الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شراء الأكاذيب

محمود الزهيري

2014 / 4 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



مازال المصريين في حالة مخاض وجداني مشوه وغير طامح لأن يكون مستقيم علي جادة طريق الخلاص من تشوهات وجدان مهتريء بعذابات واقعه المصنوعة بمهارة واحترافية ..
وعلي ذات الطريق في الإتجاه المعاكس لخط السير المعتاد طوال تاريخ طويل من التشوهات للمصريين تري من احترفوا بيع منتجات الوهم كسلع رائجة لها موزعين ومشترين يتلهفوا علي تلك السلع التي تباع بميزان الأكاذيب , ومابين الوهم والكذب تعتاش سلطات الإستبداد , وتنمو حولها الطحالب الدينية والقومية , بكثافة وتعمل كسياج حامي لحديقة شرور الإستبداد ..
المشهد المصري الإجتماعي / السياسي , ظل مستقيم علي خط العبودية للدولة المركزية طوال تاريخها القديم والمعاصر , وإن كان التاريخ الوسيط بعيداً عن التأريخ بمثابة أكاذيب صنعها الحكام المستبدين حسبما هي شريعة المنتصر علي خصمه في أرض المعارك التي هي مصر , ويمثل المصريين فيها مجرد جغرافية للصراع لسلب ونهب الخيرات الطبيعية , بجانب السخرة والعبودية التي كانت تعمل في المصريين كدود القز تأكل الأخضر , ويستفيد منها السادة بالتنعم بالملبوسات الحريرية , في حين يستمر العبيد في جمع أوراق التوت في فصل الربيع لدود القز .. ويحرم عليهم ملبوساته أو بالأحري يصعب عليهم إقتناؤها ..
وأكاد أراهم , كدود القز أراهم أو أدني , بل أراهم كالطحالب أو الاميبا وحيدة الخلية ؛ إنهم من وجهة نظري المتشائمة الممجوجة المجنونة أو التافهة حسب تقييم البعض, إنهم , هم من أسميناهم الــ " نخب " أو الــ " كاريزمات " أو جوقة الـ " كتاب " و الـ " مثقفين " , والـ " سياسيين " , فغالبيتهم بمثابة أميبا وحيدة الخلية , تنقسم لتتكاثر وتنتج ذاتها وفقط ..
وكأني مضطر لتقييم ممارسة السياسة في مصر كأن شأنها كشأن ممارسة الأعمال المنافية للأداب , فهذه جرائم أخلاقية , وممارسة السياسة ينتهي بها المطاف إلي تلك الجرائم الأخلاقية , فما زال المثقف والسياسي يمارسان الكذب وبيع الأكاذيب لمجتمع فقير مريض مأزوم علي الدوام , ليظل المثقف والسياسي هما من تمتليء خزائنهم بالأموال , وترتفع مؤشرات أرصدتهم بالبنوك , ويحملا الفيزا كارد , ومردافاتها لدي العديد من البنوك , وترتفع مؤشرات أرصدتهم المالية, وهما من يظهرا علي صفحات الجرائد والمجلات وشاشات الفضائيات , والمحافل والندوات والمؤتمرات ..
المثقف والسياسي صارا لعنة علي الوطن , ومصيبة للمواطنين , بدوام إلتصاقهما بالسلطة , فهما من تبدأ لديهما شروط العبودية للسلطة مقابل إمتيازات تمنح لهما , ليتم إعادة إنتاج شروط العبودية , و بيعها للمواطنين , كسلعة رائجة مغلفة بأكاذيب المثقف والسياسي ..
لعبة الإنتخابات الرئاسية في مصر تمثل حالة منكرة من حالات بيع أكاذيب السلطة عبر منطقة العبودية المباحة , ليتم ترويجها كسلعة مشتراة من جانب المواطنين المغيبين بالوهم وسلطة الأكاذيب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يتجه الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على إسرائيل؟| المسائ


.. الأردن.. مخاوف من امتداد نفوذ إيران للمملكة الهاشمية؟




.. الأمريكية نيكي هايلي تكتب عبارة -أقضوا عليهم- على قذائف إسرا


.. اليمن.. غضب في عدن بسبب ارتفاع أسعار الخبز • فرانس 24 / FRAN




.. بدء فعاليات اليوم الثالث من -منتدى الإعلام العربي- في دبي| #