الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سُرقت الثورة المصرية من أهلها؟

بهاءالدين نوري

2014 / 4 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تقول تجارب التأريخ أن توطيد دعائم النظام الجديد الديمقراطي، إثر الانتصار على القوى الرجعية الحاكمة، أصعب بكثير من إسقاط الدكتاتورية الحاكمة. فخلال السنوات العشر المنصرمة عقب سقوط صدام، وبسبب أخطاء الأمريكيين، تمكنت قوى الإسلام السياسي، التي كانت مدعومة من الأنظمة الحاكمة المجاورة، من الاستحواذ على الحكم عبر صناديق الاقتراع، ومن الحيلولة دون قيام نظام ديمقراطي بديلا عن النظام المنهار. لكن الصراع لا يزال مستمرا محتدما بين القوى والتيارات المختلفة، والحسم بعيد المنال للآن.
وفي مصر ما بعد سقوط حسني مبارك، جرت الأمور على نحو مشابه، مع الفارق في التفاصيل ومع تباين للدور الأمريكي. ورغم أن حركة الإخوان المسلمين في مصر لم تكن سوى الوجه الآخر للعملة المباركية، إلا أن معارضتهم للنظام جعل منهم لاعبا من اللاعبين الرئيسيين في ساحة مصر السياسية، ومكنهم من التأثير على جمهرة غفيرة من بسطاء المصريين المتخلفين فكريا وسياسيا. وعندما جرت الانتخابات الرئاسية في مصر ما بعد الثورة لم يكن من المستغرب أن يفوز مرشح الإخوان رئيسا، وأن يفوز الإسلاميون عامة بأغلبية مقاعد البرلمان. وتوجب على الجميع احترام نتائج الانتخابات، وإن لم يرضوا عنها. لكن استعجال الرئيس الإخواني محمد مرسي في السعي لأخونة المؤسسات ودوائر الدولة أثار سخط المعارضين له من العلمانيين؛ الليبراليين واليساريين، ممن لم يتقبلوا نهج الأخونة. وخاف مرسي وقادة الإخوان من أن يتحيز وزير الدفاع حسين طنطاوي ورئيس أركان الجيش سامي عنان إلى جانب معارضي الإخوان، فوجدوا الحل في عقد صفقة سرية مع عبد الفتاح السيسي ليُعين الأخير وزيرا للدفاع ويُحال طنطاوي على التقاعد.
هكذا جرت الأمور، لكن السيسي كان يضمر مشروعا خاصا به، أن يتربص بالوضع ويستغل اللحظة المناسبة لكي يقفز إلى كرسي الحكم ويحل محل حسني مبارك، مستعيدا تسلط العساكر على نظام الحكم في مصر. وقد حلت اللحظة المنتظرة بعد مظاهرات 30 حزيران (يونيو) في مصر حيث رفض مرسي مطالب المتظاهرين، واستغل السيسي ذلك الرفض ليقوم بالانقلاب العسكري وكأنه منحاز إلى الشعب. ولئن كان من الواضح أن عمرو موسى من أقطاب نظام مبارك وأن السيسي كان من كبار الضباط في جيشه، فلماذا لا نفترض بأنهما كانا، بالتعاون مع أمثالهما، من مهندسي خطة الانقلاب العسكري الهادف إلى انتزاع كرسي الرئاسة للسيسي وإعادة العسكر إلى الحكم؟ بديهي أن لكل نظام أنصاره، الذين يحاولون، بعد إسقاطه، القيام بثورة ردة، دفاعا عن مصالحهم ولاسترجاع الامتيازات المفقودة. وقد أوضحت الوقائع أن الجنرال السيسي لم يأت ليطور الثورة ويحقق الديمقراطية في مصر، بل جاء في ثورة ردة. فلم يكن من قبيل الصدف أن اقترن الانقلاب منذ إيامه الأولى بملاحقة محمد البرادعي، وسجن رئيس حركة السادس من أبريل، وبعض زملائه، فيما عُيِّن عمرو موسى رئيسا للجنة صياغة الدستور. وهل من نظام غير دكتاتوري أرعن، في العالم يصدر حكم الإعدام بجرة قلم قاض مهووس على 529 شخصا من مواطني بلده؟ أليس ذلك وحده كافيا للاستدلال على أن السيسي قاد ثورة الردة؟
صحيح أن في مصر فئة أيدت الانقلاب العسكري إما بسبب عدم فهمها لملابسات الوضع السياسي أو حقدها الشديد على حركة الإخوان، لكن ما لا يقبل الشك هو أن جميع المتعاطفين مع نظام حسني مبارك فرحون بالانقلاب العسكري ومستعدون لدعم زعيم الانقلاب. ومن المؤكد أن الطيبين الذين أيدوا الانقلاب سيندمون، وخير لهم أن يندموا الآن. والمؤسسة العسكرية نفسها، التي كسبت عطف الجماهير الشعبية إبان ثورة يناير، ستجد موقفا مغايرا من غالبية أبناء الشعب تجاهها، بعد أن أخزاها هذا الجنرال، الذي شق صفوف القوى الوطنية، وقد يشق صفوف القوات المسلحة أيضا.
ويتحمل قادة الإخوان مسؤولية كبيرة في تدهور الوضع السياسي بهذه الصورة المأساوية لأنهم وضعوا المصالح الحزبية الضيقة فوق المصلحة الوطنية، ولأنهم كانوا متجهين نحو نظام الحزب الواحد بدلا من الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة، كما فعل زميلهم التونسي الأعقل الغنوشي. كان على مرشد الإخوان، الموجه لمرسي في نشاطه اليومي، أن يقبل بفكرة «الانتخابات الرئاسية المبكرة» كأهون الشرين. لقد كانت حركة الإخوان مغترة زاعمة بأن ما تتلقاه من دعم مالي وفير من لدن أمير قطر يضمن لها البقاء حتى النهاية. لكنها أخطأت في حساباتها، وها هو الشعب المصري كله، وليست منظمة الإخوان وحدها، يدفع الضريبة عن تلك الأخطاء. فهل يتعلم قادة الإخوان دروسا من هذه الأخطاء، وهل يعيدون النظر فيما فعلوا بالأمس وما يجب أن يفعلوه اليوم وغدا؟ إن مصلحة مصر العامة، اليوم، تتجسد في أن يعيدوا، هم، النظر فيما يجب عمله، وكذلك العلمانيون وجميع الشرفاء المخلصين لثورة يناير. ليوحد الجميع موقفهم، كما كان موحدا ضد مبارك، وليصوت الجميع من علمانيين وإسلاميين في صالح مرشح من قبيل حمدين صباحي، ضد السيسي الذي سيصوت له مؤيدو نظام مبارك وإسلاميون حاقدون على حركة الإخوان، وتأكيدا لما سبق، لم يكن من الغرابة في شيء أن يحظى السيسي بدعم من الرئيس المخلوع حسني مبارك قائلا «لا يوجد غيره»، فيما ذكر أن حمدين صباحي لا يصلح لرئاسة البلاد «ولا فائدة تُرجى منه». وكما ذكر حمدين نفسه، فإن ذلك وسام شرف على صدره.
إن جميع المصريين الحريصين على انتصار ثورة يناير، علمانيين وإسلاميين وبين بين، أمثال حزب مصر القوي، مدعوون إلى التعاون والتصويت، للمرشح المنافس للسيسي، ذلكم من مصلحة الثورة حتى في حالة فوز السيسي. لقد فات أوان المصالحة بين السيسي وبين معارضيه من الإسلاميين والعلمانيين، ويزعم الجنرال بأن انتصاره محسوم، لكنه مخطئ في ذلك، وآن الأوان للمصالحة بين جميع الأحزاب والجماعات المؤيدة لثورة 25 يناير. ومن المهم جدا أن يبدأ التعاون منذ الآن، وفي مجرى هذه الانتخابات الرئاسية والنيابية.
إن حركة الشعب المصري الوطنية الديمقراطية في مصر اليوم تختلف عما كانت قبل 25 يناير، فالشبيبة المصرية، التي قامت بثورة 25 يناير، قادرة على تذليل جميع الصعوبات التي تعترض طريق التطور الديمقراطي التقدمي، وستحقق الديمقراطية التي قامت الثورة من أجلها، وسيلحق السيسي بمبارك، ويُلقى به إلى مزبلة التاريخ. والمسألة هي مسألة الوقت وحسب، فالشباب المصري أقوى من السيسي وأقوى من كل حاكم يريد إعادة مصر إلى الوراء، والربيع العربي مستمر في مسيرته شطر الانتصار، رغم كل العراقيل والانتكاسات المؤقتة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خروف خرفان يخرف فهو مخرف
KHALED ALMASRY ( 2014 / 4 / 4 - 18:31 )
مقال مسخرة من راجل خرفان

خروف خرفان يخرف فهو مخرف

القاضى مش مهووس و السيسى لن يكون فى مزبلة التاريخ يا عم الحاج

اسفوخس على كل الحقراء

خالد المصرى


2 - أنفشخ أنفشاخا فهو مفشوخ
KHALED ALMASRY ( 2014 / 4 / 4 - 18:39 )
مقال بيضان فشخ

أنفشخ انفشاخا فهو مفشوخ

لن تكون مصر مستباحه بعد الان من كل ( واد قحبة ) من المحيط الى الخليج

السيسى بطل شعبى ..... و الجيش المصرى مش عسكر

أسفوخس

خالد المصرى - القاهرة الزاهرة - مصر أم الدنيــا


3 - سذاجة أم سوء نية
محمد البدري ( 2014 / 4 / 4 - 19:58 )
اسمح لي ان اقول بداية ان معرفتك بالتاريخ المصري ضعيفة وربما منعدمة حتي ولو سردت حكايات عن فرعونيتها ومسيحيتها واسلامها، رغم انك تعرضت لفترة ضئيلة جدا تزيد قليلا عن 3 سنوات. فكل من يقف ضد البلطجة الاسلامية يعد في التاريخ المصري بطلا ذلك لان مصر لم تنهب وتسرق كما في زمنها العربي الاسلامي. السيسي هنا وحسب هذا التعريف بطل واوقف سرقة الوطن مرة أخري لصالح نظم سياسية تسعي لفرض نظام اسلامي اسمه الخلافة الاسلامية علي كل المنطقة بمعاونة اسرائيل والولايات المتحدة للتخلص مما لدي اوروبا وامريكا من هؤلاء الاوباش الاسلاميين واعادة تصديرهم الي مزبلتهم (جنتهم) الموعودة. ربما لن يستطيع السيسي انجاز الكثير علي المستويات الاجتماعية والاقتصادية لرفاهية الشعب المصري ليس لانه لا يحمل فكرا واضحا في هذا المجال وفقط لكن لان المشكلة في مصر اعقد من يحلها الله ذاته. هذا اذا كان ذلك الله يمتلك حلولا من اي نوع كان. واي محاولة لوقف القضاء علي الارهاب الاسلامي تحت مسمي الديموقراطية هو هراء. اما عن حمدين صباحي فهو ليس سوي الفقرات العصعصية المتبقية في قبر زعيمه وملهمه جمال عبد الناصر


4 - بسطاء المصريين
عادل الليثى ( 2014 / 4 / 4 - 20:52 )
بسطاء المصريين المتخلفين فكرياً وسياسياً ...أهكذا ترانا ؟
بسطاء المصريين بخبرة ألاف السنين ..هم من أتوا بالإخوان أغلبية برلمانية وهو الطعم الذى أبتلعته أمريكا وحلفاءها ولم يقيموا وزنأً لهؤلاء البسطاء وهم من أزاحوهم من المشهد السياسي وغيروا الربيع العربى لصاح المنطقة العربية بأسرها لا لصالح قوى الشر .
و هم من حزنوا على العراق والعراقيين ورأوا أن أمريكا دمرت وأحتلت ونهبت أثار وثروات العراق .. وللأسف أنت ترى أمريكا مجرد أخطأت وهذا عارك وليس عارنا - وبسبب أخطاء الأمريكيين، تمكنت قوى الإسلام السياسي- هذا كلامك ..نحن لا نريد الديمقراطية التى تريدها لبلادك الأتية لكم عبر أجهزة المخابرات الأمريكية التى سرحت جيشك ليلاً والتى عرت وأذلت وأهانت وأغتصبت شعبك وأنت وأمثالك تصفقون لهم ... بينما كان بسطاء المصريين يعتصرهم الألم على وطن عربى جميل صاحب حضارة ضاربة فى عمق التاريخ ويدركون بحسهم التاريخى قيمته والتى غابت عن المرتزقة والمأجورين ... أظنك الأن أدركت أن السيسي فى قلوب بسطاء المصريين لأنهم قادرون على كتابة تاريخ جديد مشرف يرى التدخل الأمريكى عار لا مجرد أخطاء بسيطة .


5 - من أصدق ما قرأت عن اجهاض ثورة يناير.
أحمد عليان ( 2014 / 4 / 4 - 22:54 )
تحية الأخ بهاء الدين نوري .. و أوافقك كل الموافقة على تشخيصك الدقيق للوضع المصري المؤسف من المنظور الديمقراطي النزيه .. فثورة يناير هي بالفعل ضحية ردة محركها المحافظة على مكاسب العهد السابق ..و مع اعتراضي على سياسة الاخوان الا أني أرى كمعظم العلمانيين الديمقراطيين أن الانقلاب وقع لخدمة الأقلية التي تهددت مصالحها بمطالب الأغلبية المسحوقة .. فالصراع طبقي استغل فيه الجهل و الخوف باعلام وصولي متحيز ، و تسلط قمعي أقسى مما عرف سابقا.


6 - جيفارا الثاتي على الورق
طلال الربيعي ( 2014 / 4 / 5 - 00:14 )
يبدو ان السيد بهاء الين نوري, سكرتير سابق للحشع, قد اكمل مهمته في اصلاح الوضع في العراق وحل مشاكلها في الفساد العارم ووباء البطالة وخراب البنية التحتية وفقر الملايين من الناس وقتل الناس واغتصاب النساء الخ, لينتقل الى مصر ولربما بعدها الى بيرو وسيريلانكا الخ, ليصبح جيفارا الثاتي على الورق فقط.
لا اعتقد ان شعب مصر العظيم بحاجة الى نصائحك يا سيدي. لذا اسمح لي ان اقترح عليك بان توجد لك هواية كلعب الشطرنج او جمع الطوابع او حل الكلمات المتقاطعة او زرع الورد, بدلا من القاء محاضرات من كرسك العاجي عن وضع اميتك فيه تحسد عليها.


7 - مع احترامي ولكن
حليم الاطرش ( 2014 / 4 / 5 - 00:52 )
أعرف أنك مناصل عرك كل أنواع الاستبداد منذ النصف الاول من القرن العشرين بل وقد عرفتك شخصياًُ في فترات ما لذا فاحترامك واجب أخلاقي ووفاء للقيم النبيلة لكني بكل صدق أعتبر ان ما جاء بمقالكم هذا هو اسفاف عن الحقيقة وتجن كبير بحق أروع ثورة واعظم شعب
مع الود ٍٍ


8 - كل اناء بما فيه ينضح-التعليق رقم 2
مراقب ( 2014 / 4 / 5 - 01:01 )
هذه هي ثقافه مؤيدي السيسي وانقلاب العسكر
وقديما قال الفيلسوف الاغريقي تحدث حتي اعرفك
تعليق في سطور قليله جاء كاشفا عن حاله سياسيه كامله وماساه وطن تسلط عليه الدهماء


9 - وكانه منحاز للشعب
احمد مجدي ( 2014 / 4 / 5 - 01:29 )
واستغل السيسي رفض الشعب للاخوان ليقوم بانقلاب عسكري وكانه منحاز للشعب
اوجزت فاوفيت استاذ بهاء
شكرا لك
امثال طلال الربيعي لايقراون الحاله المصريه الا من خلال تقارير المخابرات العامه والمخابرات العسكريه المصريه التي خططت للانقلاب بغيه القضاء التام علي الثوره المصريه
تلك التقارير التي يروج لها تيار من الحركه الشيوعيه المصريه سبق له التواطؤ مع نظام مبارك
ويتواطاون الان مع العسكر وهم مفلسون تماما اخلاقيا وسياسيا الامر الذي يدفع بهم الي تذيل اي سلطه ويمارسون السياسه كهوايه مربحه في كل الاحوال وليس كرساله اخلاقيه وانسانيه


10 - التاريخ لايرتفع ...في التجربة التركية عبرة
عبد الله اغونان ( 2014 / 4 / 5 - 19:15 )

الغريب في بعض المعلقين اعتمادهم حوار الحواري السب والهجاء مما يدل على فراغ جماجمهم.انهم يبحثون فقط عن عنترة أسطوري لاتاريخ له
من الان هناك بوادر تبين أن الانقلابيين في عنق الزجاجة لقد دخلوا المستنقع لاحجة لهم فالاخوان في السجون لكن أنصارهم بالملايين . الواقع الاقتصادي هو الرهان ومن الان هناك صراع سيصل مداه اثناء انتخابات مجلس الشعب حيث ستقصى الأحزاب وشباب تمرد ويدخل الفلول من الباب الواسع
وكأنك يابوزيد ماغزيت
مع أن الكاتب يتبنى منظور المحاصصة في السياسة الا أن وعيه بتناقضاتالحلف المعادي للاخوان صحيحة مع أن ميله الى حمدين صباحي غير دقيق فالرجل من الأحسن أن يلعب دور المعارض الرسمي للعسكر
تلااااااح


11 - سبتة و مليلة أولا
KHALED ALMASRY ( 2014 / 4 / 6 - 05:32 )
سبتة و مليلة أولا ....... الجهاد .. الجهــاد ... الجهــاد يا أبن أغونان .... وا سبتاه ... وا مليلااااااااااا

هيا أيها الأشاوس الأبطال .... الأرض المحتلة المدنسة بالصليبين تناديكم من أجل التحرير .....


لن تحرروا أى أرض ...... أنتم جبنـــــــــــــــــــــاء

لا نامت أعين الجبناء

الحرية كل الحرية للشعب الصحراوى المناضل

لابااااااااااااااااس عليك

اخر الافلام

.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية القادمة


.. اعتداء واعتقالات لطلاب متظاهرين في جامعة نيو مكسيكو




.. مواجهات بين الشرطة الأميركية وطلاب متظاهرين تضامناً مع غزة ب


.. Colonialist Myths - To Your Left: Palestine | أوهام الاستعما




.. تفريق متظاهرين في تل أبيب بالمياه واعتقال عدد منهم