الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعتماد على ثقافة المكانة الاجتماعية كمعيار للأبداع!!

ونيس المنتصر

2014 / 4 / 5
الادب والفن



الاعتماد على ثقافة المكانة الاجتماعية كمعيار للأبداع!!


عن الثقافة باليمن ، وبالأخص الشعر، اصبح الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للشهرة اصبح من يمكنه/ها ان يسمي نفسه/ها شاعر/ة مع ان ما يقومون بكتابته سوى مجرد "شخبطات" لا اكثر والشعراء والشاعرات المبدعون والمبدعات الذين لا يمتلكون سوى محيطهم المحصور بجدران التخلف صمتهم اكبر صراخ على هذا الواقع ،في اغلب المهرجانات والفعاليات الشعرية نسمع نفس الشعراء وأن اختلفت النصوص والطرق التي تكتب فيها، في الندوات ايضاً يحضر نفس الاشخاص الذين لا علافة لهم بالشعر ولا بالأبداع وموضوعين كرموز ادبية وتطرح فيها افكار حول الشعر محصورة برأيهم وحسب نظرتهم التقليدية له؛ والمراهنة على حضور اصوات ابداعية جديدة بات من المستحيل، مع وجود الكثير من المبدعين والمبدعات، فمعاناة المبدعين من "المكرسين " الذين يكرسون ثقافة المكانة الاجتماعية ويعتمدون عليها كوسيلة للشهرة في وسط مجتمع يرفع من لا يستحق، يجعل المبدع ييأس من الحالة الراهنة للثقافة في البلد، المبدع الحقيقي يثق بعلاقته بنصه قبل التفكير بعلاقته بقارئه فهناك قُرّاء - وبالأخص في هذه البلد - ذوقهم الشعري منطلق من الواقع المحيط او التقييد بالمقلد لا من الوعي او الذائقة ذاتها، والشعراء الحقيقيين لا يعتمدوا على المكانة الاجتماعية او الشهرة دليل لنجاح تجاربهم الشعرية وانما الاعتماد على نقد الذات ومعرفة رأي ادباء ونقاد ذو ذائقة ادبيه لا تنحصر بأي زاوية من الزوايا التي تتقيد بالبيئة والوعي التقليدي، لكن للأسف الشديد في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي ووجود مكرسين لذات الثقافة التقليدية بإمكان "الكلام العادي" ان يصبح شعراُ نتيجة لما لقيه من عدد إلاعجابات او التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي لأنه حتى المتسلطين على المؤسسات الثقافية في هذه البلد اصبحت هذه هي اهم وسيلة من وسائل قياسهم للأبداع.
اليوم حال الثقافة في بلد مثل اليمن حال يرثى له للغاية، مهدد لما هو اسوء من السيئ، فلا وسائل اعلام ثقافية ولا دور نشر او مؤسسات تحتضن المبدعين وتشجعهم ولا صوت الا للمتسلط او من لقي مكانته في وسط مجتمع يعاني من سوء الوعي ، ومثلما يقول احد الامثال الشعبية "يا مكحلها اعميها" بمعنى اننا كنا نأمل بتطور المستوى الثقافي في هذه البلد لكنه زاد سوء، الكثير اصبحوا بضحيةٍ وعشاها شعراء في ظل صمت المثقف وبين امرين:
الاول غياب الناقد الحقيقي والامر الثاني الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي، او المنتديات التي منها يمكن لأحد المزيفين ان يصبح شاعراً او حديث اغلبية مجتمع "متخلف" وقد يصبح ايضاً في يوماً ما احد الفائزين في جائزة ادبية، ورغماً عن الكم الإنتاجي للكثير من المبدعين الحقيقيين الا انهم لم يلقوا انتباهاً نقدياً كما يجب، وليس المبدع الحقيقي بحاجة الى نقد فقط بل وبحاجة الى تشجيع، لكن في وسط مجتمع لا يوجد فيه من المثقفين المتحررين من قيود التخلف الا نادراً يتم تجاهل المبدع الحقيقي ويصبح المشهور عند المجتمع هو المبدع ولا سواه.

لا انتقد من يرى صفحاته في مواقع التواصل متنفسه الوحيد، بل انتقد من يستخدمها وسيلة للشهرة ويعتمد عليها كوسيلة ليمنح نفسه لقب "شاعر" ولا انفي طريقة معينة او عصر من عصور الشعر، ولكنني ارفض "التقيد فيه ونفي ما دونه" لان الشعر لا ينتهي عند أي عصر من العصور مهما تعددت عصوره ومدارسه وطرق واساليب كتابته ومسمياته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل