الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا قتلت المقاومة اللقيطة ماهر الشريف

حمزة الجواهري

2005 / 7 / 10
الارهاب, الحرب والسلام


الأسباب الحقيقية وراء قتل الرهينة المصري رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في العراق، بدرجة سفير كما كان يقول رحمه الله.
الحسابات المصرية خطأ كالعادة، فلم تحسب شيئا يوما ما إلا وتبين بعد حين أنه من الأخطاء القاتلة، فقد تبنت تلك الجماعات الإرهابية التي تعمل في العراق على أنها مقاومة، بالرغم من أنها كما الشبح أو كما اللقيط لا أب لها، فالكل يتنصل منها وينأى عنها، والكل يعرف أن أفعالها أقذر من أن توصف، ولكن بقي العرب والمصريين بالذات يجدون أنها شريفة!! لم تقتل إلا البريء، وينكرون أنهم من فعل ذلك، وتسأل ما الذي فعلته غير ذلك؟ لا يأتيك سوى جواب واحد، أنها شرعية!! العرب جميعا يقولون ذلك، والمصريين منهم في المقام الأول، ولم نرى شرفها إلا عهرا صريحا مفضوحا، فمن يتفاوض معها ينكر ذلك، ومن يعترف بأنه قد تجرد من ملابسه في مخدعها، يقول إنها أشرس من أن تعاشر في فراش، بالرغم من أنه يخرج بكامل قيافته، وربطة العنق لم تزل في مكانها، فمن هو أباها؟ ومن أخاها؟ ومن هو سمسارها؟ وأين مخدعها؟ تلك العاهرة التي ما تركت رذيلة ومعصية إلا وارتكبتها، فلو تبناها أبا، تنكرت له، ولو تقدم ترسا بقرون خاطبا لها، طلبت مهرا أغلى من حياته، النذالة والخيانة والغدر والخسة حرفتها وديدنها وأقوى أدواتها، وهذا ما لم تدركه مصر بالكامل بالرغم من أنها قد اعتبرت هذه المقاومة ابنتها المدللة، وفتحت لها جميع الأبواب الموصدة بوجه العراقيين بالذات.
لنعود إلى جملة الحقائق التي نعرفها عن هذه المقاومة الحقيرة، فهي البعث من حيث الأساس بعد أن ارتدى ملابس الشيطان وأطال لحيته وأهان الشارب، إلا تلك الشوارب الصدامية، فتحولوا إلى خلايا أميبية بأسماء إسلامية كجيش محمد وجيش الإسلام وأنصار السنة وجيوش أخرى بأسماء مختلفة لا علاقة لها بالبعث، لا من قريب ولا من بعيد. الزرقاوي والسلفيين الآخرين المتضامنين والأقرب لبعضهم البعض، عملوا في حضانة البعث، فهو الذي يوفر لهم كل شيء، والهيئة التي تريد لها مكانا تحت الشمس، لديها برنامجها السياسي الطائفي، كانت قد ولدت أصلا من رحم البعث، أو إن البعث بشكله الحالي هو الذي ولد من رحمها، فهم وجهين لعملة واحدة من الناحية الطائفية والعنصرية. الهيئة تجد بالزرقاوي حليفا أيديولوجيا والبعث حليفا يحقق لها المصلحة الأساسية التي تبحث عنها فيما لو حفظ لها الود ولم يكن معها نذلا كعادته، عموما، لا يقلون تلونا وخبثا عن البعث، ومازالت بأيدهم أوراق كثيرة يلعبوها.
أما شيوخ العشائر العراقية في المنطقة الغربية بالرغم من أن لهم في البعث رعايا ربما يشكلون الثقل الأكبر، وجدوا أنهم سوف يكونوا الخاسر الكبر بعد أن يحقق البعث أغراضه، ففي أحسن الأحوال سيكون شريكا وليس كل شيء، ويخرجون هم بسواد الوجه فقط، وسوف يحملوا وزر الجرائم البعثية، لأن البعث لم يرتكبها باسمه، بل ارتكبها بأسماء إسلامية وتحالف مع مجرمين كالزرقاوي والسلفيين وهيئة علماء المسلمين، وذلك بمساعدة شيوخ تلك العشائر الذين فتحوا بيوتهم لتكون ملاذا آمنا للجميع ووفروا لهم كل أنواع الدعم، أما في حال فشل البعث بالوصول إلى هدفه المرحلي هو المشاركة بالسلطة، ستكون خسارتهم مضاعفة، لأن في كلا الحالتين، سيخرجون بخفي حنين، ويخسرون كل شيء، فضلا عن المهانة والذل بعد أن تخلوا عن أبناء شعبهم واحتضنوا قاتليهم ودافعوا عنهم.
شيوخ العشائر ألائك، أدركوا أخيرا أنهم الخاسر الأكبر كما أسلفنا، ذلك أن الزرقاويين والبعثيين قد استباحوا بيوتهم ولم تبقى لهم حرمة إلا واستبيحت سواء من قبل حلفائهم أو من قبل الخصم الأكبر أمريكا أو الحكومة الجديدة الجادة باستئصال الإرهاب من جذوره، باختصار سوف يكونوا من الخاسرين الكبار في هذا الصراع. لذا وبعد أن تأكدوا من هذه الحقيقة بشكل قاطع، راحوا يدافعون عن حياضهم، وها هي المواجهات بينهم وبين الرزرقاوي وحتى السلطات السورية التي تدفع بجيش المضللين نحو العراق لدعم الزرقاويين، فالمواجهات في الحصيبة والقائم في أكثر من مرة تنبئ بأن القادم سيكون حربا واسعة طالما تمنتها قوى التحالف منذ زمن بعيد، حيث وقفت هذه القوات خلال الصراع الأخير في القائم وحصيبة موقف المتفرج على الحرب بين الطرفيين الذين كانوا بالأمس حليفين.
في واقع الأمر أن الخلاف بين البعثثين والزرقاويين بدأ منذ أشهر، وهذه الحقيقة قد تجلت في أكثر من مظهر، بالرغم من أن معظمها كانت تجري في الخفاء، ولا نسمع عنها سوى تلك الأصوات التي تنطلق من حين لآخر، كتلك الأصوات التي تفضح بيوت الدعارة في العادة. الزرقاوي قد وشى به أكثر من واحد، فاعتقل عدد من مساعديه ولكن مازال هناك من يمنحه الأمن والأمان، فيفلت من قبضة الأمريكان في كل مرة. من هنا نستطيع أن نقول أن التحركات السياسية الأخيرة ليست من صالح الزرقاوي، وإن من يرعاها حقا هم المصريون، وهذا الأمر لم يعد خافيا على أحد.
الحكومة المصرية لم يكن يعنيها أمر السلفيين ولا الزرقاويين بقدر ما كانت تهتم بأمر البعثيين، وحين تبنتهم كانت تعرف تماما أنهم يعملون بأسماء إسلامية، بالرغم من ان الإسلاميين من أكثر المضطهدين في مصر العروبة والإسلام، فحين دخلت في لعبة المصالحة من أجل إعادة تأهيل البعث، والتي بذلت من أجلها الغالي والنفيس، لم تحسب جيدا أن الزرقاوي سيكون الخاسر الأكبر في نهاية المطاف، وهو النذل الكبير والسفاح الذي لم يترك رقبة بين يديه إلا وقطعها.
موقف الجامعة العربية، المصرية الهوى والتوجه والأهداف والقيادة والوجود، لا يختلف عن الموقف الرسمي المصري بشيء، ولا أحد يعرف عمرو موسى سوى ذلك الدبلوماسي المصري الذي يقود الجامعة العربية لمصلحة بلده أولا وأخيرا، كان هذا الرجل هو السمسار الحقيقي لهذه الصفقة الخاسرة كباقي صفقات عمرو موسى، فلم يعقد هذا الرجل صفقة ناجحة في حياته.
لا افهم كيف يحملون العراق مسؤولية اختطاف وقتل الشريف في الوقت الذي يدعمون به الإرهاب في العراق؟ فالكل يعرف مدى التنسيق بين الإرهابيين ومصر والجامعة العربية، فهم الذي أطلقوا سراح المخطوفين من كل الجنسيات في السابق، لذا لم يكن يصدق الشريف، ممثل الدبلوماسية المصرية، أنه سيكون الضحية، لذا كان يخرج بحرية، وبلا حراس، يتجول في بغداد ويشتري صحيفته المفضلة سيرا على الأقدام، لأنه يدرك عمق العلاقة التي تربط حكومته بالإرهابيين في هذا البلد.
وهنا ينشأ السؤال، هل حسبها القتيل الشريف جيدا قبل أن يخرج لشراء الصحيفه راجلا دون حراس؟ وهل حسبتها الخارجية المصرية جيدا قبل إن تتركه يسير هكذا حرا في بلدٍ هم من ساهم بدعم الإرهاب فيه وبشكل سافر؟
انهم يعرفون، ليس كغيرهم، بل يعرفون الكثير عن بواطن الأمور في مؤسسة الإرهاب البعثي السلفي في العراق، ويعرفون إن الزرقاوي سوف يكون معزولا فيما لو نجحت المساعي المصرية – العربية بإعادة تأهيل البعث من جديد، إذ لم يعد له دور يذكر في العراق، بل سوف يعيق كل جهود البعث بالعودة، حيث أن الزرقاوي ما كان يستطيع البقاء في العراق ليوم واحد لولا أن يتبنى البعث شروره ونظرياته التي تصب في مصلحة البعث في هذه المرحلة، فلو عاد البعث مشاركا بالسلطة، فمن سيحتضن جماعته ويوفر لهم الملاذ الآمن والدعم اللوجستي والمالي والسياسي للاستمرار بقتل العراقيين الأبرياء؟ فهم البيئة الحاضنة للزرقاوي وهم من يتبنى مقاومته اللقيطة في العراق، أليس هذا ما كان يسعى له الزرقاوي في الأيام الأولى لسقوط النظام من خلال وثيقته الشهيرة تلك؟ وقد حقق ما يريد؟
وهيئة علماء الخطف والاغتيال هل ستقبل بهذا الواقع الجديد بعد أن تفقد الأرض التي تقف عليها؟ أي بعد أن تفقد الدعم البعثي؟ فهم على يقين أن البعثيين ما تحالفوا معهم إلا من أجل تنفيذ أهداف البعث الخبيثة، باستغلال المنابر في المساجد العراقية من أجل التحريض وخلق بيئة طائفية ينطلقون منها للعودة للسلطة من جديد، ففي حال تمكن البعث من العودة، فهل سيبقى لهم دور؟ أي أن الرفيق الأقرب للقلب قد غدر بهم بعد أن حقق أغراضه، ولكن كيدهم وغدرهم لا يقل عن كيد البعثيين وغدرهم، فلننتظر ونرى ما الذي سيتمخض عنه خبث الهيئة في المستقبل القريب.
بذات الوقت إن هذا الواقع يعني أن المفاوضات الجارية بين البعث والأمريكان تكاد أن تحقق أهدافها، وأن هناك قنوات تتسع لسير البعثيين فقط دون أن يكون هناك شريك، وهنا لابد لي من الاعتراف بأني لم أكن أتوقع أن أمر المفاوضات بهذه الجدية، فكل ما كنت أتوقعه هو أنها مجرد رسائل أمريكية للإسلام السياسي الشيعي الذي يقود السلطة في العراق لكي يتعقل وأن يتخلى عن طموحه الأزلي بإقامة تلك الدولة التي تمنحهم جميع حقوق الله سبحانه وتعالى والحديث بالنيابة عنه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من ناحية موضوعية
امنه احمد علي ( 2011 / 1 / 4 - 14:52 )
ياريت لو تتنازل عن اللفاظ الشنيعة المستملة
انا لست مع اي طرف لكن الموضوع رح يكون مقبول اكتر لو
ما كان فية هيك الفاظ

اخر الافلام

.. فرنسا: ما هو المشهد السياسي الحالي؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. غزال يصطدم بحافلة مسرعة ويقتحم زجاجها الأمامي.. شاهد رد فعل




.. بوتين يتوعد الغرب بالرد بعد قرار تسليح أوكرانيا بأموال روسيا


.. بايدن وزيلنسكي يوقعان اتفاقية أمنية لمدة 10 أعوام|#عاجل




.. واشنطن تواصل مساعيها لدفع مقترح بايدن .. وحماس تتمسك بشروطها