الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوس أفكاري...بجملة من الامنيات...0

عبده جميل اللهبي

2005 / 7 / 10
الادب والفن


منذ اليوم الاول الذي يفتح فيه المولود عينيه وحتى يبلغ سن الشيخوخة ..تتقاذفه الامال والاشكال فيمضي حياته لاهثا الى درجة ان ينتهي بأن يقنع نفسه بهذا الواقع المرير ويبقى الخيال فسحته الوحيدة التي يحقق من خلالها لحظات ممارسة الحرية وتحقيق الاحلام.....0
ففي سنوات الطفولة الاولى يفرض عليه ابواه توجيهاتهما الصارمة فلا يفعل الا مايريدا دون ان يتمكن من فعل مايريد ، وان مال الى شيء من حرية واستقلالية انفجرت في وجهه صرخة ، وان لم يرتدع تلحقها صفعة ....0
فيتولد في ذاته خوف هائل ، ولعل هذا الخوف الهائل بذاته هو الذي يدفع البعض الى مواجهة الموت بكل قسوة وعنف، لانه في هذه الحال ينقذ نفسه من الموت البطيء وكذالك من ويلات الاحتضار ،ومن حالة الخوف العامة المسيطرة عليه .....0
وزيادة على ذالك ماان ينفتح قليلا حتى تستقبله سياط المعلم في المدرسة وقد تمتد انامل المعلم احيانا لتشد اذنيه ان فاته كتابة درس او تاخر على الفصل....0
يمر به العمر وهو يعزي نفسه بانه سوف يحقق اماله ويعيش سعادته ، التي ومنذ لحظتها الاولى يستطم بواقع انه يحتاج الى إمراة تشاركه الحياة ، وهنا تاتي ارأ الاهل بانهم لايريدون الا الفتاة التي تتناسب مع طبيعة العائلة ، وهنا يبدأ الخلاف واذا اصر على رايه يتخلى عنه ابواه والعائلة ليجد ذاته مرمياً منبوذا على رصيف الحياة كطير كسر جناحاه.....0
ثم تبدأ رحلته الشاقة للبحث عن فرصة عمل ..حتى يجدها ..وهنا يتفاجاء بمديره ، حيث لا يكون له رأي الا مارأى المدير وحتى لوكان رأيه الصواب ...اذا فعليه ان يتعلم كيف يصمت ويسمع الكلام دون ان يكون له اي دخل او رأي....0
فما الذي بوسعه ان يفعل وهو الذي تدرب على تذوق المرارة بصمت بانتظار فرصة العمر التي سوف تنشله من هذه المعمعة وتجعله كائنا حراً يفعل مايريد وليس مايريده الاخرون...0
وعندما يلقى تبريرات لهذه المواقف على انها قضاء وقدر حتى يتحول الى كائن غير صادق مع ذاته وغير مستقيم فيسقط في نظر نفسه اولا، وهنا تبدا مرحلة السقوط الكبرى فيعيش هذا الشخص ذروة الالم الذي لايمكن الافصاح عنه..وهل بأمكانه ان يخرج عن الدين وعن العمل وعن العائلة لمجرد انه يريد ان يمارس حريته الشخصية التي ستتحول بالنسبة اليه الى شذوذ مادامت تلحق به كل هذه الاضرار.....0
وهكذا تمضي من عمره السنون وهو مازال يمني نفسه ان مازال في العمر متسع ليفعل به مايشاء ..فقد اصبح قادرا على قمع نفسه دون انفعال لقد اصبح بامكانه ان يحرم ذاته ان يحتمل الحرمان وهو يبتسم ..وقد يسخر من ذاك الذي لم يتمتع بخبراته الكافية فينفعل ويؤدي بنفسه الى التهلكة او الى الهوس العقلي اوالتطرف الديني او العزلة الاجتماعية ...0
ويمضي الجزء المتبقي من العمر فيشعر بقرب النهاية وتنطفيء كل اماله ..فهو لم يعد قادرا على تحقيق رغباته وليس بامكانه ان يبدا مسيرة كفاح جديدة يحقق فيها طموحاته واحلامه التي لم تتحقق..0
وهنا وهو على فراش الاحتضار ياتيه الموت وهو يحاول ان يهديء من روعه قائلا له :ياهذا هون عليك فقد وهبت افكارا مكنتك من تحقيق احلامك على وسائد وردية فكم مرة عانقت المراة التي طالما حلمت بها ..كم مرة سهرت معها وكم من مرة زرت البلاد التي طالما حلمت بها ..وكم مرة تمنيت مبلغ من المال فهرعت الى البنك لتاخذ ماتشاء ...فيدرك للتو قيمة النعمة ويتمتم ملء فمه :لكن على اية حال شكرا لتلك الافكار السحرية على تحقيق كل تلك الامنيات...........0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي