الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلم (تحت رمال بابل) انجاز سينمائي عراقي اخر

سمرقند الجابري

2014 / 4 / 5
الادب والفن


منذ ان سمعت في الاخبار عن فوز الفلم العراقي ( تحت رمال بابل) للمخرج العراقي محمد الدراجي ، حتى طفرت دمعة فرح اخرى من قلبي ، لان هناك من عمل لاجل صناعة سينما عراقية جديدة كي ينقل الى العالم وثيقة تاريخية لما حصل في بلدي .
منذ اليوم الذي رأيت فيه الفلم السابق للمخرج محمد الدراجي( احـــلام) الذي يتحدث عن تغير الحكم في العراق ودخول الامريكان ، والفلم الذي تبعه ( ابن بابـل ) الذي روي قصة أم تبحث عن ابنها في المقابر الجماعية ، الفلمان كلاهما حفرا قلبي واجريا دمعي وحركا عاطفتي ، لذا كنت على شوق لرؤية جديد هذا المخرج الشاب وكادره الشبابي.
يوم العرض في المسرح الوطني الذي امتلأ بالحضور يوم الخميس الموافق 27 اذار ، وصادف اني قبل يوم الافتتاح متواجدة في المسرح لرؤية مسرحة ( فوبيا) وقد وصلت مبكرة للمسرح وكان زميلي مهند حيال عصبي المزاج لان هناك من منعه من تعليق لافتة دعاية الفلم ، غير ان دعاية العرض انتشرت بطرق اخرى رغما عن من حاولوا تأجيل العرض الفلم للمرة الثالثة وعبر الهواتف الجوالة ووسائل الاتصال الحديثة فلم يكن من عارض تعليق اللافتة مصيبا في مناصبة العداء لشباب عملوا كي يقدموا فنا جميلا.
جدير بالذكر ان اتحدث عن الفلم قليلا :
تحت رمال بابل فلم من 92 دقيقة ، يتحدث عن شهادات شهود عيان كانوا متواجدين في الانتفاضة الشعباينة التي حصلت عقب حرب العراق على الكويت 1991، تعتبر الانتفاضة الشعبانية التي قامت بها مدن الجنوب اول بذرة التغيير واسقاط النظام الدكتاتوري ، وقام النظام المقبور بحملات قتل واعدامات وتعذيب وحشية للمدن التي قامت بتلك الانتفاضة ، تروي قصة الشاب ابراهيم الذي اعتقل وهو جندي عراقي لا ذنب له وزج بين صفوف المنتفضين ، وشاهد عيان اخر وهو مصور فوتوغرافي ، والرجل الذي فقد نظره نتيجة الضرب والتعذيب ، وكان شهود العيان متواجدين على المسرح يوم العرض واعتلوا المنصة مع كادر العمل ليقوم الجمهور بالتصفيق لهم ، ولدى عرض الفلم سمعت رجلا اجهش بالبكاء ، وقالت لي صديقتي الشاعرة "آية منصور "انها تألمت كثيرا لرؤية الفلم فهي سمعت بالاحداث لكنها لاتعرف بالضبط ما الذي حصل وقتها في العراق لانها كانت طفلة .
صورت المشاهد في مدينة بابل التي شهدت مقابر جماعة ،حيث كانوا يؤمرون السجناء بحفر قبورهم بايديهم ويتم اطلاق النار عليهم وهم معصوبي الاعين، لتقوم الجرارت بدفنهم واهالة التراب عليهم والسير فوق جثثهم جيئة وذهابا، مشهد النهاية مؤثر لنساء يرتدين العباءات ويندبن شابا في قبر وقد اسجي ثوب زفاف فوق قبره لانه لم يتزوج يتقدم موكب التشييع النسوي فتاتان بعمر الورد يحملن فوق رؤوسهن صواني الشموع ، المقطع الذي اعجبني أن احدى السيارات العسكرية التي تقل السجناء الى موقع الدفن حين يقوم الشاب ابراهيم باخراج يديه من ثقب في احدى تلك السيارات وهو مقيد اليدين ويؤدي حركة باصابعه الواهنة توحي بالعزف على آلة البيانو، فلقد كانت تلك حريته الاخيرة للتعبير فكل ما كان يحلم فقط هو العودة الى بيته ورؤية امه وزوجته وطفله المترقب.
في عام 2009 تم اكتشاف ما يزيد عن الـ 300 مقبرة جماعية في عموم العراق ورغم مرور عشرة اعوام على تغير النظام الحاكم في العراق لا تزال هناك جثث مجهولة الهوية وأسرهم لا يملكون اجوبة شافية لاسئلتهم .
السيرة الذاتية للمخرج محمد جبارة الدراجي :
- ولد في بغداد ، درس الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في أكاديمية وسائل الإعلام MEDIA ACADEMY بهيلفيرسيم HILVERSEM.
- إلى المملكة المتحدة لاستكمال درجتي الماجستير في التصوير السينمائي والإخراج في كلية السينما الشمالية NORTHERN FILM SCHOOL في ليدزLEEDS.
- حاز على جائزة طالب كوداك المرموقة PRESTIGIOUS KODAK STUDENT AWARD عن أفضل إعلان في التصوير السينمائي.
- بعد سقوط نظام صدام حسين في 2003، عاد محمد إلى العراق ليصنع أول فيلم سينمائي طويل "أحـــلام"، الذي تناول حالات الفوضى و الارتباك في العراق التي سببتها الحرب عقب ثلاثة عقود من الديكتاتورية. وعُرض الفيلم في أكثر من 125 مهرجان سينمائي عالمي، وحصل على جوائز كثيرة تزيد عن 23 جائزة، وكان الفيلم الذي يمثل العراق في الأوسكار وجولدن جلوب عام 2007..
- 2008 قام بتصوير فيلم "ابن بابل" الذي حصل على جائزة افضل فيلم عربي في مهرجان أبوظبي للأفلام 2013.
- اخرج فلم ( عراق حب وحرب ورب جنون ) 90 دقيقة 2008.
- اخرج فلم ( في احضان امي ) 86 دقيقة 2013.
- محمد الدراجي المؤسس المشارك لشركة HUMAN FILM للإنتاج السينمائي التي حازت على جوائز عديدة ويقع مقرها في المملكة المتحدة وهولندا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة أسطورة الموسيقى والحائز على الأوسكار مرتين ريتشارد شيرم


.. نحتاج نهضة في التعليم تشارك فيها وزارات التعليم والثقافة وال




.. -الصحة لا تعدي ولكن المرض معدي-..كيف يرى الكاتب محمد سلماوي


.. كلمة أخيرة - في عيد ميلاده.. حوار مع الكاتب محمد سلماوي حول




.. لماذا تستمر وسائل الإعلام الغربية في تبني الرواية الإسرائيلي