الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصبحون على وطن!!.. «الإنسان.. حيوان يصطاد»!!

كمال مراد

2005 / 7 / 10
كتابات ساخرة


يزداد الحديث هذه الأيام حول «مكافحة الفساد والمفسدين».. وذلك بعد سنوات من القصف التمهيدي، المركز والعشوائي في البحث والتقصي عن مفهوم «الإصلاح» وأولوياته ضمن عالم اليوم المليء بالأحداث والمتغيرات على الصعد كافة..
وبعد أن أُشبعنا من الندوات والخطابات التي تبحث في اتجاهات الإصلاح السياسي والاقتصادي ـ الاجتماعي.. لم يبق علينا إلاّ أن نستعد للولوج إلى المرحلة التنفيذية، وهي يوم الحساب العظيم لجميع المفسدين والفاسدين..
ولأن آلية الفساد بمنتهى التداخل والتعقيد.. وهي أشبه بشباك العنكبوت.. كان لا بد من وضع آليات محكمة وفعّالة لمحاربة ذاك الفساد اللعين!!..
ولأن آليات مكافحة الفساد بحاجة لصناعة متقنة.. كي تستطيع أن تخوض معركة المواجهة بأقل الخسائر، أو دون خسائر.. مع العدو اللدود المتمثل في آليات الفساد الخبيثة المستشرية في مفاصل البلاد والعباد.. كان لا بد من اتخاذ خطوات اسعافية استثنائية لوقف هذا النزيف الوطني الكبير.. واستعادة المتضررين الثقة بإمكانية الخروج من هذا الوباء الخطير..
وبالنظر إلى أن الفساد قضية أزلية تحكمها طبيعة الإنسان في حب الامتلاك منذ أن أقدم الطمّاع قابيل على قتل أخيه هابيل.. واستناداً إلى القرآن الكريم الذي أورد خمسين آية تضمنت شتى أنواع الفساد مبينة خطورته ونتائجه السيئة.. ومحذرة المفسدين بالويل والثبور وعظائم الأمور.. كما في قوله تعالى: «وأصلح ولا تتبع المفسدين».. كان لا بد أن تأخذ هذه الآليات وقتها، وإن طال الزمن.. كي لا نقع في المحظور.. وننام بين القبور!!..
وعطفاً على مجريات الواقع.. ونتائج التحقيق في ملفات الفساد السابقة «للجنة الكسب غير المشروع» التي أُطلقت وعُطّلت في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، والتي كانت تحت شعار: «من أين لك هذا»؟!..
وبعد أن تحول الكثير من المتهمين، بقدرة قادر، إلى أصحاب قرار.. بعدما غسلت أموالهم السوداء ونفوذهم تاريخهم الملوث القذر!!.. كل ذلك يدعونا للسؤال عن إمكانية لجم مثل هذه القوى في الظروف الحالية؟!..
بعد كل ذلك وذاك.. ازداد خلط الأوراق.. وأصبح الجميع يتحدثون عن امتلاك آلياتهم ومعداتهم لمكافحته.. كل على طريقة مصالحه..
ولأن اقتصاد السوق «طلعت ريحتو»، ولا اجتماعي بطبيعته.. كان لا بد أيضاً من إعادة النظر بهذا المفهوم «الحوتي» لإعطائه شكلاً «اجتماعياً» ملطفاً يوحي بتحقيق مصالح الغالبية الساحقة من أبناء البلد.. تحت شعارهم: «حسب السوق بنسوق»!!.. ليسوقوا لنا الأوهام مجدداً.. وتعاون في صياغة هذا الشعار كل جهابذة اقتصاد السوق المرموقين، بمباركة ودعاء من غرف التجارة والصناعة بعد أن حسموا النقاش في مسألة: هل الإنسان حيوان ناطق.. أم هو حيوان عاقل.. أم حيوان يعمل.. ليقولوا حكمتهم البليغة: «الإنسان.. حيوان يصطاد».. مع تبديل السوق بالغابة!!..
وهذا ليس افتراءً على قراءتهم.. فبعد أن أصبح السيد الدردري نائباً لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية.. بث التلفزيون السوري لقاءً مطولاً معه حول واقع ومستقبل الاقتصاد السوري.. وكم كنت سعيداً لتماسك السيد دردري واعتباره أن الاقتصاد الوطني مازال حتى الآن بخير.. رغم كوابيس المسؤولية التي تجعله ينهض من النوم فزعاً.. ليعاود النوم بعد أن يستعيد ثقته.. إلاّ أنه يؤكد حتمية وضرورة الصراع التنافسي الحر في الأيام القريبة القادمة بين قطاع الدولة والقطاع الخاص.. كي يكون التنافس شريفاً، ولا يعود قطاع الدولة عبئاً على ميزانية الحكومة.. وبالنتيجة البقاء للأقوى، أي للأصلح (ضمن لعبة اقتصاد السوق).. وطبعاً لا ينسى الجانب الاجتماعي الذي تلحظه الحكومة.. من خلال ما يُسمى بـ «اقتصاد السوق الاجتماعي»!!.. ناسفاً بشكل كامل مفهوم السيادة لقطاع الدولة..وتحدث عن الإمكانيات الكبيرة المتوفرة في سورية، عكس الكثير من دول العالم، والتي تؤمن الأرضية الأفضل لرجالات الاستثمار عرباً وأجانب..
وحياكة على المنوال نفسه.. يطرح البنك الدولي واجهاته الاجتماعية ومبادراته «لمحاربة الفساد والاحتيال».. محاولاً أن يُنسينا دوره ووصفاته في الإفقار والخراب والمديونية والمجازر والفساد والإفساد أينما حل!!..
ولأن الهواء بات مشبعاً بالفساد.. ولأن الفساد في أفضل أشكاله فسادٌ، وإن علبوه في هاتف محمول.. فإن رائحة الفاسدين تدل عليهم مهما طغت رائحة البخور والبرفان والعطور!!..
الرائحة في ازدياد.. الوجع في ازدياد.. والضعف يأتي بهدوء.. إن قبلت به مرة تملكك على الدوام!!..
■ هل ينهض ضحايا الفساد.. قبل الاصطياد؟!..
■ سؤال لا يقبل الانتظار!!..
■■










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل