الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضد الميتافيزيكية - الجمود والثبات-

ادم صابر

2014 / 4 / 10
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


هناك نقاش مطروح بشكل واسع داخل الحركة الطلابية المغربية، وبالأخص من يزعمون تبنيهم للفكر الماركسي اللينيني بخصوص الوحدة ومهام البرنامج المرحلي، وحتى لا تطول المقدمات لا بد من الاعتراف بأن هذا النقاش يبين أن النظريات الماركسية لم تتضح بعد للماركسيين اللينين لهذا بات لازما علينا أن نراجع بعض الدروس في أسس الماركسية حتى توضح لنا الرؤية وتكنس النقاشات الميتافيزيكية المتكررة كما يكنس الغبار.
إن الميتافيزيكية تنظر إلى المراحل والأفكار بإعتبارها ثابتة وجامدة، أما الديالكتيك الماركسي فينظر للمراحل وشروطها الموضوعية والأفكار على أنها متغيرة دائما وأبدا إضافة إلى كون الأحداث مترابطة لا تنفصل عن بعضها، وتطور المهام هو نتيجة تطور التناقضات، نتيجة الفعل المتبادل بين القوى المتضادة.
وبالتالي ألا تكون الشروط الموضوعية القوة الرئيسية التي تحدد طبيعة المهام المرحلية ووسائل النضال المرحلي وتقرر الانتقال من مهام إلى أخرى؟؟
بدون جدال فإن كل من يتبنى الديالكتيك الماركسي والمادية يعترف بأن الشروط الموضوعية تأثر بلا ريب في تطور النضال، وبأن الشروط الموضوعية لكل مرحلة تفرز مهام جديدة تفرز هي الأخرى بدورها وسائل جديدة للنضال تجيب عن هذه المهام.
وبناءا عليه فمن الواضح أن نضال كل مرحلة لا ينبغي الحكم عليه من ناحية الثبات والجمود أو من ناحية برامج مقررة سلفا، وإنما ينبغي علينا أن نبني حكمنا على أساس الظروف التي ولدت هذا البرنامج، فالبرنامج المرحلي يعتبر خرقا للوضع الراهن بينما في ظروف صياغته هو برنامج منطقي ومفهوم تماما لأنه يعتبر في ضل الشروط الموضوعية آنذاك خطوة إلى الأمام بالنسبة لنضال الحركة الطلابية، فالشروط المادية هي التي تحدد الأفكار والبرامج والآراء السياسية، وقد كتب ماركس في مقدمة مؤلفه "مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي " ليس إدراك الناس هو ما يحدد معيشتهم بل العكس من ذلك إن معيشتهم الاجتماعية هي التي تحدد إدراكهم.
وبالتالي لاجتناب الخطأ في السياسة يجب على المناضل النظر إلى الأمام لا إلى الوراء وأن يؤسس نضاله لا على مبادئ العقل الإنساني المجردة كأنها ثوابت مقدسة بل على الظروف الواقعية التي تؤلف القوة الحاسمة في التطور.
فهل يمكن انضواء النضالات تحت لواء واحد؟ إن هذا يتوقف على مبلغ نمو التناقضات الطبقية، و النضال من أجل الحريات السياسية والنقابية هو مهمة جديدة وحاجة حقيقية أنتجها تطور الظروف الواقعية ونمو التناقضات الطبقية، فمع كل خطوة نضالية يخوضها الطلبة والمناضلون أو أي طبقة مضطهدة داخل هذا الوطن الجريح إلا وتصطدم بالقمع المادي المباشر والاعتقال السياسي أو الاغتيال وأيضا القوانين المكبلة ( قانون الإرهاب- قانون الإضراب...)، فبقدر ما تتطور نضالات الجماهير الشعبية بقدر ما يغدوا واضحا وملموسا حرمانها من الحقوق السياسية وأنها جماهير محرومة من الحقوق مستذلة بكماء، وهذا الواقع لا يختلف عن واقع نضالات الحركة الطلابية حيث تصطدم كل الخطوات التظاهرية كما اصطدمت سابقتها بالقمع المادي المباشر والمذكرة الثلاثية وتطويق الجامعات وعسكرتها إضافة إلى الطغيان البوليسي ومذكرات البحث الوطنية...، وحيث أنه لا تنفصل نضالات الجماهير الطلابية عن الجماهير الشعبية، وأنه لا ينفصل اضطهاد وقمع الجماهير الشعبية على ما تتعرض له الجماهير الطلابية، أضحى من اللازم علينا ضرورة النضال من أجل الحريات السياسية والنقابية والتنديد بالاعتقال السياسي والقمع الذي تتعرض له كلا الجماهير لتمكن من النضال خارج القنينة وتوعية الجماهير بالحاجة لإنجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية نحو الثورة الاشتراكية، وقد اعتبر لينين بأن نضال الطبقة العاملة الروسية من أجل تحررها هو نضال سياسي مهمته الأولى هي بلوغ الحرية السياسية (راجع ما لعمل- لينين) بحيث أنه لتناضل البروليتاريا في سبيل تحررها الاقتصادي، يجب عليها أن تظفر ببعض الحقوق السياسية.
في ضل نظام استبدادي كالنظام القائم في المغرب ليست البروليتاريا وحدها المحرومة من الحقوق السياسية بل حتى بعض فئات البرجوازية، بحيث يصبح هنا النقاش ليس هو الانتماء الطبقي بل نقاش الانتماء للخط السياسي نظرا لكون الثورة المغربية مازالت في مرحلة تفكيك نقط قوة العدو الطبقي والدفاع الإستراتيجي بالنظر إلى موازين القوى الطبقية الحالية.
إن الواقع الحالي لنضال الطبقات ببلادنا هو ما يفرض علينا إنجاز مهام الثورة الديمقراطية الجديدة تقودها البروليتاريا، تهدف إلى إحقاق الحرية السياسية وتشكل مرحلة أولى تمهد الطريق لإنجاح مهام الثورة الاشتراكية، وما يجب على المناضلين الوعي به هو أن ممثلوا البرجوازية الذين يعارضون الحكومة الأتوقراطية وسلطتها الغير محدودة لا يمكن أن يكونوا حلفاء لهم إلا بصورة مؤقتة، وبالتالي فإن نضالاتهم إلى جانب البرجوازية لا تتعدى حدود القضاء على سلطة الحكومة المتسلطة والتمكن من الحقوق السياسية لكي يخوضوا نضالهم ضد طبقة الرأسماليين المكشوف وعلى نطاق واسع.

أعتقل الثوار عاشت الثورة أستشهد الثوار عاشت الثورة
عاشت الماركسية اللينينية الماوية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza


.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع




.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب


.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال




.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل