الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قتله النظام السوري مرتين ، فيما اكتفت إسرائيل بقتله مرة واحدة : رحيل الأسير الجولاني المحرر هايل أبو زيد

المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية

2005 / 7 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


8.07.2005
شيع اليوم الآلاف من أهلنا في الجولان المحتل الأسير المحرر هايل أبو زيد إلى مثواه الأخير في قرية مجدل شمس بعد عشرين عاما من الاعتقال وأشهر عيدة من الصراع مع الأمراض الفتاكة الناجمة عن التعذيب وظروف الاعتقال الوحشي في السجون الإسرائيلية. وقد جال جثمانه ، الذي أحضر اليوم من إحدى مشافي حيفا حيث كان يعالج، على العديد من قرى وبلدات الجولان المحتل التي احتشد أهلنا فيها لوداعه بالدموع والأرز والورود ، فيما أقامت له بلدة مسعدة عرسا وطنيا ودعته خلاله بالزغاريد والأغاني الوطنية ، بدلا من المأتم . وكان الراحل ( المولود مطلع العام 1969 ) قد اعتقل في العام 1985 ، وهو لمّا يزل حدثا ، بتهمة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للجولان ، وحوكم من قبل محكمة عسكرية أصدرت حكما بسجنه لمدة سبعة وعشرين عاما . وخلال فترة اعتقاله الطويلة قامت سلطات الاحتلال بترحيله مرات عديدة فيما بين عدد من السجون أبرزها سجن الرملة المركزي وسجن عسقلان . وذلك في محاولة منها لتحطيم معنوياته وعزيمته والضغط على أسرته بعد أن فشل التعذيب في النيل من صموده رغم أنه أدى إلى كسر في عظم أنفه والتواء دائم في لوح كتفه .
وكبقية رفاقه الأسرى من أبناء الجولان المحتل ، لم تحظ قضية اعتقاله بأي اهتمام من قبل النظام السوري طيلة فترة سجنه ، فكان بذلك ضحية احتلالين : احتلال الجيش الإسرائيلي لوطنه الصغير " مجدل شمس " والجولان ، واحتلال الديكتاتورية وأجهزة مخابراتها لوطنه الأكبر ـ سورية . ولم يكتف النظام السوري باحتقار قضية هايل أبو زيد ورفاقه وهم في السجن ، بل عمد إلى إهانة من أطلق سراحه منهم والاعتداء على كرامته من خلال تلفيق الأكاذيب على لسانه . ولعل أبرز واقعة على ذلك قيام صحيفة " تشرين " الرسمية مطلع آذار / مارس الماضي بحذف حوالي ثلثي المقابلة التي أجرتها معه بالبريد الإلكتروني ، وإضافة أقوال كاذبة على لسانه تشيد بالنظام السوري ورأس النظام !! وهو ما أثار استنكار واستغراب الراحل في مقابلة أجرتها معها صحيفة " الشرق العربي " الإلكترونية الصادرة في لندن . وبدلا من أن يقوم الصحفي السلطوي علي الأعور ، الذي اقترف هذه الجريمة باستقالته أو اعتذاره،بعد أن أثبت بالملموس أن لكل من اسمه نصيبا (!) ؛ وبدلا من أن تعتذر هذه الصحيفة الصفراء على فعلتها المشينة ، أقدم النظام السوري على الانتقام والثأر من الضحية المكذوب على لسانه من خلال " تطنيشه " عن النداءات التي أطلقها أهلنا في الجولان بهدف المساعدة في توفير المبلغ اللازم لعلاجه من مرض السرطان . كل ذلك في الوقت الذي تحول فيه المئات من بارونات النظام إلى رؤساء عصابات ومافيات لسرقة الأموال العامة لتأمين مصاريف فجورهم وملذاتهم في أوكار الدعارة و على طاولات القمار في لندن وباريس وموناكو وماربيا !! ولعل الأنكى من هذا كله أن وفاة الراحل لم تحظ بأي اهتمام من قبل الإعلام الرسمي ( باستثناء بضعة أسطر في نشرة وكالة " سانا " ، نصفها " مسروق " عن وكالات أجنبية !!) ، ولا حتى من قبل الإعلام " شبه الرسمي " الذي يتنافخ شرفا بالوطنية ، كنشرتي " كلنا شركاء " و " شام برس" اللتين غاب عنهما اليوم وأمس أي خبر يتعلق بهايل أبو زيد نظرا لانشغالهما ـ كما يبدو ـ بالدس على المعارضة في الداخل والخارج . فكانت صحيفة " أخبار الشرق " ، " العميلة والمأجورة والمطعون في وطنيتها " ، هي المنبر الإعلامي السوري الوحيد الذي أنتبه إلى أن الآلاف من أهلنا كانوا يشيعون اليوم منا ضلا كبيرا وليس دجاجة ! ولعل هذا من حسن حظ الراحل الذي شاء له القدر أن يرحل طاهرا مطهرا من أدرانهم !
للمناضل الراحل ديمومة الذكرى العطرة
ولأسرته وأهلنا في الجولان المحتل كل العزاء
ولجميع المناضلين من أجل دحر الاحتلال الإسرائيلي في الجولان والاحتلال الد اخلي في سورية .. الوفاء من بعده
والخلود لجميع المناضلين من أجل الحرية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ـ للإطلاع على تفاصيل الفضيحة والجريمة التي اقترفتها صحيفة " تشرين " الرسمية بحق الراحل ، يمكن الاطلاع على النص الكامل للمقابلة ( قبل أن تكدش الصحيفة ثلثيها )عبر هذا الرابط :
http://www.thisissyria.net/2005/03/02/levant1.html#1

وللإطلاع على المقابلة التي أجرتها معه صحيفة " أخبار الشرق " و " موقع الجولان" ، يرجى العودة إلى الرابط التالي :
http://www.thisissyria.net/2005/01/30/levant1.html#1








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف


.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟




.. بيوت منهوبة وافتقار للخدمات.. عائلات تعود لمنازلها في أم درم


.. زلزال قوي يضرب غواتيمالا




.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا