الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غربي خائف وعربي متهم

مجتبى حسن

2005 / 7 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


هل ينجح الإرهابيون بفرض إرهابهم على دول العالم
رأينا في الولايات المتحدة الأمريكية كيف قُُيدّت كثير من الحريات وأخرج
الكونكرس قوانين لولا 11/أيلول لما كانت ،وفقد نتيجتها المواطن الأمريكي جماً
من حريته الشخصية مقايضة منه لأمن واستقرار عيشه ...انتفضت أمريكا المهزومة
في عقر دارها على أيدٍِ آثمة وراحت تكشف ألوان وأشكال من سلاحها الفتاك لمحاربة اؤلائك الغزاة
وصلت إلى أفغانستان وجعلت عاليها أسفلها ولم تهدأ نيران حُنقها على من تعرض لكرامتها علناً
وأباح دم رعاياها ،أكملت باتجاه العراق أسقطت نظامه وفتكت بالكثيرين فيه وغاصت حتى الكتفين في مستنقعاته ،
استنفذت جهد شبابها وحياتهم ..وأخذت معها أبناء الوطن الأم وحليفها الأقرب "بريطانيا العظمى "
في حربها الشعواء على الإرهابيين ،بل استنفرت العالم بأسره لمحاربة اللادينيين والزرقاويين وقواعدهم
وخلاياهم الثائرة والنائمة .. ولا اعتراض على محاربة قاتلي الأبرياء ..
ولكن لم نرى نتيجة حتى الآن ؟
بل نرى إن الإرهابيين يعيثون فساداً بأوسع ما كان الأمر قبل حرب أمريكا عليهم وقتل
الكثيرين منهم ،من مدريد إلى القاهرة إلى الرياض ناهيك عن العراق وصولاً إلى لندن !
لكن لماذا لندن ؟ وفيها من القادة المتشددين أكثر من كل المدن الغربية ،حتى راح البعض
يسميها ملجأ المتشددين الهاربين من ديارهم ،أليس من المنطق أن لا يخرب حتى أعتا الإرهابيين
وأكثرهم غفلة مكان سكنه ،أم يصح عليهم المثل الدارج " زنابير زنّت على خراب عشها "
لما يجرحون العالم الغربي بالصميم ؟
ويعلمون نتيجة ذلك إن كل عربي في أوربا عرضة للشبهة ،إن لم نقول مُدان حتى تثبت برأته ،
وهذا ليس تعسف من قبل الأمم الغربية إن حاولت حماية مواطنيها بأي وسيلة متاحة لهم ،وحتماً
ما يريده الإرهابيون يتحقق إذ يقسمون العالم إلى غربي "خائف "وعربي "متّهم"
منطق الإرهابيين إن لندن بلد كافر وليس دفاعاً عن لندن بقدر ما هو استغراب حتى النخاع ،
حسب أقوال دارسين ومحللين اطلوا علينا في الأيام الماضية عبر الفضائيات التي نقلت الحدث :
أن في لندن حرية دينية للإسلاميين المتطرفين أوسع من أي بلد إسلامي .
عجبي!

إلى متى يصدّر العالم العربي الإرهاب إلى الداخل والخارج باسم الإسلام؟
ولما يعطى المتشددون حرية أوسع بكثير من العلمانيين في دولنا؟
ما هذا الصمت من العالم الإسلامي على مَن يسيئون إليهم ؟
ما هي أسباب هذه الظاهرة التي تعدت حدود الظاهرة ؟
هل هناك نهاية لهذا النزف ؟
هل نسمع يوماً اعتراض علني من الناس على هذه الأفعال كمظاهرة مثلاً تدين الإرهاب وتتبرأ من الإرهابيين ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟