الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر الآن

حميد المصباحي

2014 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


مصر حتما كانت مدخلا للعالم العربي,ليس فقط بحكم كبرها و عريق تاريخها,و لكن لأن لها تأثيرات على المحيط العربي,بفعل نشاطها الثقافي و الفني,و لذلك قيل إن هذا الوضع عرضها دائما لتجاذبات بين القوى الدولية المتصارعة,بل و حتى العربية منها,فلا يمكن لأية دولة عربية أن تنتزع الزعامة بدون أن تصنف نفها و تحدد موقعها من مصر,و بذلك كانت ثورتها مخيفة للجميع,و كانت مساراتها أكثر تعقيدا من كل ما عرفته دول الربيع العربي,فإلى أين تمضي الثورة المصرية و ما هي عوائق استكمالها و رهاناتها؟
1ثورة بالجيش
لا أحد ينكر الموقف البطولي الذي اتخذته القوات المسلحة المصرية,بحكم تسيس رجالاتها,أي القيادات الماسكة بزمام السلطة العسكرية,و التي لا يمكن للساسة تجاهلها,رغم المسافة المرسومة و المحددة لتدخلاته في أمور الحكم السياسية و حتى الإقتصادية,ففي أوج الثورة,لم ينخرط كما فعلت الأجهزة الأمنية في قمع المظاهرات,بل اكتفى بحماية المواقع الإستراتيجية للدولة,و حفاظا على ثوابت عقيدته العسكرية,جد و اجتهد حتى لا يتورط في ممارسة القمع,فيجد نفسه في مواجهة الشارع السياسي,و نجح في ذلك,مما ولد شعورا بحيادية الجيش سياسيا,و لولا هذا الموقف لكانت الثورة مكلفة لمصر و لكل المصريين,بل ولامتدت إلى دول الجوار بسيناريوهات ربما أكثر عنفا مما تشهده حاليا.
2ثورة مع الجيش
عندما انتصرت الثورة ,و توجت بالإنتخابات,فازت حركة الإخوان المسلمين المصرية بها,ليس بسبب قوتها و حسن تنظيمها أو حتى مشاركتها الفاعلة في الثورة,بل أيضا بضعف قوى اليسار المصرية,التي ساهمت في إنضاج شروط الثورة,و قدمت التضحيات الجسام من شبابها و نسائها,لكنها لم تفرز قادتها لتنافس بهم الزعامات التقليدية لليسار المصري,الذي وجد نفسه هو الآخر منقسما,و بذلك فاز الإخوان,و لأن تجاربهم السياسية,غالبا ما كانت تسوغ دينيا,خلطوا بين الجماعة و الشعب,فأرادوا البحث عن القداسة لحكمهم,بما عرف بالبيان الدستوري,فهب الشباب المصري,من خلال حركة تمرد,و هنا وجد الجيش المصري نفسه مضطرا للتدخل,انتصارا للثوار ممن أرادو سرقة الثورة بشعارات دينية,انتصارا لمشروعهم الإخواني,متناسين أن المصريين لم يسقطوا مبارك و زمرته بسبب عدم دينيتهم,بل لاستبدادهم,فتملك الجيش السلطة,و كشف بذلك عن مخطط الإخوان المسلمين,و مدى تمسكهم بالسلطة التي طالما تظاهروا بالزهد فيها.
3ثورة ضد الجيش
بدأت من خلال التحريض الذي مارسته حركة الإخوان المسلمين,و التي تحاول جر باقي الثوار إلى صفها,من خلال شعارات الشرعية,و هي تستغل هفوات الجيش عندما يواجه الثوار خصوصا من الحركات المدنية و السياسية اليسارية,هذه المرحلة ينبغي تجنبها,بعدم تورط الجيش في المواجهات ضد القوى المدنية,و عدم الرد المسلح إلا على المسلحين,حتى لا تكبر جبهة الرفض,خصوصا في اللحظات الراهنة,حيث يزداد العنف في سوريا و تتقلب التحالفات الدولية,و الرهانات العربية الداعمة للعنف السياسي الإسلامي,و التي تفعل ذلك إبعادا لجغرافيتها عن التصادمات الدينية,و تسريبها لباقي الدول العربية,خصوصا مصر و سوريا رغم أن الموقف السعودي لم ينجر للخيارات القطرية و التركية و الأمريكية,لكن الموقف السعودي لا يمكن ضمان استمراريته,بفعل تداخل مصالح دول الخليج.
خلاصات
مصر تمضي بثورتها في منعرجات كما حدث في كل الثورات السياسية,و هي قادرة على ربح رهان التغيير بفكرها و حزمها المعهود,و خبرات رجالاتها في السياسية و تدبير الصراعات بينهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يلف أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟ • فرانس 24


.. التغير المناخي في الشرق الأوسط: إلى أي مدى مرتبط باستثمارات




.. كيف يسمح لمروحية الرئيس الإيراني بالإقلاع ضمن ظروف مناخية صع


.. تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف




.. ردود الفعل تتوالى.. تعازى إقليمية ودولية على وفاة الرئيس الإ