الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجناس والنجاسة في اللغة والسياسة

طه رشيد

2014 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


كلما افكر بنقل لغتنا الى الاجانب يردعني "الجناس "، وتحديدا ذلك التقارب الصوتي والصوري لبعض الكلمات، ويقسم اللغويون الجناس نوعين :ـ تام : وهو ما اتفق فيه اللفظان في امور اربعة : نوع الحروف وشكلها وعددها وترتيبها . وخير مثال على ذلك : "العين " فالعين في اللغة تطلق على اشياء كثيرة. العين الناظرة هي عضو الإبصار عند الإنسان العادي.اما اذا قلت "عين السلطان" فانك تعني "عسس" الحاكم سابقا، ومخابراته بمفهوم اليوم، ونتمنى من كل قلوبنا ان تصاب بالعمى تلك العين لانها لم تصلح حالا ولم تحم وطنا .
ـ ناقص: هو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الامور الاربعة المذكورة مع الجناس التام.وينطلي الاختلاف على حركة الحرف بغض النظر عن موقع هذا الحرف .
فاذا استطاع الاجنبي، الراغب بمعرفة لغتنا، التفريق بين عين السلطان وعيني وعينك! فانه سسيستعصي عليه التفريق لفظا بين الكلمات التالية : شِعْر. شَعَر. شعير. شِعار. شَعّار. شارع. شرعي . . . الخ. اما اذا بدلت بعض الحروف زيادة او نقصانا وقلت له: فلان شاعر شعبي وشيعي وشروكي وشيوعي، فانه سيضطر الى قراءة التاريخ العراقي نزولا الى صدرا الاسلام ووصولا الى يومنا هذا لكي يفهم هذا الجمع في شخصية واحدة.
ومن بعض الصعوبات الاخرى التي تواجه الاجنبي، هو وضع النقطة على الحرف المناسب. سالني احد الفرنسيين الذي يحاول تعلم اللغة العربية عن سبب اطلاق اسم اجنبي على شخص عراقي، فشرحت له بان هذه ميزة يسارية، اذ كان اليساريون في الستينيات والسبعينيات مولعون باسماء مثل جيفارا وبرافدا وكروبسكايا ..الخ وقال انه يعرف هذا، لكنه مندهش كيف يسمي العراقي ابنه قبل اكثر من نصف قرن : مشغان وهي احدى الولايات في الولايات المتحدة الامريكية.
لم استطع ان اكتم ضحكتي لاننا نحن معشر العراقيين عكس الاجانب تماما اذ نضحك كثيرا ممن يخطأ
في لفظ كلماتنا ونتندر بها كثيرا. ويبدو ان ذبابة، وما اكثر الذباب في بغداد، وضعت نقطة على "عين" مشعان فاصبح مشغان . وحين قرأت الموضوع الذي بين يديه فهمت ان المعني ليس "مشغان " بل مشعان، وتحديدا مشعان الجبوري الذي كان للامس القريب مطلوبا للانتربول الدولي باعتباره داعما للارهاب واليوم اصبح مرشحا للانتخابات التشريعية المقبلة. وللتذكير فان المرشح الجبوري كان يمتلك فضائية تبث من سوريا، وكنا نسمع ونشاهد صراخ فضائيته ليل نهار وهي تدعو لوقفتين عربيتين احداهما تطالب بدعم دكتاتور ليبيا معمر القذافي، والثانية تدعو لإفشال العملية السياسية الجارية في العراق .
فما حدا مما بدا خيو ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام