الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليق على مقال الأستاذ/ جاسم المطير بعنوان -إلى المثقفين المصريين... تذكرة جديدة

محمد هشام

2005 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تعليق على مقال الأستاذ/ جاسم المطير بعنوان "إلى المثقفين المصريين... تذكرة جديدة
الأستاذ/ جاسم المطير
أتفق معكم تماماً في أن الجرائم البشعة التي ترتكبها الجماعات والعناصر التكفيرية الإرهابية، من قبيل جماعة الزرقاوي وشيخه بن لادن ومن على شاكلتهم، لا تمت للمقاومة بأية صلة، بل إنها تندرج عن جدارة ضمن الجرائم ضد الإنسانية.
كما أتفق معكم تماماً في أن نظام صدام حسين قد ألحق بالشعب العراقي وبالشعوب العربية من الكوارث ما يفيض عن الحصر، برغم كل ادعاءاته الزائفة عن "القومية" و"العروبة" و"مواجهة الإمبريالية"، وهي كوارث سوف يتعين علينا جميعاً أن ندفع ثمنها غالياً لعقود قادمة.
وأتفق معكم أيضاً في أن عدداً من المثقفين والفنانين المصريين، وغير المصريين، قد تورطوا في الدفاع عن صدام حسين ونظامه، وفي إطلاق صفات "البطولة" و"الوطنية" عليه، بصورة مباشرة أو غير مباشرة ولدوافع شتى، من بينها الارتزاق بطبيعة الحال.
إلا إن هذا كله لا يعني "تعميم" الاتهام بقصور الرؤية وعدم الانتفاع بخبرات الماضي والحاضر ليشمل كل المثقفين المصريين. فهناك من وقفوا ويقفون حالياً ضد النهج الاستبدادي الصدامي والنهج الإرهابي التكفيري على حد سواء، وهما نهجان لا يقتصر أثرهما على العراق وحده بل يمتد إلى أغلب البلدان العربية، وهناك من ميَّزوا منذ زمن طويل ومازالوا يميزون بين الوقوف إلى جانب الشعب العراقي في نضاله من أجل الحرية من جهة، وتأييد نظام معادٍ للإنسانية مثل نظام صدام حسين أو ممالأة مشروع الهيمنة الأمريكية الذي لا يقل عداءً للإنسانية من جهة أخرى.
وبالإمكان أيضاً التذكير بكتابات ومواقف مثقفين وفنانين وعلماء مصريين، ومن بينهم كاتب هذه السطور، في مواجهة جرائم صدام حسين وجرائم "فقهاء الظلام"، وهي مواقف دفع البعض حياته دفاعاً عنها، مثل الكاتب د. فرج فودة الذي اغتالته أيدي التكفيريين في عام 1992، كما عانى البعض الآخر من السجن ومصادرة كتبه. وإذا كان المهللون لهذه الجرائم والمنتفعون منها هم الذين يطفون على السطح، بحكم شهرتهم أو مواقعهم في وسائل الإعلام، فهم في نهاية الأمر أقلية لا يُعقل أن يُحمَّل كل المصريين وزر أعمالهم وأقوالهم، تماماً كما أنه لا يُعقل أن يُحمَّل كل العراقيين أوزار صدام حسين وزمرته ومن سوَّدوا تلالاً من الصحائف دفاعاً عنه على مدى سنوات حكمه البائد.

د. محمد هشام
كاتب ومترجم من مصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #بايدن يدافع عن #إسرائيل.. ما يحدث في #غزة ليس إبادة جماعية


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ومرافقي




.. هل هناك أي نوع من أنواع الامتحان أمام الجمهورية الإيرانية بع


.. البيت الأبيض.. اتفاق ثنائي -شبه نهائي- بين أميركا والسعودية




.. شوارع تبريز تغص بمشيعي الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه