الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصراحة عراقي بسيط

فاروق الجنابي

2014 / 4 / 4
كتابات ساخرة


بالرغم من الغربه التي اشعر بها والتوحد الذي اصابني منها ،بدأت اشعر انني افضل حالا" من اخوتي العراقيين بالرغم من الفارق من ان تكون في بلدك معززا" مكرما"، او في بحار الغربه التي تلاطمك امواجها وتصيبك بدوار البحر ،او لأقول بدوار الحنين الى الوطن ،ارض اهلي واجدادي. اقول هذا الكلام بعد ان شاهدت حال بلادي في زيارتي الاخيره لها او مااشاهد واسمع من قصص مرعبه لما يحدث لابناء وطني يوميا" واسأل نفسي هل حقا" ان العراقيين يعرفون ما يحدث لهم كما نراهم نحن من المنظور الذي نراهم فيه من المهجر؟ ام انهم سكروا في مسرح الحياة الجديده المؤلمه وتعودوا على قبولها دون السؤال عن اسباب التدني في المجتمع العراقي بسبب حكمهم من قبل مرتزقه متواجدين في بلدهم ولكن قلوبهم ونفسياتهم طائره خارج البلد يفكرون دوما" بما يحصلون عليه من دراهم الفقراء ليهربوا الى العالم الاخر ،عالم الرفاهيه التي توفرها لهم هذه الدراهم دون مسائله للضمير والاخلاق؟
أقول وقلبي ممتلئ حزنا" لانني لا ارى حل لهذه المعضله في المنظور القريب.ا

ومما يزيد في الطين بله،كما يقال،ترى نسبه كبيره من العراقيين منشغلين بالمذهبيه المتطرفه ،وكأنه ضَمَنوا الجنه اذا لبوا دعاوى اوفتاوى المذهب الذي ينتمون اليه ،حتى لو كانت هذه الفتاوى تؤدي الى اقتراف ذنب يؤهل منفذوه الدخول الى النار حسب قوانين الله العلي القدير ‘واقصد هنا الفتاوى التي تأجج روح الطائفيه وتحذر انصارها من المذهب الاخر وتأكد على المظلوميه منذ الهجره النبويه لحد هذا التاريخ. ان المشكله انك تسمع العراقيين يتكلمون على ضرورة نبذ الطائفيه ولكنهم في داخلهم اوعندما يتكلمون فيما بينهم،اي من نفس المذهب، فانهم يبرزون شعورهم الطائفي بوضوح ويأكدون على ضرورة اقصاء الاخر،ولكنهم تراهم في حال ان اصيب جاره من المذهب الاخر باذى ،فانه سيقف معه وسيبكي على حاله ،شعور لا إرادي وصفه المفكر (د.علي الوردي ) بازدواجية شخصية الفرد العراقي. لا اريد ان اكون هنا محلل نفسي لان العراقي يعرف ويشعر بان هذه الامور خاطئه ومع ذلك لايحاول ان يقف عندها ويفكر ،لان سياقته لهذا التفكير والتوجه بسرعه عاليه لاتسمح لمكابح تفكيره بالتأني والنقاش مع نفسه.ا
هذا ماكنا عليه في النظام السابق ،شيعة وسنه،نسب ونشتم القائد الاوحد وعائلته وحزبهم الواحد، ولكننا كنا نتبارك به ونهتف له عندما نراه،وسوف لااطيل بهذا الموضوع لانه معروف للجميع!!!!
بعد عشرة سنوات من الظلم والقهر الذي اظهر النظام السابق كانه كان عصر هارون الرشيد وبدأ الناس تترحم عليهم جهرا" ،ترى العراقيين مازالو يهدمون مساجد بعضهم البعض ويهجٌرون العوائل خائفين من المجهول ،واؤكد لكم انهم لايعرفون ماذا هو المجهول المخيف غير الذي يخبرهم به شرذمه من البشر يرومون الوصول الى كراسي الحكم على انقاض البلد.ا
كلما اود ان اقارن كيف كنا وكيف اصبحنا ،اتوجس خيفه بان ينعتني احدهم بانني صدامي او بعثي سابق او قد تصل المسأله باتهامي (ارهابي)بالرغم انني كنت معروف باستقلاليتي وكان توجهي بعيد عن السياسه لان العمل الهندسي الذي كنت امارسه بعيد من السياسه ووجع الرأس والحمد لله. ولكن اسمحوا لي ان افضفض بقليل بما في جعبتي وسوف لا ابالي بوصفك لي لانك حر كما انني حر بما سأفكر ،ولنطبق الديمقراطيه بيننا على الاقل لكونها مفقوده في العراق الجديد.ا

اريد من القارئ الكريم ان يتذكر كيف كنا نتجول في شوارع بغداد الجميله وكيف كنا نسهر ،وكيف كنا ننظم السفرات العائليه،كيف كنا نزور العتبات المقدسه من كلا المذهبين،ولا تقل لي ان الزوار كانوا من مذهب واحد لان اهل العراق يؤمنون بكافة اضرحة آل البيت والصحابه ومقابر رجال الدين حتى لو لم يكونوا متاكدين من صحة هذا القبراو ذاك، وايمانهم كان يصل الذهاب الى الكنائس المسيحيه طلبا" (للمراد) كما نسميه.ا
تذكر عندما يلقى القبض على شخص معين ،كيف يتم الوصول اليه بدون رشوه وكيف كنت تستطيع الافراج عنه باستخدام (الواسطه) وسوف لن يسألك احد من اي مذهب انت او من اي عمام. انا لا انكر انه كان هناك ظلم ،بالرغم انني لم اظلم في وقتها ولكنني كنت اتوجس شرا" اذا تكلمت عن النظام بشكل سلبي ،وهذا بحد ذاته اضطهاد اصابني برضا" مني حفاظا" على نفسي وعائلتي واقربائي من الدرجات المتقدمه كما يعلم العراقيين. اعدم بعض الاصدقاء المقربين ومنعت عائلتهم من اقامة الفاتحه، وكان هذا يسبب لي الم في نفسي ولا استطيع ان اصرح عنه ،كما سُفِرت عوائل خارج الوطن ظلما" وبهتانا" لم استطع الوقوف بجانبها لظروف خاصه الا ما ندر،استطيع ان اعدد مئات من الاعمال السلبيه لذلك النظام ولكن لم تصل الى المستوى المتردي الحالي .ان العراقيين وقفوا مع ذلك النظام من كل المذاهب وسانده الشيوخ من شمال العراق حتى جنوبه راضيين بمعيشتهم الناقصه الكمال ولكن بامان، انهم فرعنوه في العلانيه ولعنوه في السر وهذا حال العراق في جميع العصور والانظمه التي حكمته.ا
اود ان انهي هذا المقال الممل بان اقول صدام كان يقتل اويتسبب بقتل عشرات العراقيين لكي يحافظ على حكمه ولكن كان يعيش ثلاثون مليون عراقي بأمان، و ترى اليوم آلاف القتلى والجرحى يضحي بهم هذا النظام الديمقراطي لكي يعيش ويتمتع بثروات وطننا ثله من العصابات لايتجاوز عددهم الالف ،نعم كان هناك ظلما" وأمان واليوم ظلما" بدون أمان . متى يحن العراقيين بعضهم على بعض وينسون خلافاتهم المذهبيه التي دست إليهم واججت الحقد في نفوسهم ويفكروا بالدوله المدنيه التي توفر لهم الحياة الكريمه والعداله الاجتماعيه في بلاد الرافدين ،وان لا ينتظروا الخير من غيرهم؟.......مع التحيه من قلب مجروح على عراق مبتلى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو