الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوجلان: قائد وقضية

سيهانوك ديبو

2014 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



الفيلسوف الكردي عبدالله أوجلان و هو المتيّم بالجبال، حتى سُميَّ في الفترات الأولى من حياته من قبل أقرانه( المتيّم بالجبل)، كثيرا ما كان يمشي في براري أورفا، و يفكر و كأنه يكاد يسمع أصوات عالقة للذين مرّوا في هذه السهول و الجبال و الوديان، كان أوجلان يردد كثيرا : أنني اذا ما تنكرت لكرديتي فهذا معيب جدا، إذن ما معنى ان أكون كردياً ولا اصنع شيء لكرديتي"، و هذا هي أولى المحاكمات العقلية التي كان يرددها، و في الفترة الأولى من تعليمه في مدرسة " جبين" و التي كانت تبعد خمسة من الكيلومترات من القرية التي ولد فيها( قرية عمارة) في مثل هذ اليوم من الرابع من نيسان 1949، و جبين هي قرية أرمنية تركها الأرمن تحت وطأة المذابح و خاصة الأخيرة منها في 24 نيسان 1915، أوجلان ( آبو) أدرك و منذ اللحظة الأولى من (الادراك البسيط في بداية حياته) تمييزا على أساس العرقية ، جبين الأرمنية و العديد من القرى العربية المحيطة بقريته الكردية و كلهم يتكلمون التركية، الأرمن و العرب تم القضاء عليهم من قبل الدولتية التركياتية و العرب تم إبادتهم ثقافيا، فقط الكرد في شمالي كردستان يتأرجحون كي يلحقوا بالآخرين المُبادين، هذا التصور الأولي الذي ظل عالقا في باله : كيف يكون كرديا و لا يفعل شيئا لكرديته و للأقوام الأخرى التي انهال من ثقافاتها أيضا، و الحل برأيه ليس بطمس جديد و إبادة جديدة و ابتلاع جديد للهوية، لكن الهوية تُدرك بشكل كامل و نقي فقط إذا ما تم تقسيم الهوية على أساس الثقافي و ليس العرقي، و التقسيم الأخير هو تقسيم نمطي، مسيئ في الاستخدام و مثير للكراهية و الخلاف، بينما على الأساس الثقافي مُوَّحد و جامع و يمثل التاريخ و الجغرافية على أساس المكان، فتاريخ الميزوبوتاميا مبنيٌّ على أساس الثقافات و ليست الأعراق و القوميات، و الأخيرة الثاقفة و المثاقفة القومية و ليست الثقافة، هي مصطلح و منهج تم الأخذ به - أكثر- في القرن التاسع عشر، و لا زلنا؛ بل و لا زالت علة الانزياحات و تحت غطائها كانت و تكون الحروب، كان هدف نابليون تسييد القومية الفرنسية، و كان بسمارك يبغى ذلك قومويا، و كان الحال لدى هتلر و موسوليني، و اللحظات التي نعيشها تؤكد أن أي معتدً يتكلم قبل اعتدائه باسم القومية و التنميط القومي. فيؤكد أوجلان ان الكُرد يمتلكون تاريخا مذهلا و عميقا لا يقل عن تاريخ و عراقة الثقافات الأخرى؛ و حسبه فإن أول تجمع بشري في التاريخ بدأت من حضارة الغوندانة السومرية و تعني ( الغوند gond- القرية)، و من أجل الحلول يعتقد ان التاريخ الامثل هو التاريخ الثقافي وليس التاريخ العرقي حيث يقول:"ان التاريخ العرقي هو ظاهرة بمفردها ، واشمل انواع التاريخ هو التاريخ الثقافي، و البعد الثقافي عامل هام في نشوء الأمم" .
أكثر الأحاديث التي ظلت عالقة في بال أوجلان و هو الصغير ، عن الويلات التي ارتكبتها التركياتية في زمن محمد رجب باكير رئيس تركيا و رئيس حكومته محمود سكا و كلاهما من حزب الشعب الجمهوريCHP عندما قامت الحكومة بقمع انتفاضة سيد رضا في ديرسم عام 1947 كانت تُحكى في حضوره من قبل الذين عايشوها، و الثانية عندما تم اغتيال رئيس وزراء تركيا عدنان مندريس رئيس الحزب الديمقراطي المنشق من الجمهوري في 27 مايو 1960 و هو الذي استلم دفة الحكم في 22 مايو 1950.
الحادثتين أثارت استفهامات كثيرة لديه و ظلت مصاحبة له حتى عندما توجه لدراسة العلوم السياسية في أنقرة 1971و بعدها بعامين أسس مع مجموعة من الطلبة اليساريين من الكرد و الترك ، سماها فيما بعد بمرحلة الطلبة اليساريين، حتى عام 1978 عندما أسس مع مجموعة من الثائرين حزب العمال الكردستاني وفق ثلاثة استراتيجيات: النهوض و التوازن و الانطلاق، و في العام 1984 أعلن مع رفاقه عن ثورة 15 آب 1984 و هي تمثل فارقة نوعية من أجل التحرير من فكي الابادة الثقافية.
يقول أوجلان: ( لو خُيِّرتُ، لكنت انكببت على أعمالي في أي مكان أطأه، في قريتي، على سفوح جودي، على حواف جبال جيلو، في محيط بحيرة وان، و في أحضان جبال آغري و منذر، و بينغول، و على شواطئ نهري الفرات و دجلة، وصولا إلى سهول أورفا و موش و إغدار، و كأنني بالكاد أنزل من سفينة نوح الناجية لتوها من الطوفان المريع، أو أهرب من الحداثة الرأسمالية كهروب ابراهيم من النماردة، أو موسى من فرعون، أو عيسى من أباطرة روما، أو محمد من الجاهليين، متكئا إلى ولع زرادشت بالزراعة، ورأفته بالحيوان، و مستوحيا إلهامي من تلك الشخصيات التاريخية و من حقائق المجتمع.....)
و عن الحل الأكثر نفعا للقضايا الشرق أوسطية، يراها أوجلان في الأمة الديمقراطية؛ قائلاً:( ...تسعى الأمة الديمقراطية إلى تكوين نفسها، بإعادة المعنى الحقيقي إلى التاريخ و الثقافة. أي، و كأن التاريخ و الثقافة المعرضتين للتشويه و الإبادة يشهدان النهضة في خضم التحول الوطني الديمقراطي....)
و الأخلاق عند أوجلان ترتبط أيّما ارتباط بالسياسة، بل لا يمكن اعتبار لأية سياسة عندما تفتقر الجانب الأخلاقي؛ و في هذا المنحى يقول الفيلسوف أوجلان:( إنْ كانت وظيفة الأخلاق ممارسة أفضل الأعمال، فوظيفة السياسة إيجاد أفضل الأعمال. إذا ما انتبهنا، فالسياسة تحمل البعد الأخلاقي، بل و ما يتعداه أيضا. و الضلال الهام الموقوع فيه هو التفكير بالسياسة بالتداخل مع المصطلحات ذات الأحجام الكبيرة من قبيل الدولة، الامبراطورية، السلالة، الأمة، الشركة، و الطبقة و غيرها، أي أن التفكير بالسياسة بالتداخل مع تلك، أو مع مثيلاتها من الواهر و المصطلحات قد يحط من مستوى معناها)
مؤلفات عبد الله اوجلان :
القائد الكردي عبدالله أوجلان له أكثر من عشرين مؤلفاً يتناول فيها مواضيع مهمة تخص السياسة و الفكر و الاجتماع و الفلسفة، لكن أعتقد أن أبرز ما تطرق إليه أوجلان هو فلسفة التاريخ و خاصة في المرافعات الخمسة الأخيرة و الموسومة بمانيفستو الحضارة الديمقراطية، يبدأ من المجلد الأول من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية و يختم بالمجلد الخامس القضية الكردية و حل الأمة الديمقراطية، في هذه المجلدات الخمسة يطرح دقائق التفاصيل المجتمعية و يخوض فيها جدلا بين ثنائية الكوانتوم المجتمعي، في الظهور المبتدأ للإنسان في المجتمع الزراعي الأول، و يشير إلى وجود ذهنيات مختلفة، بعضها تمثل السلطوية و بعضها الثورية، و طبقات متوسطة أغلبها متواطئة مع السلطويين، و الرهبان السومريين و الرجل المخادع ما زالا قيد الوجود و في أشكال و حلل مستجدة، بالإضافة إلى ذلك؛ هناك الرغبة الموجودة و منذ فجر التاريخ المجتمعي و حتى اليوم من أجل التحرر.
التاريخ مادة أساسية للبحث في حركية الانتقال للمجتمعات و الحضارات عند أوجلان؛ و لا ينفك في دراسة التاريخ عن الأساطير التي وجدت في بلاد الميزوبوتاميا، و التاريخ عنده حيّ بل حتى نبقى أحياء لا بد من الرجوع إلى أحضان التاريخ، لا لنغيره؛ التاريخ لا يتغير، إنما لتغيير مستقبلنا من تاريخنا نفسه؛ حسب أوجلان نفسه.
الوعي و فلسفة الوعي و الفلسفة الشرقية على عمومها من الفلسفة الاسلامية و حتى الاغريقية مصدر آخر رئيسي من مصادر فلسفته، يُضيف إليها رؤيته النقدية إلى فلسفة ماركس و انجلز اللذان – و حسب أوجلان- خدما الرأسمالية أكثر من خدمتها لنفسها.
حسب ابن خلدون و بفعل العصبية ( الانتماء الكلي) هي التي غيرت المجتمعات، بحسب سقراط و الأبيقوريين الأخلاق هي التي تغيير المجتمعات، و بحسب هيغل الوعي هو الحاسم في التغيير، ماركس و انجلز اعتبرا أن الاقتصاد هو سر الانتقال، لأوجلان رؤية مختلفة عدها أن الحسم في العملية التغييرية الشرقية تعود إلى الذهنية الثورية التي تخلق وعيا حقيقيا و تعمل لخلق حالة اقتصادية و ثقافية يتمتع بها المجتمع الثائر، و يحقق في نهاية المطاف الانتماء إلى الكل الديمقراطي " الأمة الديمقراطية" و على أساس التقسيم الثقافي لا القومي و العرقي وحده.

أهم الكتب و المجلدات التي ألفها أوجلان :-

1- المسألة الشخصية في كردستان.
2- ملحمة الانبعاث
3- الاشتراكية المشيّدة
4- قضية الظاهرة الكردية في الشرق الاوسط وسبل الحل المحتمل
5- عبد الله اوجلان مختارات ، الكتاب عبارة عن لقاءات وبيانات .
6- عبد الله اوجلان مسيرة روما ويضم هذا الكتاب عدد من البيانات الصادرة من اوجلان
7- حوار مع نبيل الملحم حمل عنوان قائد وشعب .
8- حوار مع المفكر، (يالجين كوجك) .
9- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية
10- العصرانية الديمقراطية و قضايا تجاوز الحداثة الرأسمالية
11- أزمة المدنية و حل الحضارة الديمقراطية في الشرق الأوسط
12- سوسيولوجيا الحرية
13- القضية الكردية و حل الأمة الديمقراطية
14- الدولة – مختارات من مرافعات القائد عبدالله أوجلان
15- الدفاع عن شعب
16- الكردي الحر- هوية الشرق الأوسط الجديدة
17- مرافعات أورفا
18- مرافعات أثينا
بالإضافة إلى مئات المقالات و حلقات البحث و التدريب الأكاديمي و الأيديولوجي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش