الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابادة الجماعية والقوى العظمى

كوسلا ابشن

2014 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


الانسانية جمعاء تستذكر ذكرى الابادة العرقية للتوتسي في رواندا قبل 20 سنة على يد الهوتو العرق المسيطر انذاك على زمام السلطة في روندا , وعلى اساسها اصدر مجلس الامن لهيئة الامم المتحدة قرار الرقم 955 لسنة 1994 يدعو الى وقف المجازر ومتابعة الاشخاص المسؤولين عن هذه المذابح , وفي نفس السياق تصدر المحكمة الدولية حول روندا قرار متابعة الاشخاص المسؤولين عن الابادة الجماعية وكل ما يخالف القانون الدولي داخل روندا من 1 يناير الى 31 دسمبر 1994 , وكذا متابعة مسؤولي الدولة الروندية عن ارتكابها ابادة جماعية في نفس الفترة الزمنية في الدول الجوار .
في 19ابريل 2007 سن الاتحاد الاوروبي قانونا يجرم انكار المحرقة , وقانون كان سائدا قبل هذا التاريخ في الكثير من الدول الاوروبية يطبق حسب قانون كل دولة على حدة , اما الاعتراف بالمحرقة فهو تحصيل الحاصل , ولا ينكره الا اعداء اسرائيل واعداء اليهودية .
اعترفت فرنسا سنة 2001 بابادة الارمن بين 1915 – 1917 ( الابادة شملت كذلك الشعب الارامي ) , واقرت الجمعية الوطنية الفرنسية قانون تجريم انكار ابادة الارمن سنة 2011 .
اعتراف الهيئة الاممية او بعض الدول الكبرى بهذه الجريمة او تلك , نتيجة لمخططات استراتيجية للدول الامبريالية خصوصا ولا يدل على مواقف انسانية , باعتبار الامبريالية خاضت حروب استعمارية وابادة جماعية للشعوب وكذا عدم اهتمام الهيئات الدولية بمجازر ابادة جماعية في اماكن مختلفة ارتكبتها القوى الاستعمارية , والنموذج الحرب الابادية ضد شعب جمهورية الريف , في شمال المروك الحالي , استعمل فيها الاستعمار الثلاثي ( الاسباني – الفرنسي – العروبي ) الاسلحة الكيماوية المحرمة دوليا , كأسلوب جديد وفاعل للاطاحة بالدولة التحررية الجديدة وقتل اكثر عدد ممكن من الابرياء انتقاما لهزائم الاستعمار الاسباني العسكرية المتتالية في الريف وخصوصا هزيمته التاريخية في معركة انوال 1921, ما جعل القوى الاستعمارية وبيادقها الاستطانية تسرع للالتجاء للسلاح الدمار الشامل .
استعمل السلاح الكيماوي مباشرة بعد هزيمة انوال , لكن الاستعمال المكثف كان بين 1923 و1927 , باستعمال الطيران وقصفه بالقنابل المعبئة بالمواد الكيماوية مثل ( كلوركرين والفوسجين والابريت ودفوسجين ) مواد كماوية قصف بها كل مناطق جمورية الريف وبالخصوص المناطق المكتضة بالساكنة مثل الاسواق والتجمعات القبلية وغيرهما , كما منع الاستعمار المنظمات الانسانية ( الصليب الاحمر ) من تقديم المساعدات الطبية للمصابين .
اثناء الحرب الكيماوية ضد جمهوية الريف , حظرت اتفاقية جنيف لسنة 1925 , استعمال الاسلحة الكيماوية , لكن موقعي هذه الاتفاقية لم ينددوا باستعمال هذا السلاح من طرف الاستعمار الثلاثي ولا بجريمة الابادة الجماعية في الريف , ولم تتحرك اية جهة دولية لمقاضات الجهة المستعملة للسلاح الكيماوي ولا ضد الشركات ( الالمانية والفرنسية ) المنتيجة والمزودة لاعداء البشرية بهذا السلاح الفتاك لتجريبه في الشعب الامازيغي في جمهورية الريف.
استعملت في الحرب الكيماوية ضد جمهورية الريف 400 طن من المواد الكيماوية وعبأت بواسطتها عشرة الاف قنبلة استعملت لتدمير البشر والحيونات والنباتات وتلويث المياه والجو , ورغم استعمال السلاح الدمار الشامل المحرم دوليا ضد الشعب الاعزل سواء اثناء الحرب الكيماوية بين 1921 و1927 , او في الهجوم الغاشم بالغازات السامة ( قنابل النابلم ) للمرة الثانية من طرف الاستعمار العروبي بقيادة الحسن الفاشي بين 1958 و1959 ضد مواطني الريف العزل , ورغم ذلك لم يتعرض المسؤولين عن جرائم الابادة الجماعية في حق الامازيغ للمحاكمة ولا للعقاب الذي يستحقونه .
ان الحرب الكيماوية ضد الريف مازالت تأثيراتها متجلية حتى الان من خلال تزايد عدد مرضى السرطان الذي يفتك بارواح اعداد كبيرة من الابرياء واخير ضحاياه الطفلة فاطمة التي اهملتها المؤسسة الاستشفائية العلوية حتى فارقت الحياة ( 80% من مرضى السرطان في المروك من الريف ) , هذه الجريمة القذرة في حق الامازيغ والانسانية جمعاء لم تنل اي اهتمام من القوى الدولية ولا من محاكمها والتي تتحرك حسب مصالح القوى الامبريالية .
السكوت عن الحرب الكيماوية ضد جمهورية الريف والابادة الجماعية للامازيغ اظهر طبيعة النظام الاستغلالي الاستعماري وتضامنه في الحروب الاستعمارية ضد قوى التحرر ومنها تصفية المشروع القومي الامازيغي باعتباره مشروع تحرري وتقدمي مضاد للمخططات الاستغلالية والاستعمارية للامبريالية العالمية وبيداقها الاستطانية .
قضية الابادة الجماعية للامازيغ في الحرب الكيماوية الاستعمارية الاولى بين 1921 و1927 والثانية بين 1958 و1959 لا تتقادم بمرور الزمن , صحيح ان الشعب الامازيغي في موقع ضعف ولا يملك قوة ضغط لفرض هذه القضية على المحاكم الدولية , الا ان هذا الواقع لا يدوم الى الابد ما دام هناك اداة نفي للواقع الاستعماري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعبئة رياضية وسياسية في مباراة تركيا | الأخبار


.. لماذا سيواجه الرئيس الإيراني صعوبة في إخراج بلاده من العزلة




.. فرنسا.. موعد مع الجولة الثانية للانتخابات التشريعية | #غرفة_


.. استشهاد عدد من عناصر الشرطة الفلسطينية أثناء تأمين منازل الم




.. نشرة إيجاز - وزارة الصحة بغزة: مجزرة في مخيم النصيرات