الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة الساحل واقع و مستقبل

خالد قنوت

2014 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


أما و قد قامت معركة الساحل بعد تجربة فاشلة سابقة أوصلت داعش للمنطقة و رسمت صورة قاتمة عن الثورة في أذهان البسطاء من أهلنا في الساحل من الأقليات مما جعلهم مصطفون قسراً و نتيجةً مع نظام التشبيح السائد هناك, فما هو الممكن كي نخرج من حتمية الفشل التالي إلى الاستغلال الحقيقي لهذا المعركة لتوصل صورة أفضل عن جوهر الثورة و عن أهدافها الوطنية؟
من السهل أن نطلق العنان لخطاب الانتقام و الطائفية و الثأر و لكن ممن؟ هل من أهل الساحل دون تمييز و دون دليل عن كل من شارك في قتل السوريين و تدمير مدنهم و قراهم و نهب ارزاقهم و بيعها في أسواق النذالة.
بالمطلق, إن أي عمل عسكري ليس له استراتيجية و هدف و لا ينضوي تحت قيادة عامة للعمل العسكري سيكون محدود النتائج إن نجح و سيكون كارثياً إن فشل و هذا ما نراه منذ بدء العمل العسكري الذي طغى على العمل المدني الثوري في سورية. ليست معركة الساحل التي أعتبرها قادمة و حتمية, هي الوحيدة التي تتصف بالعبثية و الفوضى مع كل الاحترام و التقدير للمقاتلين الشرفاء و ليس المقاتلين المندفعين فقط بحمى الثأر و ليس بحمى حب الوطن و مستقبله. كل معركة لها حساباتها و أهداف و العمل بعقلية (عليهم يا عرب) ستوصلنا لسورية مقسمة و شروخ اجتماعية افقية و عامودية لن تندمل و لو بعقود من الزمن. معركة الساحل اليوم لها مؤثرات خارجية و عبثية على الأرض و بدل أن تكون ضمن خطة لإنقاذ أهلنا في الساحل من نظام الأسد و شبيحته هي اليوم تسوق أهل الساحل للدفاع عن بيت الأسد و زبانيتهم بحجة التنظيمات الاسلامية القادمة لسبي نسائهم و قتلهم جميعاً دون تفريق.
في حين, تثبت اليوم جبهة حوران أنها أفضل الجبهات و أكثرها انضباطاً و وطنيةً و هي بالمفاهيم العسكرية الأفضل لاسقاط النظام في دمشق لأنه يسقط في دمشق حصراً.
بالمحصلة المعركة في الساحل قائمة فلنعمل جميعاً على توجيهها وطنياً, فالعلم العسكري يعمل على استغلال الشروخ و التصدعات داخل جبهة العدو لا أن ندفعها للتماسك في وجه قواتنا فنخسر الرجال و العتاد بدل أن نوفر كل تلك الطاقات على تواضعها في معارك قادمة أشد شراسة و اهم استراتيجياً.
من يعتقد أن النظام يسقط في الساحل فهو أبعد ما يكون عن إسقاط النظام و عن مفاهيم الثورات و الحروب الشعبية طويلة الأمد, لأنه ببساطة النظام يأخذ شرعيته الدولية من دمشق و لن يأخذها إذا انتقل إلى الساحل و حتى لو أقام دويلته التي يتحدث عنها البعض.
أعتقد أننا مدعوين لأن نفكر بطرق نستفيد من هذه المعركة بحكم كونها واقع و لا نسمح بتوجهها لحالة طائفية و انتقامية عبثية من كل أهل الساحل علويين و مسيحيين و أرمن و حتى سنة نزحوا إليها, يمكن وضع بعض الأفكار و تطويرها و التفاعل معها على الأرض و في الخارج:
1- محاولة التوجه للمقاتلين في جبهة الساحل من منطق المكاسب العسكرية الهائلة التي سنجنيها عندما نحييد البسطاء من الانجرار إلى هذه المعركة لا بل تعاونهم لدحر عناصر و ميليشيات الأسد و شبيحته الذين أذاقوا هؤلاء البسطاء الويلات خلال عقود مضت و اعتبار هذه المعركة هي معركة تخليصهم و تخليص سورية من هذا النظام القاتل و شبيحته. فتعاون الأهالي هناك سيسهل المهمة و سيقلل الخسائر و يوفر فائض من الرجال و العتاد للمعركة الاستراتيجية في العاصمة و بعد سقوط النظام في فرض النظام العام على سورية المتخمة بالأسلحة و الشبيحة و القتلة و اللصوص.
2- الخطاب الوطني الجامع و المطمئن من أن الثورة لكل السوريين و ليست ضد طائفة أو طوائف و أن انسياق البعض منهم لأكاذيب النظام الأسدي لا يحرمهم من سوريتهم و التأكيد أن من تلطخت أيديهم بالدم سيتحملون مسؤولية عملهم شخصياً أمام محاكم عادلة سورية و من شارك بالتدمير و النهب سيدفع ثمن ذلك بنفسه بالعدالة و الحق.
3- من المهم جداً, محاصرة الأصوات الموتورة الطائفية التي تسكت زمناً ثم تعاود التحريض و التجييش ضد مكونات سورية دون توجيه الأصابع إلى النظام القاتل وحده و أركانه المعروفين للجميع بشخوصهم و ليس بطائفتهم أو دينهم, مقدمين بذلك خدماتهم للنظام ببلاهة حيناً و بخبث أحيان أخرى.
4- ضرورة بناء رأي عام سوري لدفع التنظيمات المقاتلة للتوحد تحت قيادة عسكرية واحدة لأننا و منذ أول يوم نعلن للجميع أن لا نصر عسكري بدون قيادة وطنية عسكرية قادرة, تحظى باحترام الجميع و لو بالأقل على جبهة الساحل و تنسيقها مع الآخرين على مستوى سورية لكي لا يسمح بتركيز النظام على مناطق القتال واحدة واحدة.
5- استبعاد التنظيمات المقاتلة المتطرفة من هذه المنطقة فتجربة داعش في المنطقة أفقدت فرصة التقدم في معركة الساحل السابقة و لحساسية المنطقة طائفياً, و ضرورة انضباط المقاتلين و تعاملهم الجيد مع الأهالي فالرعب الذي أسكنه النظام بالناس هناك سيحولهم لحالة دفاع شرسة عن ارزاقهم و اعراضهم و ارواحهم.
6- ترسيخ مبدأ أن سقوط النظام يكون بالعاصمة و بتحضيرات خاصة و عملاتية جيدة وبالاستفادة من التجارب السابقة و تحليلها من قبل مختصين من الجيش الحر.
بعد سقوط النظام في دمشق, معركة الساحل قادمة و هي ليست المعركة الحتمية الوحيدة فهناك معارك قادمة أخرى في الجزيرة و في الرقة و في مناطق آبار النفط و في حمص و لكن ضمن معركة تحرير سورية من بيت الأسد و نظامه و شبيحته و مفرزاته و ليست للقضاء على العلويين أو الأقليات الخائفة و المتوجسة و التي نجح النظام و بمعية بلهاء المعارضة من توصيفها لأهلنا هناك كمعارك التصفيات العرقية أو الطائفية الانتقامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا قرر بوتين استبدال وزير الدفاع شويغو الآن؟


.. أية تبعات لتوقيف صحافيين في تونس؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. نتنياهو: عازمون على النصر وتحقيق أهدافه وعودة الرهائن إلى ال


.. أين سيلعب النجم الفرنسي مبابي الموسم المقبل ومن سيخلفه في هج




.. الأضواء القطبية : ظاهرة كونية تُبهر سكان الأرض.. فما سر ألوا