الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجود عند الاقتضاء

اسراء الجزائري

2014 / 4 / 9
الادب والفن


الوجود عند الاقتضاء..............
اسراء الجزائري
الغريب والمختلف,مرادفان جل ما نتعثر بهما بحياتنا,فوجودها امر طبيعي,فالامور بطبيعتها لاتكون متماثلة برمتها لابد من وجود شيء يميزها عن غيرها فمن الطبيعي ان نتميز عن غيرنا بالاختلاف,ولكن الغير طبيعي ان نبقى مختلفين لدرجة الانفصال عن الواقع,فتلازمها مع حياتنا هو الغير طبيعي,والغير طبيعي اكثر ان يصبح الواقع بوجودها افتراضآ,والافتراض احتمالآ,والاحتمال استدلالاً,حتى استقرينا بفجوة الحياة الافتراضية المزيفة,والاوهام المطردة,فحياتنا لاتتجاوز بضع مرادفات تتكرر دون كلل,ودون اعتراض,
-لاول مرة ادرك اننا لم نكن,فنحن لانمارس سوى فن التقدم بالارواح,ولانتقن سوى فلسفة المغادرة نغادر بصمت كعيشنا بصمت,كوجودنا بصمت.......
بطبيعة الحال انا اؤمن بالسببية,فمهما كان هناك من اختلاف وفرضيات وتداعيات لا التمس وجودها ولا ادرك ماهيته,ولايمكنها ان تستقر بمجامير مخيلتي دون ان تكون قد شيعت بسببية مقنعة,فالسببية وسيلة تمرير,مهما كانت تحوي هذه الوسيلة من لعب عقلية مخادعة,الا ان اقترانها بها يجعلنا نعود لها عند الاقتضاء,ونتذرع بها عند الضرورة,!!!!!!
...على ارضنا للاسف وداخل واقعنا ظهر الفشل الذريع بتأقلمنا مع الحياة او فهم ابسط متطلباتها او حتى تفاصيلها البارزة مماجعلنا على جرفا اخر منها,منفصلين بشكل قطعي عنها,فواقعنا الضحل,فصلنا كليآ عن معالم الحياة المادية,جعلنا نعيش بمنكون الروحية,والنسيان الاجباري,الذي قدسناه بخضوعنا المسمتر لحالة اللاوعي حتى
كنا باستمرار خارج اسوارها وخلف جدرانها,نراقب عن بعد كيف يمارس الجميع مجريات حياتهم بحذافيرها,مكتفين بدور المراقب كأطفالآ الذين يسترقون النظر للبالغين ويحاولون تقليدهم في ممارساتهم لعلهم يذوقون طعما ونكهة لواقع ولتجربة لم تمر عليهم من قبل,حتى سطت علينا فكرة الاغتراب عن الواقع,واقترنت بأجناسنا,جعلتنا ككائنات مبهمة كل من يلمحنا او يستشعر بوجودنا يذهل من امكانية اختراقنا,لفلسفة العدم وتجاوزنا سياسة النفي,التي بوبنا داخل اقامتها الجبرية عنوة,ودون جناية اوجنحة واضحة,فقدنا بزجنا بها كل مراسيم الحياة الطبيعية,فأصبحنا,نمارس الوجود بمخيلتنا
-لااعلم حقا ان توصلنا للحقيقة اليقينية التي تنص على اننا غير موجودين على خارطة الوجود البشري وان وجودنا العرضي لم يغادر دائرة الفرضيات,غاضين البصرعن ان الفرضيات مهما تعددت وتكررت تبقى مجرد اخيلة لاتشكل اي جزء من الواقع!!!ومهما حاولنا ان نجد تبريرا لكل هذا التعتيم لا المح سوى فكرة النيرفانا التي بادرة لذهني وجعلتني التمس بوجودها وطفوها على السطح بواقعنا,فهذه الفكرة التي تتجسد بالحالة التي يصل لها الانسان بعد طول تأمل عميق,وبعد الانطفاء الكامل عن الحياة,اي يصبح منفصلا تماما بجسده وذهنه عن العالم الخارجي,فلايشعر بالمؤثرات الخارجية على الاطلاق,
ففي مدينتنا هذه البقعه السوداء المتوغلة بالحزن القاتم,لم يبقى للحياة بها عنوان ليس فقط الفرضيات الذي آثرناه على الواقع ولكن حتى الموت امتزج مع الحياة,فلم يسبق ان اقترن نقيضن على الارض وتحتها وتماثلا الا على ارضنا التي سمحت له بان يحط رحاله ويستقر افترشها متخذها كموطنآ له,واصبح اهم معالمها و ابرز مشيداتها,اتقنه سكانهاواصبح يجيدون فنونه بحرفية تفوق ابجدية الحياة,حتى امسى اسمه ووجوده يمتزج بها ويشير اليها.الى مدينتنا الباهتة بذهنا الشارد,كم ارهقتني التحام فكرة الاستعداد الدائم للموت بفكرة التواجد,هنا لم استشعر سوى بمبدأ -نعمة الوجود هي ان تعيش لتموت-,استذكرت الجانيية(احدى المقدسات الهندية)الذين يقدسون الموت اكثر من الحياة لان يحيوي الصمت المقدس,لانهم يحيون بصمت لعلنا وصلنا لمرحلة تقديسه(الصمت والموت)دون ان نشعر,فلا احد يختار ان يعيش خارج اطار الحياة,ويعدم نفسه بالوجود الا الاشخاص الذين خذلتهم الحياة بأستمرار,تهالكت جميع امنياتهم بألانتظار فبقوا عائمين,على اطلال احلام لاصلة لها بالواقع,احلامآ انتهت صلاحياتها قبل ان تبدأ,وهم مازالوا ينتظرون تحققها بشغف,حتى اصبحوا غرباء داخل الوجود,لاصلة لهم بمفاصيل الحياة كعابري السبيل,لايملكون ذكرى منها سوى انقطاعهم عنها,ولايتركون اثرآ عليها سوى المرور بها,فهم يعيشون على ,بقايا احلام,بقايا وجود,بقايا احياء,بقايا ارواح,بقايا وطن........................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته