الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حمى الاتخابات : صراع على المال والسلطة / بين العمامة والعمامة غير المنظورة

سعدي عباس العبد

2014 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



• صراع مرير , هذا الذي يجري الآن في فضاءات المدن .. يجري على الجدران وواجهات المحال والشوارع عبر يافطات وملصقات وصور وشعارات تكتظ بها سائر مفاصل المدن .. مشهد كرنفالي يتصدر الارصفة والشوارع ..ظاهره يشير عكس ما يضمره ..فالمطبوع على الجدران من صور وشعارات وبرامج تبشر بمستقبل افضل قادم في الطريق , سيأتي .. كلّ المرشحين حسب زعمهم يمثلون دور المنقذ . كل واحد من هولاء المعلّقين على الواجهات يدعي بتمثيل دور المخلص ..ويبشّر بحلول الفردوس على الارض , .. ونشر الرخاء والرفاهية ..وتجسيد المساواة على الارض ورفع راية العدالة الاجتماعية خفاقة في رياح التمايز الطبقي ..الخ من الشعارات والبرامج التي يسيل بريقها عسل الاحلام ..تلك الشعارت المزعومة الملفقة التي تقول ما لا تفعل ..لها بريق النحاس الذي حسبه الناظر او ظنه التماعات الذهب ..شعارات لا تعني في نهاية الامر سوى نزاع محموم من اجل المال والنفوذ..ما هي الا , تباري في مجرى من النفاق , بغية الفوز والاستحواذ على المال .. او الحلم المنشود, الذي عرّش في اذهانهم طويلا . الحلم بالفوز والاستحواذ على مال المقهورين والحفاة واليتامى والارامل .. في هذا الحلم يتبارى الشر بكلّ مااوتي من شر! مع شر ! .. والخسار دوما , نحن ..الحالمون يراهنون على المقدس وشعائره يدغدغون عبره عواطف من لا يزال يطلب مراده من المعبد والكهنوت , من لا يزال يعقد الآمال والاحلام على مخلوقات طواها التراب والقرون في كهوف النسيان , ودون ادنى شك سيثمر رهانهم عن اكاليل من تيجان الفوز .. تيجان من العمائم الموشاة بخيوط من الرياء .. ويبقى الناخب المقهور , المخدوع , ينظر من بعيد . من ارض الحرمان والنفاق .. لتلك العمائم العائمة في بحيرة هادئة من الرخاء والنعيم .. ينظر حسرة وكمدا .. ينظر الى ما جناه عليه اصبعة البنفسجي او نفسه الأمّارة بالطاعة , الطاعة العمياء لتعاليم العمامة .. والمقدس المطمور في ظلام القرون الغابرة .. الناخب المخدوع لا يجدي معه الوعظ ولا هو يعي الدرس فيريح ويستريح .. في كل دورة انتخابية يرتكب ذات الخطأ الفادح وفي هذه الدوره سيعيد انتاج ذات الاختيار الخطأ .. سيعيد انتاج ملامحه التراجيدية ..سيحفر في ذات الكهف الخرافي باصبع وحيد معوجّ معقوف ولكن بلون براق مخادع بنفسجي . .سيتحسس عبر اصبعه البنفسجي جداران الكهف وسيتفاجأ كما حدث من قبل , بحفنات من غبار الحرمان , تفوح برائحة الكهنوت الذي منّاه بالفردوس الموعود .. ولكنه لا يتعض حتى لو لدغ من ذات الكهف الف مرة ..فسيشده الحنين للكهف وسيذهب زحفا مقدسا باصبعه المعقوف __ في إشارة رمزية لذهنه المعاق او المعقوف __ يتلمس عبر جدار الكهف . او غبار الحرمان ..ليس العمائم وحدها من يخوض في وحل الخديعة والكذب .. بل هناك عمائم غير منظوره للعيان . عمائم حاسرة الراس , غير انها معمّمة من الداخل .. عمامتها داخلية ..وغالبا ما تكون اشد فتكا في إشاعة العوز والحرمان من نظيرتها المرئية او الطافية على السطح . .بيد انهما يتناغمان في الاهداف ويشتركان في توسيع مساحة الفقر والقمع والقسوة .. يتفقان في الشهية الشرهة لسرقة اموال الناخب ..وفي الطموح العجيب لتحقيق اهداف غير مشروعة عن طريق السلطة والجاه والأبه والنفوذ .. بقية ثلة من المرشحين الحالمين يمتلكون اهداف وبرامج تتسم بالصدق والواقعية في التنفيذ فيما لو سنحت لها الفرصة وحالفها القدر بالفوز .. ولكن ذلك يبدو صعبا انّ لم يكن مستحيلا .. لم تنضج بعد الظروف الموضوعية لتحقيق ذلك .. اقصد لا زال وعي الناخب موصد بابواب من من الاوبئة المتفشية على مساحة واسعة من العقل الجمعي .. فمتى ما فتحت تلك الابواب او ذلك الانغلاق .. وهبّت عبره رياح الانفتاح على الاخر . الذي يشترك معنا في هوية الانتماء الوطني .. الهوية العابرة للهويات الفرعية المذهبية والعرقية والطائفية .. تلك الثلة المرشحة الحالمه بغدٍ افضل , الشحيحة الحظ والجمهور .. سوف تخرج خالية الوفاض من الحلبة . خاسرة بكل تأكيد .. هذا ما تشير اليه الوقائع والاحداث على الارض ........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح وما موقف القاهرة ؟| المس


.. أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا




.. انتفاضة الطلبة ضد الحرب الإسرائيلية في غزة تتمدد في أوروبا


.. ضغوط أمريكية على إسرائيل لإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات




.. قطع الرباط الصليبي الأمامي وعلاجه | #برنامج_التشخيص