك لحلول هو دليل أن ما يجمع القوى السياسية والاجتماعية البحرينية أكثر مما يفرقها.
وعبر حل القضايا الاقتصادية والاجتماعية للجمهور يمكن الانتقال لحل القضايا السياسية الشائكة.
فهذه القضايا الشائكة لا تُحل في الهواء والفراغ بل على قواعد مصالح الجمهور، وتطوير ظروف الناس النقابية يؤدي لتغيير مشاركتهم للبرلمان وعودته ليكون هو البؤرة الكبرى لحل قضايا الوطن في الداخل، وبدلاً من أن تحل القوى الأجنبية مشاكلنا نقوم نحن من خلال نوابنا والجماعات السياسية والمسئولين بحل هذه المشكلات.
بطبيعة الحال هناك أناسٌ لا يريدون حل هذه المشكلات أو يفصلون فصلاً تعسفياً بين ما هو نقابي وما هو سياسي، بين ما هو خلافي وما هو مشترك، لأسباب كثيرة لديهم، لكن السياسي المتطور لا يترك سبلاً دون أن يطرقها ولا يستطيع أن يحصل على تأييد العمال أو الناس عامة بدون يقوم بتغييرات إيجابية في حياتهم.
إن السياسي الحرون يفقد مواقعه مهما تجمد زمنه السياسي، المرتبط بظروف وعلاقات تاريخية نسبية مؤقتة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مغامرات وأسرار.. بيكي تكشف أبرز التحديات التي تواجه البنات ا


.. استطلاعات: الولايات الأميركية المتأرجحة تبدي تغيرًا لصالح با




.. ناريندرا مودي يتولى رئاسة وزراء الهند للمرة الثالثة


.. لأول مرة.. مقاتلة أوكرانية تقصف العمق الروسي وتدمير مقاتلة ا




.. قتلى وجرحى من جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مبنى سكنيًّا وسط