الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهنئة قلبية من الاقليات المهمشة بالشرق الاوسط ومصر بالذات للمناضل جون جارانج --مانديلا القرن الواحد والعشرين ودعوة لانتصار العقل

جاك عطاللة

2005 / 7 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


-

اود ان اكتب تعليقا صغيرا عن حدث هام جدا مر مرور الكرام ولم نحتفل به مع انه يهمنا جدا وفيه مستقبلنا جميعا اقليات واغلبية من عرقيات مختلفة يموج بها الشرق الاوسط
الا وهو توقيع اتفاق السودان وتنصيب جون جارانج الدكتور الافريقى المناضل القادم من ادغال السودان والمحارب الفارس الهمام نائبا لرئيس السودان البشير بعد اكثر
من خمسين عاما من النضال الشعبى الجنوب سودانى

اخيرا انتصر الحق وزهق الباطل

منذ ان -احتل العرب جنوب السودان كانت النظرة العربية متعالية على اهل الجنوب ولم يحدث يوما ان تساوت الرؤوس بين الشمال والحنوب ولا حدثت اى تنمية او تعليم او اهتمام بالمواطن السودانى الجنوبى
بل على العكس كانت نظرة الشماليين للجنوبيين لا تخرج عن كونهم عبيدا لاسيادهم الشماليين رغم ان الجميع يتساوى بلون البشرة ويتفاوتون فقط فى درجتها من اسود فاحم بالجنوب الى اسمربالشمال نظرا لاختلاف درجات الحرارة فقط لاغير

هذا التراث المتعصب الذى اصر العرب الشماليين على تطبيقة على جنوب السودان تمثل ليس فى افقار الجنوب ونزف ثرواته فقط ولكن ايضا فى قتل ابناء الجنوب على اختلاف مذاهبهم واديانهم
وها نحن نرى اليوم وليس امس قتل ابناء دارفور المسلمين السود على يد العرب المسلمين السمر ببشاعة لاتقل عن قتلهم للسود المسيحيين -


-انها العرقية البغيضة وحب القتل والارهاب -وعلى ايه لافضل لعربى على اعجمى الا بالتقوى الرحمة ولألها الصبر والسلوان
فى خلال خمسين عاما وبفضل عرب الشمال وعصاباتهم قتل 3 مليون سودانى جنوبى و نهبت ثروات الحنوب من ماشية واموال وزراعات وبيئه تحتيه من مدارس ومستشفيات وطرق واعيد الجنوبيين ليس الى القرون الوسطى بل الى العصر الحجرى بدون مبالغة

قيض الله للجنوب بمسلميه ومسيحييه الزعيم الدكتور جون جارانج الرجل الذى اشبهه بمانديلا وقاد الدكتور جارانج نضالا طويلا دام اكثر من خمسة وعشرين عاما افضى اخيرا الى اتفاقية سلام ووقعت الاتفاقية الشهر الماضى وبموجبها تم امس باحتفال مهيب لم ينال حظه من الاعلام العربى والاسلامى المفروس لأسباب مفهومة ولكن يعيب علينا ونحن الاقليات المضطهدة الا نعير هذا الحدث التاريخى الاهتمام الواجب وهو النبراس الذى يمكن ان نطالب بنموذج مشابه له فى بلادنا .

ابدأ بتهنئة من القلب للدكتور جارانج وكل هيئه تحرير جنوب السودان ولكل شهداء الحركة وهى بالمناسبة حركه تحريرية لشعب الجنوب الذى يتكون من مسيحيين ومسلمين ووثنيين اى انها حركة قومية علمانية الطابع وهو اعتبرها نموذج لنا نحن المضطهدين بمصر من مسيحيين ونوبيين وسيعه وبهائيين من الحكومة الدكتاتورية المصرية القائمة على حكم السنة المصريين فقط بدون سند قانونى ولا شرعية

نجاح الدكتور جارانج وهيئته العلمانية فى فرض تسوية يضمنها القانون الدولى والامم المتحدة والدول العطمى يجب ان يكون نبراسا لنا فى النتائج وليس فى طريقة الحرب الاهلية التى املتها على جارانج ظروف السودان المعقدة و تعنت الحكومات السودانية المتعاقبه التى اذلت شعب الجنوب واعلنت ضده حرب ابادة عرقية وحرب عقيدية ايضا وجهاد ارهابى دمر الجنوب تماما

من هنا الح على قادتنا المستنيرين قادة الراى والخبراء والمتخصصين اقباطا ومسلمين نوبيين وشيعه وبهائيين وسنة و لا دينيين ان نتكاتف و نضغط على الحكومة الدكتاتورية العنصرية بمصر لتتنحى

ولنصل الى تفاهم ايجابى واضح بيننا يمهد لقيام عقد اجتماعى جديد ودستور جديد يكرس حقوق الانسان ولا يميز --ولا يضع دينا للدولة -
و يتبنى الديموقراطية العلمانية
ولنتخذ من حالة السودان نبراسا لنا اذ انه لوكان هناك عقلاء بشمال السودان لاستنتجوا ان هذه المليارات المهدرة بالحروب العبثية الاستئصالية وهذا التخريب الشديد كان يمكن تجنبه لو نحوا عقيدة الجهاد والاستئصال العرقى ومحاولة التهميش والاستعباد والقتل جانبا ولو جلسوا على مائدة مفاوضات مستديرة من اولها
ولربما كانوا اليوم من الدول المتقدمة بدلا من هذا التخلف الشديد

هذه الرسالة موجهه لكل العقلاء والمستنيرين بمصروكل العالم العربى والاسلامى

درس السودان ونضال جون جارانج امامكم وعليكم ان تختاروا وتتعطوا ولا تسيروا وراء الحكومة المصرية الحالية الفاقدة الشرعية حيث انها تدفع مصر دفعا لحرب اهلية تماثل حرب السودان ولا تتعظ بالنتائج--ان اضطهاد الاقباط والنوبيين و الشيعه والبهائيين يدفعهم دفعا لتلمس طرقا اخرى لوقف هذه الاضطهادات والاعتداءات والاغتصابات و التمييز ضدهم يوميا من الدولة ومن امنها وكافة اجهزتها ازهر وجيش وبوليس و صحافة وتليفزيون .

والفرص المتاحة لنا محدودة والزمن ضيق و درس جون جارانج سيبقى طازجا لنا وفى ذاكرتنا
ونأمل ان ينتصر العقلاء ونحصل على نتائج ماحصل عليه جارانج بدون حرب تستمر ثلاثين او اربعين عاما بيننا
تعيدنا نحن ايضا للعصر الحجرى

جاك عطالله

طبيب وكاتب سياسى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناريوهات خروج بايدن من السباق الانتخابي لعام 2024


.. ولادة مبكرة تؤدي إلى عواقب مدمرة.. كيف انتهت رحلة هذه الأم ب




.. الضفة الغربية.. إسرائيل تصادر مزيدا من الأراضي | #رادار


.. دولة الإمارات تستمر في إيصال المساعدات لقطاع غزة بالرغم من ا




.. بعد -قسوة- بايدن على نتنياهو حول الصفقة المنتظرة.. هل انتهت