الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير السياسي في العراق: حقيقة أم وهم

شاكر الناصري

2014 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


حين تكون في العراق، ستكتشف الرغبة العارمة لدى أوساط واسعة ومتباينة التوجهات والأفكار والانتماء بالتغيير، تغيير الأوضاع السياسية القائمة وإعادة صياغة ما يسمى بالعملية السياسية التي لم تنتج سوى المزيد من الأزمات المتعسرة التي تدفع بالعراق والعراقيين، يوماً بعد آخر، نحو المزيد من المخاطر وترسم للجميع ملامح مصير معتم.

هناك، فان حديث الانتخابات وصراعات أقطاب السياسة والموازنة العامة والأنبار والحرب ضد داعش والإرهاب وفساد السلطة وقواها النافذة وانفصال الإقليم والتقسيم والتفكك وتأسيس الأقاليم...الخ هو الحديث السائد والذي يسرق كل اجواء الهدوء والراحة بين إفراد العائلة الواحدة. تحول المالكي بصفته رئيساً لمجلس الوزراء ووزيرا لعدة وزارات حساسة يديرها بالنيابة، الى نقطة خلاف جدية داخل أوساط واسعة من العراقيين، يقف معه الكثير في توجهاته المعلنة تدفعهم مصالح ومخاوف كثيرة اخرى، في حين يقف ضده في الجانب الآخر الكثير أيضا من الذين تساورهم الشكوك حول ما يخفيه من مساع واضحة للسيطرة والانفراد بكرسي الحكم بمسميات مختلفة، تبتدئ بالشراكة والتهديدات المتواصلة والظهور في لحظات حساسة لا تتطلب وجوده ولكنه يظهر لإبلاغ الخصوم برسالة خطيرة "انا ولي الدم ...والدم بالدم" كما حدث في موقع جريمة مقتل الاعلامي "محمد بديوي الشمري" على سبيل المثال لا الحصر ولا تنتهي عند حكومة الأغلبية السياسية التي تخفي في طياتها الكثير من التوترات والصراعات.

في خضم كل هذا الحديث ستكتشف ان الكثير من العراقيين قد وقعوا تحت تأثير وسائل الاعلام الرسمية او المعارضة على حد سواء التي تتحدث عن التغيير والإنتخابات والولاية الثالثة وحظوظ الخصوم ...الخ وانهم لايتوقفون عن تكرار ما يتم بثه عبر هذه الوسائل التي أصبحت نقطة خلاف بينهم. وان الحديث عن برنامج محدد تبثه هذه القناة الفضائية أو تلك بات يشغل الكثير من العراقيين.

كيف سيكون التغيير، شكله، حدوده، أدواته ونتائجه ......الخ؟ الجميع سيرد عليك بجواب واحد وحاسم:- الانتخابات هي ساحة الحسم! هناك في ذلك الصندوق سنضع قرار رحيل هذه الجوقة المجرمة والفاسدة التي جعلتنا نعيش قلقا متواصلا ولا نعرف هل سنعود الى بيوتنا عندما نغادرها للعمل؟ هناك سنغير واقع حياتنا وأحوالنا!

هل لديكم البديل المناسب الذي سيحقق أحلامكم ويخلصكم من بشاعة استغلال السلطة ونفوذ المال العام وسطوة الاحزاب ومليشياتها ومشاريع قوانينها التي تريد ان تعيدكم الى عصور التخلف والجهل والعبودية واحتقار المرأة والطفل وامتهان كرامة الإنسان..؟ ليس ثمة إجابات محددة يمتلكها الناخب البسيط فعلاً، لكن واقع الحال وصراعات القوى السياسية سيعطيك الاجابة : لابد من بديل محدد يغير الأوضاع القائمة التي ستتواصل حتى سنوات طويلة قادمة. فالقوى النافذة في السلطة قد أحكمت سيطرتها ويمكنها ان تفعل المستحيل من اجل بقاء سلطتها وسيطرتها ونفوذها ومجابهة كل المساعي الرامية لاحداث تغيير جدي، لكنها قد تسمح بوصول عدد من الذين يعتبرونهم قوى معارضة لتعطي الانطباع بأنها ارادة الناخب العراقي وهذه هي نتائج الإنتخابات الديمقراطية!!!! أولتخفيف حدة الغضب والمرارة التي يشعر بها المواطن العراقي بعد سنوات من الفشل المتواصل والفساد والقتل والتهجير؟

من يريد ان يكون البديل المنقذ في العراق، - قوى سياسية واحزاب- فإن عليه النزول الى ساحة العمل السياسي مسلحا ببرنامج وأفق سياسي وإجتماعي وفكري وثقافي مغاير لما تحمله الاحزاب القائمة حاليا يمكنه ان يقنع هذا الكم الهائل من العراقيين الذين يشعرون بالسخط والتذمر والخيبة من الأوضاع السياسية القائمة، بدعم مشروعه والدفاع عنه والعمل من اجل ايجاد الأرضية المناسبة وتثبيت القواعد التي تمكنه من احتلال المكانة المؤثرة سياسياً في حمى صراعات القوى النافذة.

هل هناك ملامح بديل محدد، قطعا هناك الكثير من المساعي لبلورة وصياغة بديل ما ويمكن تلمس ذلك في احاديث العراقيين وشكواهم وتذمرهم وانشطتهم وتظاهراتهم ولكن يبقى الأمل معقوداً على تطلعات شباب وشابات العراق الذين وقفوا ضد الفساد واستغلال السلطة وضد المحاصصة الطائفية والقتل والإرهاب والفقر والبطالة. فهؤلاء وحدهم من يمكنه العمل بعيداً عن لوثة المصالح الحزبية الضيقة والتعصب الطائفي والقومي المدمر يدفعهم الشعور المتزايد بخطورة الأوضاع وبالآثار السلبية المترتبة عليها والرغبة بالتغيير الجدي في العراق وجعله بلدا يليق بكرامة الإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش