الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الناخب والمرشح

عادل كنيهر حافظ

2014 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



جرت الأعراف على اتباع قاعدة اختيار المرشح ،من خلال البرنامج الانتخابي ، الذي يتعهد للناخبين تحقيقه اذا حضي بأصواتهم ، بالمقابل يرى الناخبين ان برنامجه يلبي مصالحهم ، وهكذا تنشأ علاقة تربط وبشكل وثيق ،

بين الناخب والمرشح علاقة تتسم بقدر عظيم من المسؤولية ، وخطورة هذه الثنائية تتأتى من ارتباطها العضوي ، بالمصلحة العليا للشعب والوطن ، حيث تفرض المصلحة الوطنية ، على الناخب ان يعطي صوته الى المرشح الذي يتسم سلوكه بالاستقامة ونزاهة الخلق وحب الوطن ، وان يكون مؤهل مهنيا بأحد الاختصاصات .

في ذات الحال تفترض مصلحة الوطن ، ان يكون الناخب شجاع في قول الحق ، ونزيه في الاختيار ، بحيث يتسامى على الولاء للمذهب والقومية والمنطقة والعشيرة وغيرها من الهويات الفرعية ، ويتمسك بالانتماء للوطن وما يترتب على هذا الانتماء من مواقف وأحكام ، تصب في خندق الوطنية ورفع شان الوطن ورفاهية أبناء شعبه .

وقد نبلغ الجهل ان أهملنا مواصفات احد أطراف المعادلة ، لان الناخب البليد أو الموالي لطائفة أو قومية ، سوف يقدم الولاء للقومية أو المذهب ، على الانتماء للوطن ،بمعني انه يفضل مصلحة الطائفة على مصلحة الوطن ، وهنا تنثلم وطنية الناخب ، في عين الحال سيعمل المرشح على تطمين مصالح طائفته ، ويجعل من مصلحة الوطن تابع لمصلحة القومية والطائفة وبالتالي يفقد الكثير من شرف المواطنة .

هناك من يدعي ونتيجة إخفاق أعضاء مجلس الشعب في أداء واجباتهم ، وانشغالهم في الصراع على مغانم السلطة ، ان الاختيار بات صعبا لان الجميع غير مرغوب بهم ، وهكذا ادعاء مرفوض قطعا ، لان العراق مليء بالوطنيين ومنهم المناضلين الأبرار ، وصورهم معلقة لمن يريد اختيارهم ، ومنهم ، على سبيل المثال لا الحصر ،هيفاء أمين وجاسم الحلفي ، ومثال الالوسي والعشرات غيرهم ، أما الحجة في الخوف من عدم فوزهم ، فهو أمر غريب حقاً كونه يقود صاحبه لان يفقد المبدء الأساسي الذي يتم بضوءه اختيار المرشح ، وهو المصلحة الوطنية ، التي تحتم انتخاب النزيه والوطني والمثقف مهنيا ، بغض الطرف عن نصيبه في الفوز من عدمه ،

بمعنى آخر لايصح القول ان تنتخب شخص غير مؤهل ، لمجرد الشك بانه سيفوز في لانتخابات ، وتترك مرشحا تعتقد انه مؤهل ولكن تشك في فوزه بالانتخابات ، لان هكذا انتخاب تأسس على فكرة من سيفوز ، وليس على فكرة من هو الأمثل ،

أيضاً يفكر البعض ان العراق بلد طوائف ،سنة وشيعة ومسيح وأكراد بالرغم ان الأكراد هم من الإسلام السنة إلا أنهم يصوتون على أساس قومي وليس مذهبي ، وبالتالي كلا يدلي لطائفته ،ولكن انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة أفرزت أكثر من عشر نواب من غير تلك الكتل الكبيرة الأمر الذي يعني ان هناك خطوات في طريق كسر المعادلة بالاتجاه الوطني السليم .

كذلك هناك من يتداول فكرة متخاذلة مفادها ، ان الشعب العراقي تعب من ثقل مأساته ، ولم يعد يتمتع بالوعي الكافي لاختيار ممثله على أساس الانتماء ،وليس الولاء ، وهذا الرأي غير دقيق لانه لايومن بقدرة الجماهير ، ولا يفترض ان الوعي انعكاس للواقع وهو يتحرك جدليا مع حركة الواقع ،بمعنى اذا كان وعي الناس متدني في راهن الظرف ، فانه لابد ان يتحسن ، وفعلا خرج العراقيين في عدة مظاهرات احتجاج ،ضد الكتل السياسية الحاكمة ،التي انتخبها هي ذاتها ، وعليه تعتبر حجة تدني الوعي قضية في طريق تجاوزها .

وأخيرا وليس آخراً ، الأفكار الانتهازية والنفعية البعيدة عن الوطنية التي تشاع بين الناخبين ، وهي ان القوى خارج الكتل الكبيرة المتنفذة ، لاتعد الناخب بمكسب ما غير الكلام عن الوطنية ، دع عنك وصمهم بالهرطقة ،كما فعل كاظم الحائرين ، إلا ان هذه الأفكار كانت فاعلة قبل عشرة أعوام ، أما الآن فقد عرف وتعرف كثير من الناس ، على النواب الذين انتخبوهم في ضروف صعبة ،ولم تكن التجربة تسعفهم الاختيار الأمثل ، أما الآن يوجد التيار الديمقراطي وله كثير من الرموز المؤهلة لتكون في مجلس الشعب ، لذلك الكرة الآن في ملعب الناخب العراقي ، وعليه ان ينتخب من يحقق له طموحه في العيش الكريم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران