الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازدحام

محمد علي مزهر شعبان

2014 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



ازدحام .. صور ولافتات ، مناطيد وعارضات ، انفاق يوحي قد لاحت فرصة النجاح او اوشكت . فالعوض سيل من المغانم يغطي تكلفة اعلان ، او منح خفية ، سواء اكانت ملحف او بطانية او عينات سخية .
ازدحام في طروحات منها ما أعلن من عنوان اقرب الى سذاجة التطبيق ومنها ما خفي تحت سطورها غايات . ازدحام غطى الشوارع واحتجزت عارضات الرؤوس الكبيرة الارصفة . ذات الوجوه وان اضيف لها بعض تنانين رؤوس الاموال ، والمتخمون بتجارة المشاريع ومن هب لعل فرصة في هذا المزاد العلني والخفي يجد ضالته .
ازدحام حتى تشرئب الاعناق ، وتضيع الابصار وسط هذا الاعصار من اللافتات والاسماء ، وكأن السادة المرشحين ، قطعوا اشواطا في دروب النضال وهاهي الثمرة اليانعة قد حان وقت اكولها . منهم من اجتمع في ندوة لديمومة فتنه ، وغلتها هشيم فيما بعد .
الاتفاق وكأنه لا مناص قد عقدت النوايا عليه ، ولم يعد سرا ، فقد لاحت بوادره مما يصرحون او يقذعون باتجاه واحد ، وكأنهم ماضون الى حيث الهدف في خارطة وثقها المدبرون .
سقيفة تضم اعوان كانوا بالامس القريب خصوما واعداء ، ولكن وليمة المطامع وبوصلة الاهواء جمعتهم ، حتى بدت الامور وكأن الوطن قد استذل واضحى من الرخص ان يستعرضه هؤلاء الميامين لاغتنام منصب ، ويقتسمه من كان في حيازة التهميش فأوردته الصدفة القدر مع لصوص شموليين . لقد استبقتهم مأربهم الى هذه التوليفة ، انها التفاحة الحوائية ، والشهية الاشعبية ، لوحت ببريقها فدنو اليها متزاحمين . تجاذب مريب ، وتحالف عجيب ، حتى اعميت البصيرة في قراءة ما خفي من اجندات ، رؤوسها هناك حيث الحقد والحسد والنصب في الرياض واسطنبول والدوحة وعمان . من رؤوس الافاعي لذيول التبعية . انها ليست خدعة لمن لم يرسل وعيه ولو لقراءة دون من أضله هواه ، لتكشف الراسي من الدوافع في اعماق اولئك اللذين يرسمون خارطة بلد انفك توا من تبعية مفرخي الامراء ، ومسخري الاتباع ، ومشتري الذمم من خزائن اندلقت رزم دولاراتها لتوزع اسهم على لمات وائتلافات كي تضع العصي في العجلة ، ليس لغاية وابتغاء اعلاء كلمة حق ، او صدمة ضمير لتطهير فساد محيق بوطن ، بل هي غاية اتفق عليها المدرك فيما يعمل ، والطامع والحاسد فيما يرجو ، فذهبوا مع ريح الكراهية ضد رجل في دولة وليس لاصلاح ما خربته ايديهم وانفسهم ، اعمالهم وديادن اطماعهم .
ازدحام .. يذكرنا بتلك الفوضى التي نشاهدها في الافلام المصرية حين انتخاب في قرى وقصبات ، توزع اللحمة ، ويتباكى المرشح على مظلومية الجياع ، وتنزل ايات الوعود بالفردوس الذي سيخلقه السيد القادم ، ستحل كل الازمات ، وتطفأ كل النائرات ، وعلى طبق ستنجز المستحيلات ، وينبري الراعي الرؤوم ليقدم خطبة " الموعد مع الجنة " يزمر ويطبل الاتباع ، والمسافة في حساب الزمن بين التحقيق والبطلان ، موعد الانتخاب ...
يستعرض المرشح في بلدنا ، وكأنه في معركة يهز رمحه ، وكأن تلك القنا عصى موسى . يرتجف ويرتعد وتنطلق " السوف " وكأنها طيور أبابيل على السراق ، وعلى من صنعوا الاخفاق ، لسلطة امرها لا يطاق . يا للنفاق يتحدث الواحد فيهم وهو ينفخ في نيران الفتنة التي لم يحسب عقباها ، لتفيء في خياله الواهم المغنم . يا للازدراء حين تسمعهم وكأنهم مسكوا مصدر القرار ، وحددوا الاتجاه والمسار ، وجهزة لهم كل ادوات القدرة .
لم يعرف بطل هذا الزمان ، انه مجرد مرشح لمؤسسة تشريعيه وليس رجل تنفيذي . تراه وقد ركب صهوة خيلائه وانطلق يصنع المجد بصحبة " غاريبالدي وبسمارك وتشرشل " وكأنه كان في اشواط من النضال والانجاز ، جاء ليكملها بعد نكوص المومى اليه ، ليطفيء ظمأ الشعب المستجير من الرمضاء عند مراتع هذا الفارس . رياء يمرروه امام السذج من البسطاء .
ايها الساده .. اعملوا ما شئتم وما سولت لكم انفسكم ، وما استطاعت تلك الماكنة المادية والاعلامية من توجيه ورعاية ،ان تجذب رؤوس كبيرة ، تحالفوا انى شئتم ، تصدروا ان استطعتم ، انه صراع ارادات الخابي منها والواضح الجلي .ولكن ادركوا جيدا لم يكن خافيا ما بيتم ، في ادراك الاغلب الاعم ، انه كتاب مفتوح ، وهو محصى لا يفوت ولا يغيب كل تفاصيله عند الشعب . انها السلطة واحتلابها على حساب الامل الذي يطل بنا في القضاء على الارهاب وحياة امنه .
ايها السادة انها ليست حرب بين فكر وفكر متطور منتج ، ربما اثنية وطائفية ، ولو كان احتدام فكر واجندة بناء لكان من البديهي ان تميل الكفة الى حيث الافضل والانجز والاكفأ ، وانها ليست نزال في ميدان حتى تلتقي فرسان كفؤ وتكون الساحة الحكم .. انها اشبه بغارة ارادها لصوص الارواح ، ومثيروا الفتن ، ومدمروا الشعوب بالاقتتال ، ومهدموا الاوطان وخرابها ويبابها ، مستبيحوا القيم والاوطان والقيم ومدبروا الازمات ، ومظللوا العقول ، وباعثوا الموت بمطايا التفجير والتفخيخ ، انهم واترون وموتورون ، اولياء الدم المهراق .
ايها الساده نتقبل الامر بكل رضى حين يتقدم يساريا قدم للوطن الكثير يرنو لسعادة وطن وتاريخهم لم تمح اسطره السنون ، مرحى لكل ليبرالي تكنوقراط يسخر علمه في وضعنا على جادة العلم وبناء بنى تحتية ترتقي بحياتنا دون تلك الزخارف من الابراج التي تتفاخر بها امارات منبثقه من رمال المجد والتاريخ .
ايها السادة .. ان خوفنا من المجهول الذي يخطط له الاخرون من خارج الحدود من مصير مظلم وعيش مرهوب . لكم عصيا ان نرى ممن ادعوا انهم صفوتنا فريسة بل ذليلة لهوى المطمع . الكردي اخي في الوطن ولكن ليتقي الله في حيازته ومطالبه . السني نفسي ولكن ليتطلع ان الحياة تمضي حيث يسير العالم من حيث موطن الخيار الديمقراطي . انها فرصتنا ان نعيش اسوياء في بلد كله خير ونعم ، فان طريق الصواب واضح جلي ، وان تناثرت في مسلكه الاشواك ... انه ازدحام ، افسحوا الطريق قليلا ، ربما ستذوي دوحة ال سعود ومن التحق بهم ، قبل ان ينبت لها ساق ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للخير مانعون وللمظاهر عاملون
علي الشمري ( 2014 / 4 / 12 - 21:13 )
الاغلبية يبحثون عن مصالحهم لا مصالحهم ناخبيهم .,انهم يبذخون الاموال التي جمعوها من السحت الحرام ,لكي تدرعليهم أضعافها ,ولكن أذا قيل لهم تبرعوا لفعل خير بجزء يسير منها فلا يفعلون.مودتي أبو أدهم

اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA