الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الذكرى 75 لانتفاضة 8-9 إبريل 1938 بالبلاد التونسية:

منصور بختي دحمور

2014 / 4 / 8
السياسة والعلاقات الدولية


الذكرى 75 لانتفاضة 8-9 إبريل 1938 بالبلاد التونسية:
هناك فرق كبير في البحث عن الحرية بين الاعمى والبصير، "أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك" هكذا صاح رولان، ولا ننسى ذلك المثل الامريكي الذي تخالفه أمريكا في قوله:"تنتهي حريتك عندما تمس يدك الممدودة أنف رجل آخر"، ولكننا كتونسيين لا نحتاج الى من يعلمنا تلك المعاني التي زرعها التاريخ الاصيل لنا في نفوسنا ونفوس آبائنا واجدادنا من قبل، لسنا في حاجة الى من يعلمنا كيف نمشي ويأخذ بأيدينا وفي يده أغلال يريد ان يقيدنا بها في سبيل حرية لا تمت الينا بصلة، تلك الحرية التي تعني المساس بكرامة تونس الحبيب وتُبعثر آراءا طالما كانت على سكة واحدة في العمل من أجل الصالح العام للوطن.
في الثامن من ماي عام 1938 م خرج الصبي التونسي من بيته وهو يدري الى اين يتجه، وخرجت المرأة التونسية وهي تعرف الى اين تذهب وكان الرجل التونسي في مقدمة الركب الذي خرج طالبا للحرية التي يتشدق بها الغرب اليوم، خرج الشعب التنسي مطالبا فرنسا رغم سلاحها وعتادها وغدرها بصدور عارية يعلم ان الموت في ذلك الطريق، ولكنه خرج، لم يأخذ احد بيده، لم يرشده احد الى الطريق، ولم يطلب العون الا من رب العباد.
في الحقيقة ان السياسة الاستعمارية الفرنسية على غير شاكلة غيرها من سياسات الاستعمار المنبوذ مهما كانت سياساته كانت على حياد ذلك ذات تطرف عنصري اديولوجي لم يشهده العالم الانساني من قبل، ولكن الحكمة التونسية التي انتهجها رجال سياستها ابان العهد الاستدماري اجبرت الفرنسيين على الظهور في صورتهم الحقيقية التي طالما سترتها فرنسا عن العالم الانساني.
كانت الاعتقالات والاعمال القمعية التي التي طالت رجال الحركة الوطنية التونسية دليلا على ضعف فرنسا اما الارادة التونسية التي صنعت المستحيل في سبيل الاخذ بالحرية، ولم نزل الى اليوم نتذكر ذلك الشعار الذي حمله الينا من عاشوا تلك السنوات: الحرية تؤخذ ولا تعطى، يتردد في نبرات كلماتنا ضد كل من يمس المجتمع العربي المسلم بمؤامراته النتنة في سبيل السيطرة على ما رزقنا الله تعالى من تلك الارض الغالية التي رويت بدماء الاباء والاجداد.
كيف يمكن لذلك المستعمر ان يتغير بين ليلة وضحاها فيطالب بحرياتنا بعد ان سلبها منها من قبل؟
ألم يخرج التونسيون في مثل هذا اليوم مطالبين ببرلمان تونسي ودستور للبلاد يرتضونه؟
إن مقتل المئات من التونسيين يومي 8-9 من ابريل سنة 1938 يجب ان يعيد لنا تلك النفسية الحاقدة علينا من طرف المجتمع الغربي اللاهث وراء البلا العربية الى اليوم.
يجب الا ننسى تلك الجهود التي بذلها اباؤنا واجدادنا في في صناعة الحرية التي أردناها والتي تنفعنا وتنفع بلادنا وشعبنا، لا الحرية التي تتشدق بها افواه المستعمرين من قبل ليقولوا لنا اليوم انهم اكثر الناس حبا للخير لنا ويحاولون اقناعنا ان أمثالهم يبحثون لنا عن السلام؟ عن اي سلام يتحدثون؟ عن السلام الذي عاشه الاباء والاجداد على ايديهم خلال السنوات الماضية؟ ام سلاما آخر يجعلنا نحط من كرامتنا ونتقاتل فيما بيننا بينما يرتع الغرب على طاولات خمرته القذرة يضحك من تصرفاتنا في ذواتنا وبينا كإخوان يحمل بعضهم السلاح على بعض.
لماذا لا نتساءل عما نريد؟ وعما الغرب ما يريد؟ ولا نتذكر ان الله يفعل ما يريد؟
هي رسالة أخوية لا أتحمل بقاءها في صدري الى النفس التس تربينا عليها وتعلما منها وعملنا بها وسرنا اليها وبقينا معها طوال قرون من الزمن لم يهدأ للغرب بال وهو يراها في ذواتنا تتحرك تحرك الجنين لا حركة العجائر اللواتي يملأن اوربا وامريكا.
السلام سلامنا في نفوسنا ورحمتنا في بعضنا وبقاؤنا واحدا لا ثاني له واستعانتنا على الخير وطردنا للشر، فأما السلام الذي يجرنا الى حمل السلاح على بعضنا البعض فذلك سلام لا يعرفه التونسيون ولا العرب ولا دين من الأديان.

دحمور منصور بن الونشريس الحسني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟