الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يجري في القدس ؟ يعقوب عودة .. راسم عبيدات

أبو زيد جموضة

2014 / 4 / 6
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني " تنوير " جلسة ثقافية بعنوان " ماذا يجري في القدس ؟ "، تحدث فيها كل من يعقوب عودة، مراقب حقوق الإنسان والسكن في مركز أبحاث الأراضي – جمعية الدراسات العربية، بالشراكة مع الكاتب والصحفي والناشط المقدسي، راسم عبيدات.
أدار الحوار والنقاش منسق العمل الثقافي في " التنوير " د. يوسف عبد الحق، الذي أشاد بصمود أهلنا في القدس، ومقاومتهم البطولية، واشتباكهم اليومي ضد السياسات الإستراتيجية التي ترسمها الحكومات الصهيونية لتهويد المدينة، وهدم بيوت الفلسطينيين، وسحب هوياتهم، وتهجيرهم، ومصادرة أراضيهم. وأضاف د. الحق أن القدس هي ليست الأقصى فقط الذي نعتز برمزيته، وإنما الإنسان الفلسطيني أيضا، الذي يحافظ على عروبته وفلسطينيته وإنسانيته وبقائه ووجوده ومقدساته وتاريخه في خوضه أشرس معركة من التميز العنصري وسياسة التطهير العرقي، ولبقاء القدس العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني.
المحاضران، عودة وعبيدات، تحدثا بحرقة عن مدينتهم الخالدة، بشكل موضوعي، وعلمي وعملي، فرصدا التفاصيل المهمة مدعمة بالأرقام والخرائط والأفلام الوثائقية التي شرحت الكثير، فترك الرقم والصورة للمواطن العادي قبل صاحب القرار أثرا عظيما ليفكر في أن يُحمل نفسه المسؤولية تجاه القدس وأهلها.
ثم طمأن المتحدثان الحضور حول مشاكل المخدرات والحشيش، والشبيحة والبلطجة، وتسريب البيوت وبيعها للمحتل، بأنها مشاكل موجودة لكنها لا تشكل ظواهر خطرة على المجتمع المقدسي، الذي أبدع في أشكال مقاومته ورفضه للمحتل، فشكل حديثا سلسلة بشرية متكونة من 7 آلاف شاب وشابة في يوم الأرض، ومهرجانا حاشدا في يوم الطفل العالمي.
والاهم أن كلا المتحدثين كانا متفائلين في سقف التواجد الفلسطيني في مدينة القدس ليغدو 36% بعد تخطيط لئيم من الاسرائيلي الذي يسعى جاهدا ليحتل العقل والجغرافيا وليزيح الانسان الفلسطيني منذ أربعة عقود ونيف.
وأكدا أن المحتل على مدى 40 عاما من الاحتلال لم يسيطر إلا على 110 بيت بحجج شتى، ليس لأن الفلسطيني باعها، وإنما للالتواء القانون ولتواطؤ المحكمة والشرطة.

الورقة الاولى قدمها المتحدث يعقوب عودة:
أشار أن الاحتلال أعطى الاولوية في اهتماماته لمدينة القدس بعد احتلالها عام 1967 لجعلها العاصمة لدولة " إسرائيل "، ولتكون قلب العالم اليهودي، وهذا لا يتحقق اذا بقي الإسرائيليون أقلية في القدس. لذا دأبت حكوماتهم العنصرية على مدار الساعة بتنفيذ سياسات تفريغ القدس من سكانها الأصليين، ومصادرة الأرض تحت ذرائع شتى، وخلق واقع جغرافي وديمغرافي جديد، غير آبهين بالقوانين الدولية حول الأراضي المحتلة بالقوة. ولتحقيق ذلك حولوا 82% من مساحة القدس الى أرض خضراء خصصوا منها 34% للاستيطان، و12% آخرى أقاموا عليها 11 ألف بناء، وأبقوا 6% من الأرض، بقرابة 9500 دونم للفلسطينيين ولمتطلباتهم من مآكل ومدارس وسكن وتطور مستقبلي. وهذا شيء يسير، ولا يتناسب مع النمو السكاني الفلسطيني الذي يلزمه 1300 بيت سنويا.
تساءل المتحدث عودة: " ماذا يخبئ المستقبل؟ "
منبها أن مثل هكذا سياسة ما هي الا دعوة لهجرة الفلسطينيين لخارج السور برغبتهم، وهي عملية تطهير عرقي ناعمة بامتياز لحرمانهم المأوى والمسكن كأبسط حقوقهم الطيعية.
ثم قارن المحاضر بين التواجد الفلسطيني والصهيوني في القدس مشيرا:
الصهاينة أقاموا 35 مستوطنة فيها 110 ألف بيت يقطنها 340 ألف صهيوني.
أما الفلسطينيون فيقيموا الآن في 58 ألف بيت، منهم 11 ألف بيت مرخص قبل الاحتلال عام 1967، علما أن غالبيتها القصوى آيلة للسقوط، وسيهدم منهم 25 ألف بيت بحجج المخالفات، من هذه الحجج ُصنف 17 ألف بيت سيهدم بحجج مخالفات إعادة القصارة أو فتح نافذة.
وذكر المحاضر عوده أن بلدية الاحتلال تقوم بهدم البيوت تحت ذرائع شتى منها عدم الترخيص أو بنائها بقرب الجدار او خارج التنظيم، وتنفذ قرار الهدم فورا لأقل مخالفة صغيرة عن المخطط المرخص،بينما لم يهدم أي بناء إسرائيلي غير مرخص أو مخالف، وهي كثيرة.
وأشار عودة الى معجزة بناء بيت في القدس:
لأن الفلسطيني بحاجة الى 30 ألف دولار غير مستردة ثمن الرخصة التي لا يمكنه الحصول عليها لمدة 30 عام من تاريخ تقديمها للبلدية. ثم تساءل، من يستطيع من الفلسطينيين البناء وهناك 78% من المقدسيين تحت خط الفقر، عدا عن البطالة. عالميا، من يشمله خط الفقر يعتاش على 2دولار يوميا.
وقال المحاضر المقدسي عودة: أن القدس ضحية، وتتخبط بالدم، فالسلطة بعيدة وعاجزة ولا تستطيع التدخل وملتزمة باتفاقيات اوسلو، والدول الصديقة لا تعطي المساعدات للمقدسيين لئلا تخرب جهود السلام، أما الدول العربية والاسلامية لا تلتزم بقرارات قممها تجاه القدس.
الاعتداء على البيت يعني الاعتداء على الحياة:
وأنهى عودة حديثه محصيا عدد البيوت التي هدمت بجرافات الاحتلال أو بايدي المقدسيين أنفسهم لتلافي الغرامة والحبس، ففي عشرة سنوات دمر 1009 بيت، تحوي على 3454 غرفة مساحتها قرابة 70 دنم، ُمشردة بذلك 5534 مقدسي من بينهم 3036 طفل. بذلك يكون الاحتلال حرم الفلسطيني من ابسط حقوقه وهو السكن الذي يعتبر ظل وأمان الإنسان في المجتمع، قائلا المتحدث يعقوب عودة :
" ان الاعتداء على بيتي وسكني يعني الاعتداء على حقي الإنساني في الحياة، وهذه جريمة " .


الورقة الثانية قدمها راسم عبيدات ..
تحدث عبيدات عن واقع وتحديات العملية التعليمية في القدس مستهلا حديثه عن ركيزتي المشروع الصهيوني في احتلالي الأرض والوعي على حدا سواء، مرجحا خطورة احتلال الوعي على الأرض، لأن في ذلك هزيمة العقل، والرواية، والحق الفلسطيني، أمام الرواية الصهيونية المختلقة. والتي يحاول بها المحتل الإسرائيلي كّي الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني للتحكم به، وأخطر مراحل الكّي هي التحكم في التعليم لبث ثقافة الهزيمة، مستشهدا بما قاله وزير دعاية هتلر،النازي غوبلز:
" اذا أردت أن تدمر شعبا فدمر ثقافته ".
وأشاد المتحدث بنضالات المقدسين الذين خاضوا معركة التعليم باقتدار، وحرموا المحتل من فرض منهاجه التعليمي على مدينة القدس بعد إضرابات متواصلة، مما أجبر المحتل الرجوع للمنهاج الأردني، لكن المحتل أحرز نقاطا في حذف بعض المواضيع الوطنية التي تعزز الانتماء الفلسطيني في حق العودة، والجغرافيا، والقصائد والرموز الوطنية، خاصة للمراحل الأساسية.
ثم ذكر عبيدات خمسا من المظلات التعليمية في المدينة المقدسة وهي؛ الحكومي، والوقفي، والأهلي، والتابع لوكالة الغوث واللاجئين ، فمدارس المقاولات.
واعتبر عبيدات الخطورة تكمن في المدارس الحكومية التي يسيطر عليها بلدية القدس ودائرة معارفها، فالاحتلال يتحكم ببيئتها وملاعبها ومدرسيها وساحاتها ومقاصفها ومناهجها .. الخ. وتشكل 52 مدرسة، يتعلم فيها 42 ألف طالب وطالبة، بما يعادل 48% من طلبة القدس. وأشار الى ما يقارب 1395 غرفة صفية منها الكثير مستأجر، لكنها غير صالحة للتعليم والصحة العامة، وتعاني من الاكتظاظ الطلابي بما مجموعة 40-45 طالب في الغرفة، مما يستحوذ الطالب على دقيقة تعليم واحدة، وعلى مساحة 50-90 سم، علما أنه يحق له قانونيا أن يحوز على 1-1.50 م عالميا. ثم ذكر عبيدات أن نسبة التسرب في هذه المدارس هي الأعلى عالميا لأنها تزيد عن 50%.
أما مدارس الأوقاف الاسلامية فقد بدأت بخمسة وانتهت الى 42 مدرسة، تستوعب 12017 طالب، لكنها تعاني من عدم تأهيل ابنيتها المستأجرة، وتفتقر للمختبرات والمكتبات والحواسيب والملاعب .. الخ مما يعني هجرة الطلاب للمدارس الحكومية رغم مجانيتها.
وعن المدارس الأهلية فصنفها المتحدث عبيدات حسب ملكيتها الفردية، والجمعيات، وغيرها يتبع الوقف الكنسي والإسلامي، فهي تشكل 42 مدرسة، لكن منهاجها مشوش فلسطينيا، كونها تحصل على منح مشروطة من الاحتلال بواقع 102 مليون شيكل. أما مدارس وكالة الغوث والاجئين فعددها 8 مدارس، تم تقليص خدماتها، وتستوعب 2.5% من طلبة القدس. ثم أشار الى مدارس المقاولات الحديثة العهد والتي تستوعب5.9% من طلاب القدس.
وخلص المحاضر الى أن الاحتلال في المدينة المقدسة يسيطر على 85% من العملية التعليمية مباشرة. ولفرملة أسرلة التعليم، الذي يعتبر جزء من السيادة الوطنية، فان واجب السلطة والمؤسسات والفصائل النضال المتواصل لتعليم طلابنا المنهاج الوطني الفلسطيني، فالسيادة الوطنية تفرض منهاجها الوطني ليتشربه الطلاب الناشئة والجيل الجديد.
ووجه المتحدث عبيدات سهام نقده الى السلطة الفلسطينية التي أقرت طباعة الكتب المدرسية خارج مدينة القدس، وهي مسألة مستعصية مع الاحتلال في إدخالها للمدينة بعد طباعتها. عدا عن تقصيرها في دفع التزاماتها من فواتير الكهرباء والماء. ثم تساءل المتحدث اذا كانت السلطة مقصرة ؟ فكيف إذا يمكن إنقاذ العملية التعليمية؟ حيث بدأ الاحتلال بفرض مناهج إسرائيلية جديدة، فيمنع أن تدرج يافا وحيفا كجزء من التاريخ الفلسطيني، ويحذف العلم الفلسطيني من كتب الصف الأول الأساسي، ويمنع ذكر الاستعمار الغربي لفلسطين، ويرفض ذكر النكبة .. إلى ما هنالك من الإشكاليات والتراكمات التي يراد منها كي الوعي الجمعي للشعب الفلسطيني باحتلال العملية التعليمية بعد الأرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي