الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمك - لبن - تمر هندى

سامح محمد

2014 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


هذه أصبحت حياتنا مجموعة من الاحداث الغير مرتبة و الغير منطقية تسببت فى زيادة حياتنا الصعبة المملة بطبيعتها و كأن حياتنا لم تكتفى بما هى فيه فكان ولابد من وجود أحداث تزيدنا الآم و صعاب و تصيب تفكيرنا بالحيره حول ماهية الحياه و استمرارها فى هذا العالم المجنون .

حسناً سأبدأ من الاحدث فالاقدم حين استيقظ العالم اليوم على وفاة زعيم الإنسانية نيلسون منديلا تخيل ذلك الرجل الذى ترك بصمة فى عالم الجهاد الإنسانى حزن العديدون لوفاته فكما يقال "الطيبين هما اللى بيموتوا" فقد مات منديلا بعد أن أطلق الرصاص على العنصرية ، مات و هو ينهى أسطورة القائد العظيم الذى يؤلهه الناس حين أعتزل و هو فى أوج مجده ، مات من حول جنوب افريقيا لجنة الله على الأرض بعد ان كانت جحيمه ، الغريب أن هناك من يسخر من عمر الرجل لانه توفى عن عمر يناهز 95 الغريب أنك لا تجد من الساخر هذا أى فائدة تذكر فما فادنا هو طوال حياته فقد عاش منديلا خادماً للانسانية و أبى أن يخرج من الحياه كما دخلها فلابد و أن يكون للانسان دور صالح فيها .

و بالعودة للخلف فأننا لا نمتلك أنفسنا حين تبكى حزناً عم من كانوا لا ينسون الآخر و من فنوا حياتهم من أجل نصرة الفقراء و المهمشين فقد رحل عنا الفاجومى "شاعر الغلابة" أحمد فؤاد نجم .
تركنا نجم و كلماته مازالت حية فينا تركنا و ترك فى خيالنا جلبابه المرسوم عليه أثر سنوات من النضال و العمل الثورى تركنا و ترك السفينة و هو منبهاً على الفلاح أن يكون ملاحاً لها و على الصانع ان يضع ترسه مكان لدفتها حتى تستمر فى العمل ، رحل نجم و ترك لنا الحثالة من البشر ممن فرحوا لموته و لم يراعوا قدسية الموت و ذكر محاسن الميت الغريب أن هؤلاء فرضوا أنفسهم متحدثون بأسم الدين و فضائله "إنها الشيزوفرينا متجسدة" .

و قبل أن نسمع بهذه الاخبار السابق عرضها حدثت جريمة آخرى أهانت الانسانية و أهانت ما يقرب من ربع سكان العالم لقد حظر الاسلام فى أنجولا تلك البلد الافريقى الفقير المعتدى عليه من أبناء العالم الاول فى إستغلال ثرواته الطبيعية شر إستغلال .
لا أعرف الحقيقة وراء ذلك الاتجاه التى أتجهته حكومة أنجولا ضد فريق بعينه من أبناء الشعب الانجولى هل هو ضغط من الغرب بسبب المهاجرين الافارقة الحاملين للافكار المتطرفة أم قاً أصبح الاسلام عبء على هذا البلد الفقير بسبب سلوك المسلحين الاسلاميين و تنظيم القاعدة الذى يلعب دوراً حيوياً بالقارة السمراء ، فالمتطرفين فى أفريقيا و منذ أوائل التسعينات و هم العامل المؤثر الآن فى النزاعات المسلحة بالقارة السمراء ليس فقط من يمثلون الاتجاه الدينى و لكن أيضاً مختلف الاتجاهات و ذلك منذ زيارة جيفارة للقارة السمراء .
لا يمكننى الدعاء على أنجولا بأن يصيبها الله بالفقر و الانهزام فهى أصلاً ضائعة و لكننى أملك الدعاء على من تسببوا بسلوكهم المتطرف تلك الجريمة .

كل ذلك كان لابد له من بداية مشوقة و كانت البداية مع انتحار فتاه من امريكية اللاتينية بسبب ترك حبيبها لها قامت فتاه تحت سن العشرين"Gabriela Hernandez Guerra"و أمام كاميرا الفيس بوك بالاقدام على الانتحار بالشنق ، الخبر لم يجذبنى بداية و لكن أجذبنى انتشاره بقوة تعجبت لحال الناس أن يقوما بتداول خبر مقتل أحدهم و تعجبت أكثر من تعليق من رأى فى نفسه التدين "الحمد لله على نعمة الاسلام" ، أو لم يفكر أحد الناس برهة حول المسآلة و حقيقتها و حول سبب الانتحار و هل وصل الامر بالناس أن تقتل نفسها و تستسلم للفشل وهل هذا الموضوع ينفع أن يكون بيئة مناسبة لإظهار روح التدين و شكر الله على نعمة الايمان هل أصلاً القائل بهذا يفهم كيفية الشكر على تلك النعمة أو أنه يراها إظهار الشماتة و الفرح فى الميت لأنه ليس من المسلمين .
إن ما أظهره هذا الحادث هو أننا أمام حالة من الضياع الانسانى فتخيل أن يتم تداول الخبر بصورة تجارية حقيرة و أن يصبح الآمر حديث مقاهى بين الناس و أن يستغل دينياً بصورة لا علاقة لها الدين ، لم يتكلف أحد العناء للبحث عن السبب الذى دفع فتاه صغيرة لذلك هل حقاً فقدانها للحب أم أنه فقدان الاهتمام لكل من هم حولها تجاهها ، أم أنها سئمت هذا العالم القاسى الذى أصبح أفراده يعيشون كالآلات ، إن فى موتها رسالة لكل من لديه حبيب يتحمل الحماقة منه و رسالة لكل تاجر دين يصطاد فى الماء العكر و رسالة لكل من تعرض للفشل بألا يبكى على اللبن المسكوب .

كل ذلك و غيره من الاحداث التى تحدث داخل البلاد و خارجه كل ما يمر على حياتنا أياً ما كان حجمه فهو يحتاج للبحث و التدقيق لمعرفة كيفية التصرف ، و هل الامر كله لعبة قدر أم حدث عابر؟! و ما الذى يرغب القدير فى إيصاله لنا ؟

عزيزى الانسان لا تعش فى هذه الدنيا ساكناً بل تحرك أثبت وجود نفسك غامر فالحياه منحة من الخالق لن يخسرك أيها الا حين يؤتيك الآجل ، كن نصيراً للحق و أصلح النظرة فقد تكون رايت الباطل حقاً ، أعلم أن المنطق و أستخدام العقل هو المنقذ من الضلال و ذلك دون التعنت فى الفكرة التى رجحها لك عقلك ، فكلنا نمتلك عقولاً مثلك و لكننا نتفاوت ، فالتفاوت هو آلية الاستمرار فى الحياه و استكمال النواقص فيها و حل المتناقضات التى نقابلها .

ملحوظة : كتبت هذه المقالة على مدونتى من 5 أشهر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة