الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قارب للوصول

حسام سلمان بركي

2014 / 4 / 6
الادب والفن


قارب للوصول
حكاية إنسان ساعدته الريح ليرمي خوفه من نافذة المستحيل ويعلن رفضه , أخذته ألاعيب السلطان وأحذية الجند إلى طرق ليست له ورمته في قارب إلى وجهة ترفضه
- قبل البداية-
في المشهد
قبل تاريخ الرصاصة الأولى
لون يلم من النجوم صدى النبض
ويريح عن كتف الرفوف المعلقة
أكوام الحنين ..
في المشهد ..
قبل الأنين
صوت حناجر مخنوق
ابتهالات لقدوم جنين
شرق البحر
شمال الصحراء
بعض غناء
وأبجدية منتقاة من رحم اللغات
لا توهج لصرخة تعلو
لا احتمالات سوى لياسمين الجدران
يعرش على ذاكرة المدن
ويقص من جسدها وهن الخضوع
هنا شرق البحر
قبل تاريخ الصرخة الأولى
سماء لنجوم تاريخ منهك
وأرض للعابرين جلد الحقيقة إلى ما بعد الماء
في المشهد قبل يوميات النار
مرايا للعادي اليومي
وتفاصيل مكررة لقوافل التردد
كنا نلم عن أسطحة المنازل صدى الرفض
كنا نردد في غرفنا قوافي النبض
تاريخنا أكبر من أضعاف حاضرنا
والانكسار المبدد في المدى
يريح عن الصوت الصدى
كانت الأيام تخجل من بعضها
والهدوء المسيطر في المكان
ممسوس بسوط السلطان
صمت وفوضى لأحجار نرد على خشب الطاولة
صرير أيد تحارب لتنتصر في لعبة
وأطفال حلمهم يرتد من سقف الغرفة
كنا نعيد هدوءنا المنتصر على ذواتنا
كلما خالطتنا أفكار الصعود
إلى ساحات أوسع
إلى ألوان أوضح
وإلى ذواتنا المهملة
في المشهد قبل قيامة الدم في الأرجاء
صوت رجاء
وعطر يرشح من الذاكرة حنين
لآخر العابرين
*** نبض ***
زحمة وجوه في الصور
عالقون بين الغبار والشعار
للعلو طعم في فم الساحات
رؤوس خنقتها الجدران
وذاكرة تهدي خوفها للنسيان
كتب الأطفال على بياض ورقهم
شهادة وفاة ...
وتصريح فوضى القادم من نار
رسموا على جدران القلوب
أبواب الخروج
من ظلمة التردد
إلى ضوء النهار
كنا ننتظرها منذ البعيد
كنا نرتب لها الأغاني
ونحملها على أجنحة الحكايات
سيدة السماء المقبلة
أنثى المكان المقدسة
حرية ...
ننتشي بعطرها
كنا حولها نربي ضوءها في مرايانا لتحمينا من سواد الخوف
كنا نردد أسماءنا على إيقاعها
نبضة نبضة
فكرة فكرة
وهواجس...
للتمرد القادم مع صرخات الغاضبين
انتمينا ..
جمعنا خطوطنا حول حدودنا لنرسم
ضحكة ..
وترسمنا
حرية مشتهاة منذ البعيد
صرخة مكتومة في الصدور
لازالت الأرض تدور
والكأس التي شربها الرافضون قبلنا
تنادينا رغم المقصلة..
كانت الساحات خضراء
والأرض خضراء
تحضن أقدام الخارجين
خطوة خطوة
نبضة نبضة
وحنين ...
كانت الأغاني أعلى من صوت الأنين
والفكرة المعلقة على جدار الخوف
هربت إلى سماء الرفض
مع الزاحفين ..
*** رفض ***
من تحت أحذية الجند
أخذتنا ريح السموم
إلى طرق لا تشبهنا
إلى ساحات ليست لنا
أخذتنا بنادق صماء إلى متاريس الرحيل
والوحي المولود هنا
وأدته فوضى الغرباء
لأول انتكاسات الضوء المسرب خلسة إلى زوايا الأقبية
لأول اتهامات العتمة الغامرة تفاصيل الوجع الموروث
رمتنا حناجر العابرين
بأغان الطرق المهملة
ووزعنا على الجهات تفاصيلنا
سدا في وحه الوباء القادم
مسنا هاجس حرية بيضاء في الحلم
بين الموروث والمشتهى
بين البداية والمنتهى
كنا فريسة كواسر السلطان ورميات الغرباء
كنا بين الجهات تائهين
نلملم حلم السنين
وضعته فوضى الغرباء
غبار أحمق
تحت أقدام الخائفين
كان يمكن أن تنجو قافلتنا من قطاع الطرق
كان يمكن أن تطير حمائمنا دون رصاص يلاحق فيها الهديل
خذلتنا أبواب المدن
حين فتحت لغرباء الريح
حين سمحت للطاعون الجديد بالقدوم
خذلتنا صور حرية مشتهاة
مسها خروج عصبي المزاج
كانت قبل الفوضى نائمة على خوف دفين
صارت بعد الحمى ترتب ابتهالات القادمين
من جهات لا تعتني بالياسمين مثلنا
من جهات لا ترتل في مواسم الحصاد
أغاني تموز ..
لا تعرف كيف تكون حدود السماء
قطنا سهل المزاج
رائق كماء بردى
صلب كقاسيون
مالح طعم الهواء
جارح صوت الصراخ
للجوري الممدد على تاريخنا
كنا نرتب ثيابنا
ونعلم الضوء كيف يصير أجمل في ماء النافورة
نارنج على ثوب القصيدة
وترنيمة ولي هو صوت الفقراء عند الله
خذلتنا صلوات المواسم
مالح هو الهواء
يرمي وجع التاريخ على جرح المدن
بين حماقة الجند وفوضى الغرباء
أعلنا الرفض
لكل ذلك الأنين
*** خروج ***
وشمنا ظلنا على حجارة البيوت
إلى حين نعود
تركنا حكاياتنا بين الأغطية
تدفء مفاصل الحجر
بأغنيات السهر
ركبنا المجهول حين سمحنا للغرباء بالدخول
وخرجنا من ظلنا المتروك في زوايا الحارات
معنا خوف السنين
وقرنفلة تودع يد الحبيب النائم على حلم مقتول
تركنا قطن المخدة
على حدود السماء
تدرب الريح على الغناء
وتقيل تمرد الهدوء
على شكل الهيولى الأولى
جمعت أصوات الخطى
رائحة أرض متعبة
ورمت للبعيد رؤى بيضاء
تركنا حيث ولدنا السماء
وخرجنا من جلدنا تائهين في المجهول
لا مواسم
لا حقول
لا نجمة تضيء الفضاء
أخذنا ما بقي من أسمائنا
وذكرى الياسمين في تجاعيد الجدران
بعيد صار المكان
هناك رمادي أحمق
ودخان ..
هناك موت وقلق
تركنا حيث ولدنا ضوء القمر
ونجمة كانت تضيء ليل الحبيبة بالقصيدة
ينز من خطانا أنين
لأوجاع الراحلين
لفوضى القادمين
والصحراء منطق الغرباء
وحجة السلاطين..
*** سفر ***
نحو المجهول البعيد
خرجنا من حلمنا عابرين
حدود الفكرة الرؤية
تائهين خلف ضباب الحقيقة
والبحر هو المشتهى والمبتغى
هو صرخة الولادة الأولى
كان انكسارنا غذاء خطانا
موهبة السفر
الماء ..
الريح ..
صخب بحارة ..
خلو صنارة ..
كانت مفردات ترتبنا على مقام الوجع
وتردد صدى الرصاصة الأولى
أطفال تركو ألعابهم
رجال كسرت رجولتهم
ونساء تاهت أنوثتهم
بين طرق الرماد
البحر هو برزخ الوصول
إلى احتفال الغد بالمشتهى
إلى ساعة للهدوء ..
لا قنابل فوق
لا صراخ تحت
ولا حرب تشوهنا كلما غزتنا ذاكرة الياسمين
البحر هو جلد الحلم الممتد إلى الضوء
والمتمم هوية موسم منتظر
اعتنقنا السفر
وركبنا قارب الوصول
فوقنا قمر ...
وفي الذاكرة ذهول
نجمة لأطفال يرضعون الحكايات الخضراء
غيمة لرجال ينسجون احتمال العودة غطاء
عالية تجاعيد الماء
والحقيقة كالصور المارة خلسة في مرايا الروح
تحتفل بالتيه القادم
دربا للخلاص من موت أحمق
راية للمنتظر لون شعرها الأسود
حرية كالتوابل امتزجت بطعامنا
حرية كالأنثى الأولى طرقت باب الانتظار
خلف الغبار
عالية تجاعيد الماء
البحر والسماء
ثنائية الخلق الأخيرة
تعد بالطوفان
أو بفلك مركون بأحد الجهات الزرقاء
لا عنوان
لا خطوط واضحة البيان
والموج وشم التيه على جسد البحر
قارب لأكثر من حلم
قارب لأكثر من أمل
لا أرض متممة ثلاثي التكوين
في المدى صوت أنين
والدعاء إلى السماء
يخالطه الحنين ..
قارب لوصول الأجنة إلى صرخة حياة
منذ غادرنا الياسمين
رتلنا غيابنا الحزين
كل الجهات مفتوحة للاحتمالات
للمنافي الرابضة بعد السفر
لحلم تدحرج على وجه القمر
ولصمت المدافع في المشهد
نذرتنا الريح قربانا للمعبد
بعد تاريخ الرصاصة الأولى
لاباب نغلقه في آخر حكاية السهر
لا موسم ننتنظره من يد القدر
وحده الحنين ..
والتيه الأحمق
القصيدة فلتت من عقالها
أضاعت القافية و المعنى
هو المنفى
وهو خيط العبور الأخير
على جلد الماء نشم رائحة الياسمين
في خوف يردد صداه وجع السنين
أحلام تكتم الأنين
ثنائي الخلق حولنا ونحن العابرون
نقيم صلاة الغائب
ونرتل أغان الأولين
قارب لأكثر من حلم
للوصول المشتهى
بعد جهات الضياع
خلف التردد الأخير
زرقاء ... حدودنا
سراب المنتهى
تيه في صوت الحنين
والنبض يرمم احتمال الياسمين
هو السفر ..
لنا ذاكرة مدفونة بالطين
صوت امهات يحفر اسمنا على حجر
لمتمم الثلاثة أبحرنا
زمن الرصاصة الأولى
من هواء ينفث العبث الغريب
إلى حلم يجد سريرا وينام
قارب لوصول الأحلام
والغد ذاكرة العابرين
بعد مشهد الموت الأول
وسط العبث المنتشي بالانكسار
نلم أحزاننا عن جدار الماضي
ونحاول الوصول آمنين
قارب للحالمين ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب