الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كنت اكتب عن رجال في الذاكره

عبد الرزاق حرج

2005 / 7 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


حين حزمت حقيبتي وخرجت من بيتي شمال السويد صباحا...ركبت الباص المتجه صوب أستوكهولم...انا وتذكرة الطائره التي توصلني الى سوريه...كلي اشتياق في ملاقات الاحبه والاهل وبيوتات اليسار الرسمي التي يسكنها خيرة الاصحاب في وطني الخرب ...استقبلوني اصدقائي مساءا في استوكهولم,,,كانت الطائره تطير ليلا ...بقينا في استوكهولم نتجول في مدنها المصفوفه في الخضار وسنترها العاج في مسيرة الناس من شتى بقاع العالم ...النساء السويديات فرحات من اصدقائهم الاجانب وهم يسيرون الهويدا الهويدا وكركراتهم تلاحقني في مسامعي الحاضن ذكريات وطني الخرب..القطارت المنتظمه في اوقاتها التي يمتطيها ركابها من شتى ارجاء العالم ..البواخر السابحه في البحار كمدن تسبح في البحر ....ودعت اصحابي في مطار استوكهولم ...سلمت حقيبتي الى موظفة المطار وأتجهت الى مقاهي الانتر نت لكي اقضي بعض الوقت حين يأتي موعد اقلاع الطائره ..حلقت الطائره السوريه من مطار استوكهولم ليلا في أعالي سماء السويد ...المدن السويديه ضاويه في بساتينها الخضراء,,,, نحن ننظر من نوافذ الطائره الى هذه المدن النائمه والهادئ في جزر وبرك الطبيعه الخضراء ...جاءت عربت العشاء السوري ...طلبت طعام خفيف وكأس ويسكي ..بعدما احتسيت الكأس وأنا اقلب صفحات جريدة الشرق الآوسط ...فتحت حزام مقعدي وأرستخيت الى القيلوله ونمت ......استيقضت على مذياع صوت كابتن الطائره وهو يقول شدوا الاحزمه نحن الآن نتجه الى مطار حلب ...وصلت الطائره فجرا ..نزلت بعض الركاب وصعدوا ايضا بعض الركاب الذاهبين الى دمشق ...توقف عوم الطائره في مطار دمشق صباحا ..ترجلنا من الطائره الى اراضي دمشق بعد ما انهينا كافة مستلزمات السفر في الدخول الى سوريه ...ركبت التاكسي انا وحقيبتي بعد ماأتفقت مع السائق ان يذهب الى الشام ...تستيقظ دمشق على زعيق السيارات الناشطه في سيرها الغير منتظم..كان يساومني السائق في شقه مريحه مع سيده مريحه في مكوثي في الشام ..اعتذرت من هذه المساومه لآن كنت ذاهب الى بلدي في حنيني الفطري ...وصلت التاكسي الى مقهى الروضه في منطقة ..الصالحيه شكرت السائق على عرضه ودفعت الآجره ...بعد ماأعطى لي >كارت>عنوانه ...دخلت الى مقهى الروضه... كان من زوار المقهى الآوائل المستديمين... الشخصيه غريبة الاطوار >ابي حالوب >بعد السلام وطلب الشاي والحديث السريع ...ابقيت حقيبتي مع >ابي حالوب >...ذهبت الى الخطوط العراقيه وحجزت رحلتي الى بغداد عن طريق الطيران ...قطعت تذكرة الطيران بعد ماعرفت وقت الرحله ...ركبت تاكسي وقلت الى السائق الى السفاره العراقيه ...نزلت من التاكسي التي توقفت امام السفاره ...دخلت في ألازدحام البشري الواقف امام السفاره وكاتب العرائض يدون مطاليب ومستلزمات التجمع البشري ...في الحصول على الجواز العراقي والفيزا ووووالخ...سألت الذي يكتب العراض
انا كيف احصل على فيزا في الدخول الى العراق لكوني املك جواز سويدي عادي
اجابني الكاتب المتعب من تدوين العرائض ..اخي عندك جنسيه وشهادة جنسيه
قلت له ..نعم
قال لي ..اذن ميحتاج فيزا طالما عندك جنسيه وشهادة جنسيه
نادت بعض الاوساط المزدحمه ..اخي انت عراقي ..طالما عندك مستلزمات الهويه العراقيه
شكرت الجميع ووقفت تاكسي وأمرته في الذهاب الى مقهى الروضه مباشرتا ...التقيت في >ابي حالوب >وشخصيه تشكيليه عراقيه ..اخبرتهم في الانجازات اليوميه التي حصلت عليها ..باركوا لي في الوصول الى بلدي في السلامه وقبلتهم مشكورا من هذه الامنيات الطيبه ...أخذت تاكسي الى مطار دمشق وجثتي المتعبه تطالبني ان أزيل منها مشاقات السفر الذي اصبح هندامي لصق في جسدي المرهق ..لكن سافرت الى العراق ..بعد ماتركت بلد الشام في رحله خاطفه ...الشام الذي ادخل لنا اوليات الاديان السماويه والخطاب القومي ومدارس الفكر الماركسي ...لكن الان ترزح هذه المدارس في نهاية التاريخ....والعصر يقدم لنا العولمه وتناقضاتها وتكنولوجيتها وثوراتها العابره عصورها المتخلفه ...لكن يبقى قانون ماركس حول استغلال الانسان وتحريره صالح في محاربة شرور الاستغلال الطبقي وفوارقه المعيبه ...صعدت الطائره المتجه الى مطار بغداد ..جلست على أحد المقاعد الطائره وكان بجانبي احد العراقيين الراحلين من المانيا الى العراق ...قضينا الوقت انا وصديقي والمضيفه الكرديه الجميله ...بعد ماعرفت نفسها انها من سكنة بغداد اليرموك ...قالت لنا هذه المره الاولى تأتون الى العراق
..اجبتها نعم
قالت ...وسحنات وجهها الجميل الذي يدفع الخجل عنوه ...لالالا تصددموا مايجري في البلد من كوارث طبيعيه وأعمال أرهابيه وخدمات اجتماعيه منسيه ...أرادت ان تكمل الحديث وأسنانهاأللاصفه تعطي انطباع على خراب البلد ...بقينا نحوم في اعالي بغداد الخربه ثلاث ارباع الساعه حول بغداد لمتطلبات الامنيه ...نزلت الطائره في مطار بغداد وتصفيق الركاب عم في داخل الطائره حول وصولها بسلامه ...ركبنا باص المطار مع احد الجنود الامريكي الزنجي وأصوات الغبار يلاحقنا كأرهاب المنتشر والسابح في عراقي ...الذي تمضغ فيه الغربان والوحوش الكاسره ...بعد دخولي الى مطار بغداد الذي اصبح كسوق شعبي والقمامه تحيطه من كل جانب وركن في زواياه وغرفه والحرس يحيطوك بتأهب المعركه ...انهيت اوراقي بعد ماأخذوا مني مبلغ الفيزا قدرها >85>دولار ..لاأعرف الاسباب ...بالرغم معي الجنسيه وشهادة الجنسيه لثبوت عراقيتي ....سرت مع الحقيبه الى السيارات الحديثه ورفضوا ان يذهبوا معي الى >ابو دشير >لاأنها منطقه يسكن فيها القتله والمجرمين ...قال لي السائق ...اخي أنا مامستعد ان افقد سيارتي ...بقيت في حيره من امري ...لكن في هذه اللحظات الحرجه ..اتى لي احد السواق ...قال لي اين تريد ان تذهب
قلت له..عزيزي انا اريد ان اذهب الى ابو >دشير>...
قال اصعد ولكن تذكر معي اصحاب يريدون ان يذهبوا الى بيوتهم ...هل توافق على ذلك علما ينزلوا في الطريق ...ووافقت على ذلك ..انطلقت السياره وسط الشوارع الخربه من التفخيخ وهياكل السيارات المفخخه المركونه على امتداد شوارع المطار ... مررنا على البياع الذي تحول الى قمامه من الزبل وبيوته المهدمه ...الذي كان من المدن الجميله ...توقفنا لبعض الساعات في زحمت الشوارع ...لان هنالك رتل امريكي ...اجسادنا تحولت الى قطع قماش ينضح منها العرق وروائحه الكريه ...وصلت الى مغارات عائلتي ...استقبلتني شقيقتي في الاحضان والدموع تسبح في جفنيها وقبلتني بناتها المراهقات وهن فرحات في وصول خالهم من الغربه ...جلست في مغارتهم الحيوانيه ...حضروا لي الحمام القذر وبابه مسقوف في احد البطانيات العفنه ...جاء اخوتي وأخواتي ...طشوا فوق رأسي الجكليت والزغاريد تتبعها ودموع الفرح تجري من فتحات عيونهم التي أكلها لهيب الحر والجوع والخوف والحذر من تفخيخات الآرهاب .........يتبع









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق التسلح العالمي يحتدم في ظل التوترات الجيوسياسية


.. جنوب إفريقيا تقدم طلبا عاجلا لمحكمة العدل لإجراءات إضافية طا




.. إخلاء مصابين من الجيش الإسرائيلي في معارك غزة


.. هجوم روسي عنيف على خاركيف.. فهل تصمد الدفاعات الأوكرانية؟ |




.. نزوح ودمار كبير جراء القصف الإسرائيلي على حي الزيتون وسط مدي