الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس باكراً .. مرحلة ما بعد الأسد .

لينا سعيد موللا

2014 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية




بات من البديهي القول أن الأسد مستعد لحكم إقليم صغير أو قرية سورية دون شريك، على أن يحكم سوريا كاملة بالمشاركة مع آخرين، هذا ما يؤكده كل من عرفه وجالسه في المرحلة الأخيرة ، أو من حضر مفاوضات جنيف 2، وأنه مستعد لحرق دمشق كما حرق حلب وسواها في حال اضطراره لتسليمها أو الانسحاب منها .
أما لماذا؟
فلأن بشار ينتمي إلى عائلة الأسد الجائعة للسلطة والفاقدة لأي رادع ومن أي نوع، ولا حاجة لكثير من التفصيل !!

وتأتي نتائج معركة الساحل لتقض مضجعه، بعد انتكاسات من كل نوع أهمها عودة ظاهرة الانشقاقات إلى الجيش ومن ضباط علويون يدافعون عن مناطق تواجدهم لا بل عن عائلاتهم وأرزاقهم، ومن خسارة المواقع العسكرية الهامة الواحد تلو الآخر، كل هذا يرمي بأحلامه البائسة في البحر، فهو غير قادر على استرجاع تلة واحدة مما كسبه الثوار.
ثوار غير عابئين بالتهديدات الايرانية من مزيد من التدخل، خاصة وأن الأتراك منحوهم ولأول مرة حماية جوية بعد إسقاطهم للطائرة المقاتلة السورية وتهديدهم باسقاط سواها، وهم يما توفر لديهم من أسلحة ودعم عازمون على التمدد ليحاصروا قرى الساحل الخاوية إلا من الجيش الشعبي المشتت والضعيف، ولن يمض وقت طويل حتى تصبح دولة العلويين في الساحل السوري كملجأ أخير للأسد أضغاث أحلام .

الجدير بالذكر أن ضباطاً علويين كبار كانوا قد صرحوا ومنذ فترة قصيرة وفي مجالس عزاء جمعتهم ، أنهم لن يقبلوا بعودة الأسد أو أحد من عائلته في حال عاد إلى مناطقهم، وأغلب الظن أنهم يضمرون به شراً .

معركة الساحل ترافقت مع تمدد للثوار في كل من جبهتي إدلب وريف حماة الشمالي، وفي حال استمر تمدد الثوار على الجبهات الثلاث، فذلك سيعني بالتأكيد تقويضاً كبيراً للمشروع الفارسي مع ما يعنيه من ضغط رهيب وخلط للأوراق، بل سيفرض رحيلاً مفاجئاً للأسد أو حتى استهدافه شخصياً كما استهدف أولاد عمومته، وهو أمر مترقب.

اليوم نحن في سباق مع الزمن قبل الجلوس مرة أخرى على طاولة المفاوضات، وهو أمر بدأ العالم المترقب والقلق للنتائج على الأرض يبحث لأجل انعقاده، وهو ما تؤشر إليه أيضاً التصريحات الدولية عن قرب تحديد جنيف 3، وبدء التحضيرات الدولية إنقاذاً للأسد هذه المرة أو لأجل عدم تشظي سوريا إلى دويلات أو كانتونات في أحسن الأحوال .

وأعيد طرح السؤال، في حال رحيل الأسد اليوم .. ماهو مصير مؤسسات الدولة والجيش وقوى الأمن ؟

أظن أنه على الشارع الثائر وقياداته السياسية أو تلك التي في الميدان، مهمة عاجلة وضرورية وهي إيجاد جسد سياسي قادر على تسيير أمور الدولة والاستعداد للدخول في المرحلة الانتقالية مع ما يتضمنها من استحقاقات كبيرة وشائكة.

نعلم أن العالم سيضغط لأجل تفادي آثار التشظي وانعكاساته على أمنه ومصالحه، لذلك لا بد من وجود مشروع كامل يقنعهم من أن البديل جاهز، وأنه قادر على استتباب الأمن، وإدارة سوريا ما بعد الأسد بطريقة تراعي مصالح الجميع، وتحقق السلم الأهلي وضبط الأمن .

جسد قادر على دمج زعماء الفصائل المقاتلة على الأرض بجيش وطني يقوم بحراسة مبادئ الثورة دون الانزياح عنها لتكون ضامناً لمختلف شرائح المجتمع السوري ..

أدرك بأن ما أقوله اليوم صعب التصديق، ليس لأننا لم نسع إليه، بل لأنه حضر فجأة ونحن لم نستعد له كما يجب، وعلى يقين بأنه هدف صعب وشائك، لكن الضرورة تحكم علينا اجتراع المستحيل .. وبكثير من الوعي والمكر نحن قادرون .

قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة