الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفن والحداثة

ايمان الجمال

2014 / 4 / 10
الادب والفن


هل يمكن ان نقول أن تاريخ الفن لا جدوى منه ، مادام النظر الى الأعمال الفنية كافيا،كلا فإن تاريخ الفن يعلمنا كيف نقترب من الأعمال الفنية وكيف نتقبل أشكالها التى ابتكرها الإنسان عبر الزمن
إن دراستنا للمنجزات الفنية فى عصورها المختلفة تمنحنا تجارب ومعارف أبعد أثراً وأوفر قدراُ من التى نجنيها من دراستنا التاريخية ، إذ المنجزات الفنية أكثر شمولاً لعناصر الحياة .
وكما يرى" أرنست فيشر " عالم الجمال الماركسى " أن الفن ضرورة لوجود الإنسان على اية حال كانت حياته وانه سوف يوحى فى المستقبل كما أوحى فى الماضى مع اختلاف وسيلة الأداء ."
"نحن إذا ما تأملنا العمل الفنى لم نجده غير تجميع لعناصر عدة متنوعة تندمج معاً لتكون وحده ، وهو لن يكون علماً الا بعد أن تتحقق هذه الوحدة ."
وهنا نتساءل ترى من يكون الفنان ؟ أهو المعبر عن روح الجماعة التى ينتمى إليها وعما تحس به ويجيش فى صدورها ؟ أم هو المعبر عن ذاته وآلامه وأحلامه؟
والاجابة هى ما تبلغه الأذن فى غمرة استماعها تدركه العين فى غمرة تأملها
فمما لاشك فيه أن الفن قديم قدم الإنسان ، نشأ معه منذ نشأته الأولى وكان له بمنزلة الظل منه لا يفارقه ، لذا مضى الفن مع مضى الإنسان يتشكل بشكله.
فدراسة الفن مرتبطة بمبدعه ، تعنى الرابط بين العمل الفنى وبين النفس التى أوحت به ، لذا كان لازماً لكى نعرف العمل الفنى أن نعرف على أية حال كانت النفس التى أوحت به فكراً وحساً.
فلا يأخذ الفنان فى عمل فنى الا بعد أن يمتلئ خياله ووجدانه ، وتفيض نفسه بمشاعر واحاسيس لا يمتلك ان يكبتها ويكون أسير هذا الفن حين يشكل او يصوغ او يرسم أو يصور يتجه حيث يوجهه الفنان ،
ليحقق به صورة من خياله الى واقعه.
" "ان الفنان يوجد فى هذه الدنيا دون إرادة أو تطفل . يشق طريقه بحاسة التوجيه ويتبين ثمة نظاماً فيما يعرض من سيل الخيالات والخبرات .
هذه الجذور التى يستقى منها عصارات فنه تتدفق فيه حتى تبلغ عينه فيرى الدنيا فى لوحاته ."
وهنا لابد من تفهم العلاقة بين الفنان والواقع فى العصر الحديث فتساءل عن الطبيعة المتبادلة بين الواقع ووعى الإنسان ومشاعره .
كيف يؤثر ذلك على فن الرسم الملون ؟ ما هو دور هذه العملية فى السمو بالصورة المتخيلة للواقع؟
فأجاب ان التطور واكب ما حدث فى ميدان العلم حين رسم بيكاسو وبراك أول صورة تكعيبية ورسم فاسيلى كاندينسكى اول لوحة تجريدية .
فالفن الحديث لا يعكس الشئ المرئى ، إنما يجعله مرئيا .
فكرة الحداثة عند "هربرت ريد" مشتقة من انعكاس الثقافة الحديثة ، أى أسلوب الحياة الحديثة على الإبداع ، فإذا كان الفنان متوافقاً معها فى الرؤية الحضارية وطريقة الإدراك والتفكير تغير أسلوبه الابداعى بما تقتضيه الظروف المستحدثة واتسم بالحداثة .
ثم يقرر ان ما نسميه الحركة الحديثة فى الفن ، بدأت على يد فنان عقد العزم على أن يرى العالم موضوعياً بعقله بلا اى غموض . أراد ان يرى الموضوع الذي يتأمله فحسب .
وهنا من الممكن ان نضيف أن الفن بصفة عامة حين يعمد الى تمثيل أى موضوع حسى فإنه ينظمه ويعدله حتى يجعل منه محسوساً معبراً .
وحين يدرك الفنان ما لديه من قدرة إبداعية ، فانه لا يتردد فى ان يقول أذا كان العالم لهو بلا ريب أقوى من العالم ،
وليس معنى العالم سوى التعبير الفنى الذى تفيض به لوحات الفنانين وتماثيلهم وشتى مظاهر إبداعهم ، حتى تجئ هذه كلها فتخلع على الواقع بعداً إنسانيا بمعنى الكلمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الموزع الموسيقى أسامة الهندى: فخور بتعاونى مع الهضبة في 60 أ


.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟




.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا


.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل