الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناطق التجارة الحرة ..مناطق إستغلال للعمال

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2005 / 7 / 10
الحركة العمالية والنقابية


لم نجد في كلمة المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة الخارجية والصناعة المصري ، أي ذكر لحقوق العمال ودور النقابات في حمايتهم في المناطق الاقتصادية المؤهلة "الكويز" أو المناطق الصناعية الحرة كما هي معروفة ، وكان المهندس ناجي الفيومي مستشار الوزير المذكور هو الذي ألقى هذه الكلمة نيابة عن الوزير رشيد ، في المؤتمر الأول لمناطق "الكويز" الذي عقد في القاهرة يوم الاربعاء22حزيران 2005 .وجاء عقد هذا المؤتمر تحت رعاية الوزارة المذكورة وباشتراك أكثر من مئة شخص من إسرائيل ، لأن الشرط الأمريكي لإقامة مثل هذه المناطق هو فرض شراكة إسرائيلية ضمنها .

مضمون كلمة الوزير رشيد تطرق إلى المنافسة والحرية الاقتصادية مؤكداً على ضرورة " زيادة حدة المنافسة "كما جاء في صحيفة الأهرام القاهرية يوم الخميس 23 حزيران 2005 في الخبر عن أحداث المؤتمر ...زيادة المنافسة تعني إطلاق الحرية الغير محدودة لأرباب العمل والرأسمالية في إستغلال العمال وحقوقهم ، ممن يعملون في هذه المناطق .. لأن الموقف الأمريكي بهذا الخصوص كان واضحاً يوم تم التوقيع على إتفاقية "الكويز" في 16 من كانون الأول الماضي .. حيث تم التأكيد على ضرورة الاعتماد على الأيدي العاملة المصرية الرخيصة وعلى الرأسمال الإسرائيلي
والأمريكي وذلك في إنتاج الملابس المصرية وتصديرها الى سبع مناطق في أمريكا بدون جمارك وضرائب .مثل هذه الاتفاقية تم توقيعها أيضاً وبعد أسبوع من التاريخ أعلاه مع الحكومة الأمريكية
والإسرائيلية.

ممثلو الرأسمالية في هذه الحكومات أغدقوا الوعود الغير محدودة على شعوبهم يومها قائلين بأن الفرج الأمريكي – الإسرائيلي آت ...حيث ستنتهي أزمة البطالة في هذه الدول بفضل تلك المناطق ..وسوف ينهض إقتصاد تلك الدول لتنعم شعوبه بثمار هذا النمو ...على الرغم من أن الصادرات المصرية من منتوجات الملابس تذهب إلى السوق الأمريكي إلا أن هذا الفرج لم يأت بعد والبطالة ما زالت متفشية كالسرطان الخبيث بين شباب مصر والأردن ولم ينعم هؤلاء بالفرج المعهود.

الحركة النقابية العربية تحاول

من جهته نظم الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ورشة عمل بخصوص العمل والعمال في المناطق الاقتصادية الحرة – الكويز- وذلك أيام 7-12 أيار 2005 في المعهد العربي للدراسات العمالية بدمشق .. بمساهمة منظمة العمل الدولية ..حيث قدمت المحاضرات وعقدت ورشات عمل للنقابيين ، لم يخجل الأستاذ عبد الجليل البدوي عند إستعراضه للتجربة التونسية – الأوروبية في هذا المجال بقوله بأنها كانت " تجربة هزيلة " بالمفهوم التونسي طبعاً أي أن نعم هذا النهج لم تأت بالخير المطلوب على إقتصاد تونس بل ضمنت الإنتاج الجيد بالسعر المنخفض للاوروبيين على حساب العمال وحقوقهم ...وقد أشار المشاركون في هذه الدورة الى " ضرورة إشراك المنظمات النقابية في هذه المناطق".. لن نخوض في كافة تفاصيل القرارات .. لكن كانت هناك ضرورة حتمية إلى رفع صوت جهوري وحاد أمام هذا الخطر لحقوق العمال الذين يعملون في تلك المناطق ..بل لا يمكن الحديث بخجل ما أمام الاستغلال الذي يتعرض له العمال في هذه المناطق ، خاصة فقدان الحق بالتوقيع على إتفاقيات عمل تضمن لهم الدخل اللائق والحقوق الاجتماعية ..
ولا يمكن أن تتحول هذه المناطق مهما كانت أسماؤها إلى مناطق عبودية حرّة ..تتم فيها عملية إستغلال بشع لأبناء الطبقة العاملة في المشرق العربي خاصة وفي مختلف أنحاء العالم عامة ، لضمان الارباح العالية لقوى الرأسمال العولمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن.. تدابير لتقليل خسائر المزارعين


.. السبت.. أول أيام إجازة عيد الأضحى للعاملين بالقطاعين الحكومى




.. برأيكم.. لماذا يموت عمال المناجم بالآلاف؟


.. اليوم السابع تكرم الزملاء الفائزين بجوائز نقابة الصحفيين




.. أطفال بغزة على الطرقات لتأمين قوت عائلاتهم في اليوم العالمي